مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتراث والنشر

نقش

إبداع

أ.د. عمر علوي بن شهاب


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 29 .. ص 110

رابط العدد 29 : اضغط هنا


لَا كَـلَّ حرفٌ من حروف قصيدي ** إني لأكتب من دماء وَرِيدي

عيدٌ لفطرٍ ثم حجٌ ثم يو ** مَ لقـاك لهو ثالثُ عيدِ

أنت الجمالُ وفيك يُحصَرُ حَدُّه ** حطَّمْتُه في طارفٍ وتليدِ

أنت الحياةُ نسائمًا أَشْتَمُّها ** يا سِحرَ أزهاري وعِطرَ وُرُودِي

خلّدْتُ حُبَّك في سُفُـوحِ جِبَالِـنا ** تَروِي الدُّهور لدورها والبيدِ

صلّيْتُ شُكرًا إذْ حللتَ بِخَافِقِي ** وضرعْتُ في شُكرِي وفي تحميدي

أهديْتَـنِي سِرَّ المحبَّةِ لمحةً ** أخفيْتها سِرًّا كرمز بريدي

ماذا أقول؟ وما أراني قائلًا؟: ** لا رد حين تهمْتَـني بجحودِ

حب وكالحب يجتاز المدى ** كَلَّا ولا يلوي لأي حدودِ

لله حب بعد ربي أنت من ** أفردتُ بالإخلاص والتوحيدِ

حبٌّ تماهى في العلوم فصرت أمـ ** ــزجهُ بدرس النحو والتجويدِ

فتحشدت نحو المعاني ثرةً ** في أوجه الإعراب والتوكيدِ

فيك الإثارة جسدت أيقونة ** لتدل مفردةً على التفريدِ

يا كل ما عندي من الدنيا ومد ** خري وما أودعته برصيدي

من فضل ربي لم أدنِّسْ ملبسي ** من نافـلات حرمت ونقودِ

شرفي مَصُونٌ وهو ما يرعاه من ** نسبي لخيــر أُبُوَّةٍ وجدودِ

ورثتهم مجدًا كذاك عداوة ** في كل عصر من زمان يزيدِ

ياجذوة قدحت قريضي مشعلًا ** فغدا لروحي ما حييت وقودي

وإليك أبعثها حمامًا زاجلًا ** يشدوك مختزلًا لبعض ردودي

فافعلْ كما تهوى وترغبُ إنني ** محياي فيك كذاك فيك لحودي

تَهْمِي عليك – ولا تكفُّ – مشاعري ** من غير برق سابقٍ ورعودِ

أهواك عشقًا قبله ما لم يكن ** من عصرنا هذا لبعثة هودِ

وتغار فيك الحور سحرًا صارخًا ** تفديك يا روحي جميعُ الغيدِ

ليت النجومَ إليّ تدنو لحظة ** أهديكها ما شئت من عنقودِ

ما أنت تمثال خلقت وإنما ** بشر كفى من قسوةٍ وجمودِ

أوهمْتَنِي بالوصل حتى إنني ** أتلفتُ ذاكرتي بزيف وعودِ

نقشٌ يوثِّـق سرمديًّا حبَّنا ** كنقوش عاد أو رسوم ثمودِ

أنت المتوّج لي حبيبًا في السما ** من غير حسك يستحيل وجودي

أنساب فيك حقيقة تبدو فلا ** من مشبهٍ أرواحنا ونديدِ

في عالم الأرواح كُـنَّا توأمًا ** بعض القديم محدَّثٌ كجديدِ