كتابات
أ. سالم العبد الحمومي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 4 .. ص 31
رابط العدد 4 : اضغط هنا
لا يختلف اثنان على أن الحضارم شديدو الاعتزاز بحضرميتهم التي توارثوها عبر أجيال عديدة ولفترات مديدة من تاريخ حضرموت الطويل والناصع وهو اعتزاز يكرس قيم النجاح والتميز ومفاهيمه وإثبات الوجود الإيجابي حيثما حلوا وارتحلوا في مهاجرهم البعيدة والقريبة دونما عصبية أو مفاخرة تتسم بالتعالي أو الترفع على الآخرين في المجتمعات التي اندمجوا فيها وأسهموا في تطورها ونموها وبناء مستقبلها الناصع.
ثمة ملاحظة كانت ومازالت تثير جدلاً لم ينتهِ بعد تتلخص في التساؤل التالي .. كيف نجح الحضارم في مهاجرهم بينما ظل التعثر يرافقهم في وطنهم الأم حضرموت؟! ولعل الدكتور عبدالله الكاف رئيس جامعة ابن خلدون أذكى هذا التساؤل القديم الجديد عندما أكد في حديثه الممتع والمفيد خلال أعمال الندوة العلمية في نادي متطوعون يوم الاثنين 17/4/2017م عن اسهام الحضارم الاقتصادي والاجتماعي في المحيط الهندي حينما أكد بجزم أن منشأ هذا
الاعتزاز الملتبس بالحضارم حول موطنهم وتميزهم القيمي والعلمي والاقتصادي منبعه ومصدره ودفقه وطني حضرمي من داخل حضرموت ببعدها الجغرافي والتاريخي والثقافي الخ .. ولو لم يكن من الداخل لتنوعت الشخصية الحضرمية بتنوع أوطانها المختلفة والمتباينة!!
إذن فلم هذا الإخفاق في الداخل ؟ وهل مفهوم الهجرة يجب أن يعاد صياغته جوهراً ومفهوماً ودلالات ، بحيث نعتمد في صياغة حضرموت الوطن الأم وبناء مستقبلها على مفهوم جديد للهجرة ولكن نحو الداخل هذه المرة ؟؟!!
إن الظروف والمتغيرات الجديدة التي شهدتها حضرموت ومازالت تعيشها من 24 /4/2016م قمينة بوضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا الحاسمة أتجاه حضرموت ومستقبلها الذي نرجوه لها نحن ويليق بها دون شطط أو نقصان، فهل نحن فاعلون؟!