جولة في بدايات الصحافة والنشرات العدنية وحضرموت في ثلاثينيات القرن الماضي .. الجريدة الرسمية لمحمية عدن (أنموذجًا).

أضواء

أ. علي سالم اليزيدي

THE

ADEN  PROEGTOARTE GAZETTE.

من خلال استطلاعنا هذا عن الصحافة والنشرات الأولية الايتدائية في عدن، ومثلها حضرموت، وهي محاولات النشر الأولي، وعلاقة الحكومة والاحتلال البريطاني بعدن والمحميات بما حولها، وتسليط الضوء على تحركاته، وبدايات تشكيل السلطات في حضرموت، ودعم برنامج السلام هناك، وتعزيز دور السلاطين والمستشارين البريطانيين في المحميات، وبناء البدايات الأولية لبنية الاستقرار، ومواجهة القلاقل والتمردات القبلية.

إن صدور هذه الجريدة في مطلع الثلاثينيات هو تنشيط وعي السلطات الاستعمارية أولًا والسلاطين لوقف الخلافات، وتثبيت السلطنات، ونبذ النزاعات الداخلية، وهذا يعني في نظر البريطانيين في محمية عدن مواجهة النازية التي بدأت تصعد في ألمانيا وتعطي إشارات غير مبشرة عمَّا في أوروبا والمستعمرات وخصوصًا أنَّ إيطاليا وقواتها تقبع قرب عدن في أثيوبيا.

كيف بوّبت ونقلت هذه النشرة أو جريدة محمية عدن أخبارها؟.

لنبدأ بالصفحة الغلاف أو الأولى، وهي قد طبعت بورق أصفر هندي رديء، وبطباعة مبتدئة في عدن.

كان العدد رقم 4 هو ما وقع بيدنا، وحصلنا عليه من أحد الأصدقاء، والذي ورثه هو الآخر، ونفعني في كتابي (أميرات المكلا).

صدر بعدن في أبريل سنة 1937م باللغتين العربية والإنجليزية.

جدول المحتويات….

– مخالفة فخيذة أميرية

– سفر

– زيارة ورؤساء

– زيارة مركب جلالة الملك وستن

– فتح إدارة البريد في المكلا

– الإصلاح في حضرموت

– امتثال للشروط الملقاة لإطلاق

نستعرض هنا أول الأخبار وأوله وقد كتب (إعلان):

مخالفة فخيذة أميرية، وامتثالها للشروط بعد إلقاء العقاب عليها، وهو يتحدث عن قبيلة الشعار بالضالع، وخصوصًا عشيرة البيشي مخالفة ظاهرة للحكومة وأمير الضالع. وبيَّن الخبر حيثيات عقابية وتأديبية وإخضاعية لهذه القبيلة.

في إعلان سفر، ويقصد هنا بالإعلان: خبر مشاع منشور.

مر صاحب السمو السلطان صالح بن غالب القعيطي سلطان الشحر والمكلا عن طريق عدن بطريقه إلى إنكلترا للتتويج في تاريخ ١٤ أبريل، واتفق سعادة الوالي.

وجاء في الخبر نفسه: وصل السلطان محمد بن عمر ولد سلطان الشحر والمكلا المتوفى وولي العهد حسب الاتفاقية العائلية الحاضرة في عدن في ١٤ أبريل، ثم توجه إلى إنكترا للتتويج، واتفق صاحب السعادة الوالي في ١٧ أبريل ١٩٣٧م.

ودُوِّن تحت الخبر: الناشر بأمر صاحب السعادة الوالي الكرنل ليك، السكرتير السياسي.

وفي زيارات مركب جلالة الملك وستن كتب:

زار مركب جلالة الملك وستن الحديدة في ٣ أبريل سنة ١٩٣٧م، فسقطرى، فقشن، فالمكلا بين تاريخ ٨ و١٩ أبريل ١٩٣٧م.

تحت عنوان رحلات كتب:

عاد المستر د ه‍ إنجرامس الضابط السياسي الأول إلى حضرموت عن طريق الجو برفقة الفتن كربل روستن D S O، المتولي على جيش محمية عدن، الذي ذهب للمكلا للإرشاد والمعاونة لإعادة تنظيم العساكر النظامية وتعليمهم هناك.

وعادت الطائرة التي أقـلَّـتْ الكرنل روبنسن والمستر إنجرامس إلى عدن عبر طريق حصن العبر وشبوة، بعد معرفة مكانهما المعين وأخذ صورتيهما.

وفي إعلان تعيين صفحة ٦٩ كتب:

أمر صاحب السعادة الوالي وقائد جيش عدن بتفويص المستر إنجرامس ،O,B,E الضابط السياسي الأول أن يمنح ويمضي ويجدِّد جواز السفر في المكلا.

وفيه أيضًا مايأتي:

تعيين السلطان علي بن صلاح حاكم شبام بصفة نائب عن سمو سلطان الشحر والمكلا، في المكلا في أثناء غياب الأخير وولده عوض.

إعلان بفتح إدارة البريد في المكلا، وكتب الٱتي: نعلن لمعلومية العموم أنه ستُفتح إدارة البريد في المكلا في ٢٢ الجاري، وستخدم هذه الإدارة السلطنات القعيطية والكثيرية.

ابتداء العملية سيكون محصورًا في بيع طوابع البريد، وفي بيع حوالات بريدية بريطانية ودفعها، وفي تسلم كتب اعتيادية ومسجلة وتسليمها، وفي تسلم طرود (بارسلات) وتسليمها.

وستكون أسعار أجرة البريد مطابقة لتلك الأسعار في عدن، وسيكون الامتياز من يوم الافتتاح لنقل الكتب منحصرًا بالحكومة. وحذر من أن مخالفة هذا الامتياز يعد جريمة مخالفة لقانون البريد.

وفي إعلان الإصلاح في حضرموت ما يأتي:

لقد أثَّر عقاب فخيذة بن يماني آل جابر تأثيرًا عظيمًا في حضرموت، مما يبعث على زيادة الأمان في المستقبل، وعلى الأمن العام في البلاد.

وفي الغالب جميع القبائل الني في حضرموت عقدت صلح ثلاث سنوات فيما بينهم البين، أهمها الإصلاح الحاصل فيما بين أهل عمر وأهل عامر.

وكتب في إعلان:

امتثالًا للشروط الملقاة بسبب إطلاق رصاص على مستخدمي الحكومة في اللاسلكي في محمية عدن

أُعطي وقتٌ معلومٌ لأهل قفيش من قبائل أهل عوذلة ينتهي في 31 مارس سنة 1937م على أن يدفعوا غرامة، وأن يسلّموا رهينتين، وأن يطردوا المجرمين من أهل منصور أحمد من بلادهم.

ولعدم وجود ضابط سياسي أعار الضابط المتولي على الجيوش البريطانية بعدن أحد موظفي إدارة المخابرة أن يزور السلطان، ويحمله على اتخاذ العمل.

وعقب هذا دفعت أهل قفيش الغرامة في 6 أبريل سنة 1937م، وتخلصوا من العقاب.

وقد طبعت هذا الجريدة التي صدرت في أبريل 1937م ومثيلاتها من نشرات تابعة لمحمية عدن، ونقلت أخبار عدن والمحميات وحضرموت، وعكست في صفحاتها باللغتين العربية والإنجليزية غالب الضوابط والتعليمات والتحذيرات والعقوبات، بما يمكن السلطات في عدن والسلاطين في المحميات من تثبيت حكمهم، وتجنب زعزعته أو مخالفة القوانين ٱنذاك، وهذا ما احتوته جريدة عدن القادمة إلينا من ذكريات التاريخ والزمن.

فأحببنا أن نتجول فيها، وأن نبدي فيها بعض الملاحظات والأخبار إذا دقق القارئ في محتواها وفي مجرى التاريخ والأحداث آنذاك.

وطبعت في مطبعة كيكشن – التواهي – عدن.