إبداع
عبدالله سالم زين
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 29 .. ص 111
رابط العدد 29 : اضغط هنا
معذرةً يا مزارعَ الزيتون؛
يا غاباتِ البنِّ اليماني..
معذرةً
يا بساتينَ النرجسِ
والسوسنِ
والليلكِ
والزيزفون..
يا نخيلَ العراق؛
يا دهاليز الكنانةِ
والبيضاءِ وريسون..
إن كان غرّني في داخلي الإحساس..
والشعورُ بروعةِ (الإنسانْ)
حين يلقى بعضهُ؛
دون أن يخدشَ النجومَ والأبراج
مقتنعًا بغمزة النجمات
يتَّكئ السحاب
وحيث كنتُ أجري دونما تكلُّفٍ
وكنتُ أضحكُ دونما تطرُّفٍ
وكنتُ أستلقي على البحار
وأكتبُ الشعرَ مع الأشجار؛
أحاولُ الرقصَ
مع الغزلانِ، والعزفَ مع الأطيارْ..
معذرةً
يا كلَّ (جدولٍ) رقراق؛
قد ربتتْ كَفَّايَ فوق مائهِ؛
إن كنتَ في تونسَ أوكنتَ في العراق
فقبلَ أن تجري على الأرضِ
على اليباسْ
فأنتَ تجري داخلي
فأنتَ في الأعماق؛
معذرةً
إن كنتُ نمتُ في جفنيكِ يا حجاز
من دونما استئذان!
صحراؤكِ، والنسيمُ في المساءِ
نصفَ الليلْ؛
أشعرني الأمان..
.. لقد نسيتُ أني عابرٌ؛
عليَّ أنْ لا آلف المكان!
أو أؤلف الودادَ بين الزهر والأغصانْ
عليَّ أنْ لا أطلق السجيةَ الصادقة البريئة
وأصنع القهوةَ أو أحتسيَ الفنجان
حتى بناري الأنيقةِ التي
ليس لها دخان!!