لقاء العدد
أ.د. علي صالح الخلاقي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 4 .. ص 83
رابط العدد 4 : اضغط هنا
الرائد، صحيفة “أسبوعية، قومية، جامعة”، أصدرها الأستاذ الأديب الشاعر والصحفي حسين محمد البار في المكلا في النصف الأول من ستينات القرن الماضي، واستمرت في الصدور قرابة أربع سنوات، وتحديداً منذ 17أكتوبر1960م، وهو يوم صدور عددها الأول، وحتى 27يوليو1964م الذي صدر فيه العدد رقم (181) ثم توقَّفَتْ بعده عن الصدور.
حينما وصلت إليّ أعداد “الرائد” جميعها في شريط مدمج، من صديقي الرائع أ.د.عبدالله سعيد الجعيدي مدير مركز حضرموت للدراسات والتوثيق النشر، سررت بهذه الهدية الثمينة، وأُتيحت لي فرصة تصفح هذا الأرشيف التاريخي الذي كنت أعود إليه بين حين وآخر، متصفحاً وقارئاً لما يشد انتباهي من موضوعات وأخبار. ومن بين الموضوعات الحيوية والهامة التي لفتت انتباهي وشدّتني كثيراً مسألة قديمة جديدة ما زال الجدل الساخن يحتدم حولها حتى اليوم بين نُخب المثقفين والسياسيين، بل عامة الشعب، هي مسألة وحدة حضرموت والجنوب العربي، والعلاقة باليمن، والتي شغلت حيزاً بارزاً في اهتمامات البار وصحيفته “الرائد”، وتناولها هو وغيره من الكتاب في أكثر من مناسبة خلال تلك المرحلة، فرأيت من الضروري إضاءة تلك المواقف المبكرة التي عالجت هذا الموضوع، سواء أكانت وحدة حضرموت المجزأة حينها تحت حكم السلطنتين القعيطية والكثيرية، أم وحدة الجنوب العربي بعد تقرير مصيره وحصوله على استقلاله أم وحدته مع اليمن أو مع أي قطر عربي آخر.
وحدة حضرموت وعلاقتها بالجنوب العربي
في البدء لا بد من الإشارة إلى أن حضرموت عريقة وضاربة في القدم، وهي من أقدم الممالك العربية الجنوبية التي ظهرت قبل الميلاد، وما زال اسمها حيًّا يُطلق على مساحة واسعة من الأرض، فلها أن تفخر بهذا على الحكومات العربية الأخرى التي عاشت قبل الميلاد، ثم ماتت أسماؤها، أو قَلَّ ذكرها قِلَّة واضحة. وقد قطع اسمها مئات من الأميال قبل الميلاد، فبلغ مسامع اليونان والرومان وسجله كُتَّابهم في كتبهم لأول مرة في القارة الأوروبية، وكُتِبَ لذلك التسجيل الخلود حتى اليوم([1]).وقد تمركزت في مناطق الساحل والوديان الممتدة من عُمان حتى عدن، وبذلك يشمل امتدادها الجغرافي وعمقها الحضاري المخلد في صفحات التاريخ مناطق الجنوب العربي كلَّها، أو معظم جنوب الجزيرة العربية. وفي عصر الإسلام كانت حضرموت تشكل أكبر المخاليف اليمنية -مقارنة بمِخلافي الجند وصنعاء- حيث تمتد جذورها من عدن متجهة شرقاً حتى عُمان([2]).
وبالعودة إلى أعداد صحيفة “الرائد” الصادرة خلال النصف الأول من القرن الماضي نجد أن وحدة حضرموت كانت من أبرز القضايا الملحة والحيوية التي تم تداولها، وخُصّصت لمناقشتها العديد من المقالات وطُرحت الآراء التي تعددت فيها وجهات النظر حول شكل هذه الوحدة وصيغتها ومستقبلها. وكان البار وكُتَّاب “الرائد” سواء الذين كتبوا بأسمائهم الواضحة أم المستعارة مجمعين على وحدة حضرموت ومتيقنين من تحقيقها. لكنْ أيّ وحدة يريدون؟!. هل وحدة كما يريدها الحكام في السلطنتين(القعيطية والكثيرية)، أم كما يريدها الاستعمار، أو وحدة تنبع من الشعب وتنال رضاه؟..
إنهم كما تجلى من كتاباتهم ضد الوحدة الفورية المتسرعة التي لا أساس لها([3]). وكذا ضد الوحدة التي يفرضها أو يدفع بها الاستعمار سواء تلك التي تقول بوحدة قطاعات حضرموت لتكوّن أو لتخلق “دولة حضرموت المتحدة” مستقلة بذاتها، أو توحيدها تمهيداً لانضمامها إلى اتحاد الجنوب العربي (الفيدرالي) ، أو حتى عدم توحيدها ما دام ستنضم رأساً إلى ذلك الاتحاد، وهذه الآراء في نظرهم تعد كلها استعمارية ([4]).
أما الوحدة التي يريدونها فنابعة من صميم إرادة الشعب لا وحدة مفروضة فرضاً إجبارياً..وحدة قائمة بين الشعب وتخدم مصالحه وتحقق له الرفاهية والسعادة، وتسبقها تهيئة نفسية وجذرية لإرجاع الحياة والثقة لهذا الشعب، وإشعاره في كل خطوة يخطوها بأنه هو مصدر السلطات وليس كمّاً مُهملاً”([5])، لكي يشارك عملياً في تحمل المسئولية، ويحقق الوحدة بإرادته؛ لأن أي وحدة لا تكون موضع رضاه ولا تنبثق عن إرادته هي وحدة مفتعلة تزول قطعاً بزوال من أوجدها ([6]).
وهكذا فإن الوحدة –في نظر البار- نوعٌ من تقرير المصير، والشعب هو وحده صاحب هذا الحق. كتب في افتتاحية العدد (17) تحت عنوان “تساؤلات حول الوحدة؟”،إنه “لما كانت الوحدة في شكلها الأكمل أو حتى في شكل آخر من الأشكال الجزئية البسيطة نوعاً من تقرير المصير، وتقرير المصير هو من حق الشعوب، وهي وحدها صاحبة الكلمة العليا فيه فإننا نتساءل هنا: كيف ستكون هذه الوحدة في ظل الأوضاع القائمة هنا في هذا الجنوب أو في هذا الجزء من الجنوب العربي [يقصد حضرموت] إلا إذا كانت توحيداً للأجهزة والمصالح الحكومية؟. وكيف يمكن أن اعتبار هذه الوحدة تعبيراً عن إرادة شعب هذه المنطقة في الوقت الذي لا يؤخذ رأيه فيها؟”([7]).
أما وقد أضحت وحدة حضرموت مطلباً شعبياً، فإن البار في ركنه الشهير “يقول بوعامر” يطالب بلسان حال الشعب بتسريع وحدة حضرموت (المنقسم حينها بين سلطنتين) قبل فوات، كما أفصح شعراً بهذه الأبيات التي نظمها متخفياً باسم الشاعر الحكيم بوعامر:
يقول بوعامر متى با شوف وحدة حضرموت؟
الشعب كله يطلب الوحدة بغا عزّه وقُوت
انسوا المصالح، شو بلد لحقاف هذا بايفوت
كما عبَّر نثراً باللهجة الحضرمية عن شوقه الجامع للوحدة قائلاً:”بغينا الوحدة، هاتوا الوحدة، حققوا الوحدة، لا تخلوها عصيد في كعدة” ([8]).
إن وحدوية البار، كقومي عربي وحدوي، لا حدود لها، فهي تتجاوز وحدة حضرموت والجنوب العربي إلى وحدة الوطن العربي بكامله، كما تجلى في كتاباته وكتابات غيره في صحيفته “الرائد”. فقد أفصح مراراً من دعاة وحدة الشعب العربي كله من الخليج إلى المحيط، إذ كتب في افتتاحية العدد (17) متفائلاً بتحقيقها يقول:” والظواهر تدل على أن هذه الوحدة قد تصبح حقيقة واقعة سواء كان ذلك في دنيا حضرموت أو في دنيا الجنوب العربي بأكمله على شكل من الأشكال لا نستطيع أن نحدده الآن أو نقف على دخائل أمره..ونحن من دعاة وحدة الجنوب العربي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الشعب العربي، بل إننا لمن دُعاة وحدة الشعب العربي كله من الخليج إلى المحيط ونعتقد أن هذه الحواجز والتقسيمات سوف تزول وتتلاشى يوم يمتلك هذا الشعب القدرة على إزالتها”([9]).
والوحدة التي يسعى إليها ويدعو من أجلها هو وغيره عبر صحيفته “الرائد” هي وحدة يصنعها الشعب سواء على مستوى حضرموت أو الجنوب العربي أو توحيد الشعب العربي جميعه في جميع بلدانه ودياره وفي كل أقطاره.. فوحدة حضرموت خطوة يجب أن تكون متبوعة بخطى أخرى سريعة في سبيل تحقيق وحدة الجنوب الشعبية ضمن نطاق الوحدة العربية الشاملة([10]).
لم يُكتب للبار أن يشهد وحدة حضرموت ووحدة الجنوب العربي التي طالما حلم بها وناضل من أجلها، فقد توفاه الله عام 1965م، وبعد رحيله بأقل من ثلاثة أعوام تحقق حلمه وتوحدت حضرموت عشية الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر1967م، وحُسمت مسألة وحدة حضرموت والجنوب العربي في إطار الدولة الوليدة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
لكن وللأسف الشديد، حدث أن تسَلَّل الخوف والقلق من عودة تجزئة حضرموت مجدداً بعد إعلان الوحدة اليمنية الاندماجية المتسرعة عام 1990م، ولا سيَّما بعد حرب اجتياح الجنوب واحتلاله من قبل عصابات نظام صنعاء صيف 1994م، وهو ما لقي اعتراضاً قوياً ومقاومة شديدة من أبناء حضرموت فأعاقوا وأفشلوا تحقيق هذا المشروع لقوى النفوذ الشمالية ومن سار على نهجها وارتبط بمصالحها.
وما أشبه الليلة بالبارحة! وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه، فها هي مسألة وحدة حضرموت والجنوب العربي واليمن تبرز على السطح من جديد وتثير جدلاً واسعاً اليوم، خاصة بعد فشل الوحدة الاندماجية المتسرعة بين نظامي الحكم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، التي أعطت نموذجاً سيئاً وقضت على حلم الوحدة الجميل في نفوس من حملوا مشعل هذه الفكرة، خاصة بعد أن تم الغدر بشركاء الوحدة الجنوبيين وطغيان فكرة الضم والإلحاق، ثم الحرب الأخيرة 2015م.
ولعله من المفيد الوقوف هنا أمام تلك الآراء التي عالجت هذه المسألة مطلع ستينات القرن الماضي في ضوء سياقها التاريخي حتى نقترب من جوهرها ولكي يتعظ المتعظون ويدركوا حقيقة أن لا وحدة إلا بإرادة الشعب.
الجنوب العربي وحدة لا تتجزأ
هذا هو باختصار موقف البار وصحيفته “الرائد” وكُتَّابها، فتَحْتَ هذا العنوان كتب البار في العدد(138) يؤيد طلب مدير الهجرة والجوازات بإعفاء أبناء الجنوب العربي من التقيد بشكليات رخص الدخول إلى هذا الجزء من بلاد الجنوب..وانتقد الذين قرروا في مجلس الدولة القعيطي إعفاء طوائف معينة فقط، دون أن يشمل ذلك أبناء الجنوب العربي، وقال:”ومهما يكن من أمر فإن نظرة عابرة تؤكد أن وحدة الجنوب العربي، ووضع الحضارم في عدن وغيرها من مناطق هذا الجنوب، ومصلحة أبناء شعب حضرموت العربي وإرادة هذا الشعب في إشعار أشقائه بوحدة الدم ووحدة التاريخ ووحدة المصير ووحدة التراب هذه الاعتبارات جميعها لم تخطر للذين أصدروا هذه القرارات العجيبة ببال… ونحن الذي يهمنا في الدرجة الأولى تأكيد وحدة المنطقة على المستوى الشعبي نستنكر هذا الاجراء” ([11]). وبالمثل اعترض الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف على هذا القرار، الذي يقضي بإقامة حواجز الهجرة ضد دخول إخواننا العدنيين وأهالي ولايات اتحاد الجنوب العربي إلى حضرموت، واعتبره من أغرب القرارات التي اتخذتها حكومة الدولة القعيطية فيما يسمحون لليهودي البريطاني أو الأمريكي..الخ([12]).
ظلت وحدة الجنوب العربي هاجساً يشغل بال البار وغيره ممن تعرضوا لها على صفحات “الرائد”، ففي العدد (162) وتحت عنوان “وحدة هذا الجنوب العربي والآراء المؤيدة لسياسة الاستعمار لتفرقة أجزاء الجنوب” ورد أن “حضرموت جزء لا يتجزأ بأي حال من الأحوال عن هذا الجنوب العربي ، ومصير شعب حضرموت هو مصير شعب هذا الجنوب. وتقرير المصير كله بالنسبة لهذا الجنوب أمر هو من الأهمية بمكان. ولقد جاءت قرارات الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي (أي 1963) مؤيدة لحق هذا الشعب في استقلاله ووحدته وتقرير مصيره بنفسه تحت إشراف الأمم المتحدة. ومصير شعبنا في حضرموت لا ينفصل أبداً عن مصير بقية مناطق هذا الجنوب”([13]).
ولبسط وجهة نظره وإيصالها للقارئ الذي يخاطبه أضاف الكاتب موضحاً:”نحن لا ننكر أن من ولد في حضرموت بالطبع يسمى حضرمياً أو أنه (يجب) أن يطلق على نفسه هذه التسمية ، ولكنها بأي حال من الأحوال تسمية “جزئية”، وكذلك العدني الذي من عدن، والعولقي من العوالق واللحجي من لحج..إلخ..إلخ. مثلاً في الجمهورية العربية المتحدة : القاهرة والإسكندرية والصعيد..و..و. ونسمع من يقول هناك أنا قاهري، أي من القاهرة، والثاني إسكندراني من الإسكندرية، والآخر صعيدي من الصعيد…ولكن كل تلك التسميات أو الشخصيات تذوب كونهم كلهم مصريين عرباً. لا شك في هذا وكل واحد يقول في الخارج إذا سُئل، مصري عربي، ولا يقول أنا من القاهرة أو قاهري أو صعيدي أو إسكندراني. بل هذا أمر لا يختلف فيه اثنان. وهنا في هذا الجنوب نسمع من يقول أنا حضرمي، وآخر عدني..إلخ. هذه الاسطوانة المشروخة المكررة. وكل يتمسك بشخصيته ولا يريد أن يقول أبداً: أنا عربي جنوبي. وكل يريد أن تستقل بلاده على حدة، وكأنها ليست جزءاً من هذا الجنوب الواحد. الجنوب كله واحد. وأبناء الجنوب كلهم أبناء وطن واحد. حضرموت وعدن ولحج والعوالق وبيحان والبقية كلها واحدة لا تتجزأ. لكن أعداء الشعب والاستعمار يريدونها متفرقة متنافرة ليستطيعوا تشديد قبضتهم على الشعب، واللعب بمقدراته. ونحن نريد لهذا الجنوب الاستقلال الكامل ونريد لقرارات هيئة الأمم المتحدة أن تُنفَّذ بالنص. نريد وحدة شعبية حرة. نريد شخصية جنوبية عربية خالصة”([14]).
وإجمالاً اتضح لنا أن صحيفة “الرائد” تبنَّت موقف حزب رابطة أبناء الجنوب العربي نفسه إزاء وحدة الجنوب العربي، وحرصت على نشر أخبار الرابطة وبياناتها، وتغطية تحركاتها الداخلية والخارجية، وتوضيح مواقفها([15]). وقد ارتبط رئيس تحرير “الرائد” الأستاذ البار بعلاقات حميمة ووثيقة مع قيادات الرابطة وفي مقدمتهم السيد محمد علي الجفري (رئيس الرابطة) والأستاذ شيخان عبدالله الحبشي (الأمين العام للرابطة) وآخرون، ولهذا برزت بصماتهم ورؤاهم المتقاربة وإن لم نقل المنسجمة، على مستوى الوحدة الحضرمية ووحدة الجنوب العربي في تلك المرحلة التي سبقت الاستقلال الوطني.
وتأسيساً على ما تقدم فقد نشر البار خبراً في الصفحة الأولى بعنوان “قضية الجنوب العربي في الأمم المتحدة للمرة الثانية”، حول رحلة الاستاذ شيخان عبدالله الحبشي الأمين العام للرابطة إلى نيويورك لعرض قضية الجنوب العربي في المنظمة الدولية وفي اللجنة المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار. وهذه هي المرة الثانية التي يعمل بها حزب الرابطة للخروج بقضية الجنوب العربي من المجال العربي والإقليمي إلى الصعيد الدولي…وتتلخص المطالب التي قدمها حزب الرابطة إلى الأمم المتحدة المطالب في الآتي:
(1) تعتبر الرابطة الجنوب العربي وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية متكاملة وتعتبر أي عرض جزئي لقضية الجنوب جريمة تاريخية لا تغتفر.
(2) تطالب الرابطة بإزالة الوجود البريطاني عن المنطقة ووضعها تحت إشراف هيئة دولية محايدة تهيئة لاستفتاء شعبي يقرر فيما بعد شكل الحكم الذي يدير مرافق البلاد.
(3) تعتبر الرابطة الشعب العربي في الجنوب المسئول الأول والأخير عن تقرير مصيره وإليه وحده تعود مهمة تحديد شكل الحكم الذي يلائم آماله وأهدافه([16]).
الجنوب العربي وعلاقته باليمن
تكشف لنا كتب التاريخ سراً لم تذكره نقوش الكيانات العربية الجنوبية القديمة التي مدت سيطرتها على معظم أجزاء الجزيرة العربية، لكنها لم تتسَمَّ باسم اليمن، وتذكر هذه النقوش عن وجود كيان سُمّي “يمنات” ولكن لا يُعرف بعد موقعها الجغرافي قياساً بحضرموت أو سبأ أو حمير أو قتبان ومعين. وقد تعارف المؤرخون أن اليمن لدى عرب الشمال يعني الجنوب لا أكثر ولا أقل حسب تعبير د.محمد عبدالقادر بافقيه الذي يدلل أن وجود باب في مدينة صنعاء المؤدي إلى الجنوب هو باب اليمن([17]). وهكذا فإن اليمن في لغات جزيرة العرب القديمة تعني الجنوب وعكسها الشمال وتعني الشام. وفي علم الجغرافيا تبدأ حدود الجنوب حيث تنتهي حدود الشمال، فإذا اتخذت أية نقطة في وسط الجزيرة ولتكن الكعبة مثلاً، فإن الشام هو شمال تلك النقطة واليمن جنوبها([18]).
وتأسيساً على ما تقدم فإن التعريف التاريخي لليمن في المصادر التاريخية والجغرافية العربية لا صلة له بالهوية الواحدة أو الشعب الواحد. وكل الدول والممالك والكيانات الكثيرة التي قامت في جنوب الجزيرة العربية مثل سبأ وحمير ومعين وقتبان وحضرموت وأوسان وغيرها عُرفت بأسماء ملوكها أو مناطقها, ولم تجعل من اليمن كإقليم تعريفاً عن هويتها, ولم يحدث أن خاضت حروباً باسم وحدة اليمن، أو رفعت اسم اليمن كمسمى جامع لوحدة سياسية. ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد أنكر الأديب الكبير الراحل عبدالله البردوني فكرة أو مفهوم “إعادة توحيد اليمن” كاشفاً أنه لم يتحد عبر التاريخ وإنما تخضع الجغرافية لأنواع من السيطرة الداخلية([19]).
وفي عام 1918م ظهرت لأول مرة في التاريخ دولة تحمل صفة أو مسمى اليمن هي “المملكة المتوكلية اليمنية”، ومنذ ذلك الحين أصبح الاسم لصيقاً بها وبمناطق نفوذها السياسي..ثم احتفظت الجمهورية العربية اليمنية بالاسم بعد الانقلاب الذي أطاح بالنظام الإمامي..
أما الجنوب العربي فلم يُنسب قط إلى أية دولة بصفتها اليمنية وحتى عام 1967م عُرف بأسماء سلطناته ومشيخاته المحلية التي كانت تُعرف بسلطنات ومشيخات الجنوب العربي، ثم توحدت عشية الاستقلال باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, ولهذه التسمية ملابساتها التي بدأت خيوطها تتكشف الآن ولسنا بصددها هنا.
ومن هذا المنطلق لم يتعرَّض البار أو يتحمس لمسألة وحدة الجنوب العربي مع اليمن، بعد نيل استقلاله ، سواء في كتاباته أو فيما نَشَر لغيره في صحيفته “الرائد” رغم إيمانه العميق والقوي بالوحدة العربية وكونه من دعاتها، ولعل لهذا الموقف صلة في كون الأوضاع السياسية المضطربة وظروف الحياة المتخلفة في اليمن (المملكة المتوكلية اليمنية ولاحقاً الجمهورية العربية اليمنية) حينها لم تقدم نموذجاً يغري بالانجذاب إلى وحدة معها أو حتى مجرد التفكير بذلك، وهذا في تقديري سر تحفظ البار في طرق أو تناول هذه المسألة، وهو موقفٌ متروٍ سبقه إليه آخرون من سلاطين ومشايخ الجنوب؛ إذ يذكر الأستاذ أحمد السقاف أنه عند اجتماعه بالسلطان علي عبدالكريم (سلطان لحج)، في مطلع الخمسينات من القرن العشرين، لمس لديه تحفزاً لرفض ما يخططه الإنجليز لجنوب اليمن خلافاً لما كان يتبادر إلى الأذهان من أن جميع السلاطين دون استثناء ينفذون ما يفرضه والي عدن دونما مناقشة أو اعتراض، وكتب يقول: “أستطيع أن أؤكد أن جميع سكان المحميات يكرهون الوضع الراهن في المحميات ويودون الالتحاق بالوطن الأم اليمن، ولكن الأوضاع في اليمن هي وحدها التي تجعلهم يترددون في الالتحاق، فعسى أن تبادر حكومة اليمن إلى الإصلاح الشامل”([20]).
ومثل هذا التردد أفصح عنه أيضاً شيخ مكتب الموسطة في يافع أحمد أبوبكر النقيب، في أواخر الخمسينات، عندما سأله الإمام أحمد عن ما يقوله أهل الجنوب، فقال:”أهل الجنوب يقولون متى ما تحسَّن اليمن نحن من اليمن وإلى اليمن”([21]). وكان النقيب يأمل أن يجد رأيه صدى لدى الإمام لعل وعسى أن يغير من سياسته ويصلح أمور البلاد نحو الأفضل، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
وفي ضوء ما تقدم، كان البار في كتاباته وفي كل ما ينشره في صحيفته يتجاوز ذكر الاتحاد أو الوحدة مع اليمن ويقفز إلى ذكر حق شعب الجنوب في (الاتحاد أو الوحدة مع أي قطر عربي آخر)، دون تحديد قطر بعينه، ولم يذكر من قريب أو بعيد مسألة الوحدة مع اليمن، إلا في معرض تناولاته الخبرية التي لا تعبر عن رأيه، بل عن رأي حزب الرابطة في إطار المعركة السياسية التي كان يخوضها الحزب، وهي مواقف يشوبها الحذر عند طرح هذه المسألة في المحافل الإقليمية والدولية؛ إذ يشترط ربطها بإرادة الشعب في الجنوب العربي بعد أن ينال استقلاله وسيادته. ففي بيان لحزب رابطة أبناء الجنوب العربي جاء:”إذا كان لا بد من استفتاء شعبي عام كمظهر شكلي ديمقراطي لهذا الحق الجوهري، حق تقرير المصير في جنوبنا العربي فالشعب مخيَّر بين وضعين اثنين لا ثالث لهما هما:
وحينما وصلت القضية إلى أروقة الأمم المتحدة، تمسك حزب الرابطة باستقلال الجنوب العربي ووحدته، وأن الشعب بعد أن ينال استقلاله وسيادته له حق الاتحاد والوحدة مع أي قطر عربي آخر..فيما يرى حزب الشعب الاشتراكي أن هذه المنطقة جزء من اليمن وعليه أن ينضم الجنوب إلى اليمن([23]).
مثَّل حزب الرابطة شيخان الحبشي للاتصال باللجان المختصة في هيئة الأمم المتحدة، وطلب الاستماع إلى التقرير الخاص بالجنوب العربي الموجود باللجنة الرابعة، فوافقت على ذلك وحدد له موعد.. لكن محمد سالم باسندوة ممثل حزب الشعب الاشتراكي اتصل بمكتب الجامعة العربية في نيويورك طالباً التقيد بقرار الجامعة العربية السابق في الدار البيضاء بأن الجنوب تابع للمملكة المتوكلية اليمنية. وإزاء هذه الإشكالية كان موقف حزب الرابطة ما يلي:”أنه إذا الجامعة العربية قد أصدرت قرارات أو توصيات سابقة ولاحقة فيما يخص الجنوب فإن الرابطة ومن ورائها شعب الجنوب يريان أن هذه ليست ملزمة لشعب الجنوب لأنه ليس طرفاً أو حاضراً أو مشتركاً في الجامعة العربية. وبعد فإن سيد الموقف وصاحب الحق الأول والأخير في هذه القضية هو شعب المنطقة الذي يملك هو وحده أن يقرر بمحض إرادته المصير الذي يرتضيه لنفسه”([24]).
الجنوب عربيٌ قَبْل أن يكون يمنياً
إن إشكالية هوية الجنوب العربي وعلاقته باليمن شغلت في تلك الفترة اهتمام الكثيرين، ممن تصدوا لها بين مدافع عن هوية الجنوب العربية ككيان حر ومستقل بعد أن يتم طرد الاستعمار، وبين من يرى تبعيته أو ضمه لليمن، كما أسلفنا. وكان البار وصحيفته من أشد المدافعين عن الرأي الأول سواء من خلال كتاباته أو كتابات غيره ممن نشر لهم أو من خلال تبني موقف رابطة أبناء الجنوب العربي ونشره.
بيد أن نجل رئيس التحرير، الأستاذ عمر حسين البار، الذي شارك والده في إدارة الصحيفة وكتابة افتتاحيتها في آخر عهدها، كان أكثر من تصدى لهذه الإشكالية وبقوة، مقارعاً الحجة بالحجة، وكان أكثر وضوحاً في تحديد رؤيته لمستقبل الجنوب العربي وهويَّته، ففي افتتاحية العدد (172) أوضح أن الأحداث التي تكتنف الجنوب العربي خطيرة وفاصلة، لأنها تتعلق بوجود الشعب العربي بهذه المنطقة، وبكيانه ومستقبله ومصيره. وفي رأيه:”إن منطق هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ النضال العربي، لا يعنيها أن تكون هذه المنطقة يمنية، طبيعةً ومزاجاً وتاريخاً، طالما كان الإيمان بعروبتها أسبق من التشبث بالدراسات التاريخية الأكاديمية التي تؤكد يمنية المنطقة، وتصر عليه بشكل يغمز مفهوم الفكر القومي العربي ويجافيه…ولن يضير الجنوب العربي بعد تخلصه من الوجود الأجنبي أن يتحد مع جمهورية اليمن أو الجزائر أو العراق أو العربية المتحدة أو أي قطر عربي متحرر آخر إذا كان ذلك تعبيراً عن إرادة الشعب العربي بهذه المنطقة وانعكاساً لأهدافه وآماله ومطامحه….ذلك أننا ندرك جيداً أن الكلمة الأولى والأخيرة لشعب هذه المنطقة وأن فصل الخطاب في مستقبل الجنوب لأبناء الجنوب العربي ليس إلاَّ”([25]).
وانتقد الأستاذ عمر حسين البار موجة الجدل العقيم المندفع حينها وراء الألفاظ التي انتشرت وتصر على التحديدات الجغرافية وأطلق عليها (المدرسة الانفصالية)([26])التي ينطلق تلاميذها من الإيمان العميق بتحقيق الأقاليم الطبيعية وإثبات شخصيتها كمرحلة أولية سابقة للعمل الوحدوي على مستوى الوطن العربي الواحد. وكتب يقول:” وهؤلاء الانفصاليون ينطلقون في تفكيرهم من التحديد القائم على أساس التكوين السياسي الحاضر للأجزاء العربية المبعثرة. فالجنوب في عُرفهم يمني أولاً ، وجزء من اليمن الطبيعية ثانياً، ومن الأمة العربية ثالثاً. ولذلك يتحتم على الجنوب، وفقاً لما يقولون بعد تحرره واستقلاله أن ينضم كجزء متمِّم إلى اليمن الجمهوري، قبل أي قطر عربي آخر، دون تحفظات أو اشتراطات لأنه في نظرهم جزء لا يتجزأ من (اليمن) الأم. ونحن ننطلق في ردنا على (الانفصالية الجديدة) من إيمان واثق يطمئن بعروبة الجنوب كجزء مِنْ كُلٍّ، هو الأمة العربية الواحدة، لا كجزء من جزء هو اليمن الطبيعية أو الصناعية، كما يقول أنصار الانفصالية الجديدة. فعروبة الجنوب سابقة دونما ريب على اليمنية التي ينادي بها أنصار الانفصال، كما أن عروبة العراق سابقة على عراقيته، فالصفة الأولية الأصلية الثابتة هي العروبة. ولو كانت العلاقة هي الجوار الجغرافي لكان يتحتم على مصر أن تتحد مع السودان بدلاً من سوريا عام 1958م وعلى العراق أن تتحد مع سوريا..أما أن (ينضم) الجنوب بعد تحرره إلى اليمن كجزء متمّم لليمن الطبيعية (الأم) ، أو كحفنة من (الطين) تكمل وحدة (التراب اليمني) فهو انفصالية جديدة مقنعة([27])“.
وتساءل في نهاية مقاله، ونكرر معه هذا التساؤل الذي ما زال ملحاً إلى اليوم:”وماذا يضير الجنوب بعد تحرره واستقلاله أن يتحد مع أي قطر عربي آخر تتوافر فيه الشروط الموضوعية مهما بعدت المسافات والحدود، ومهما اختل منطق الكيانات الطبيعية ووحدة الطين والتراب، طالما كان ذلك تقريراً لحقيقة أولية ثابتة هي أن الجنوب عربي أولاً قبل أن يكون يمنياً”([28]).
وبعد كل الأحداث التي عصفت في المنطقة بعد الوحدة المغدورة، ما أحوجنا اليوم لفهم هذه الحقيقة التاريخية الجلية التي تصدى لها البار وجيل الرواد التي لا يمكن تجاهلها، خاصة في ظل الجدل الدائر حالياً حول مستقبل الجنوب العربي وهويته وحريته واستقلاله. فلم تعد صفة اليمنية بالنسبة لشعبنا، كما أسلفنا، سوى كونها انتماءً جغرافياً لجهة جنوب بلاد العرب, كما كانت لدى امرئ القيس الكندي الحضرمي، ومن حق شعب الجنوب (طالما كان ذلك تقريراً لحقيقة أولية ثابتة هي أن الجنوب عربي أولاً قبل أن يكون يمنياً) أن يقرر مصيره بنفسه سواء في البقاء في إطار وحدة ذات صيغة جديدة مع الشمال أو بناء دولته الجديدة المستقلة سواء باسمها السابق (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) أو بأي مسمى آخر يختاره الشعب بمحض إرادته كالجنوب العربي أو دولة حضرموت، ولن يغير ذلك من انتمائه الطبيعي وهويته العربية. ونذكِّر هنا للعبرة فقط، أن المغرب تُسمى ببساطة المملكة المغربية (هكذا), وهذا لا يلغي ولا ينتقص من عروبته أو انتمائه لمحيطه العربي. وبالمثل فإن تسمية “دولة الإمارات ” بهذا الاسم لم ينتقص من عروبتها ولم يكن عائقاً أمام اتحادها الأخوي النموذجي الذي دخلت فيه بقوة ركب الحضارة والتطور.. وأصبح المواطن فيها يفخر بالقول: (أنا إماراتي) مع أن مدلول الكلمة اللغوي نسبة للإمارة، لكنها أصبحت هوية وانتماء بالنسبة لمواطني الإمارات..
ومن حق شعبنا اليوم أن يحدد اسم دولته حسب قناعاته. قد يقول قائل، كما قيل حينها عام 1964م :
– أنتم انفصاليون، وأنتم..وأنتم.
ولماذا كل هذا؟؟..لأننا آمنا بعروبة الجنوب أولاً. وهم يقولون يمنية الجنوب أولاً. والفرق كما تعلمون كبير([29]).
الخلاصة:
وقف البار وصحيفته وكتابها مع وحدة حضرموت النابعة من صميم إرادة الشعب التي تخدم مصالحه وتحقق له الرفاهية والسعادة، وتسبقها تهيئة نفسية وجذرية، واعتبروا حضرموت جزءاً لا يتجزأ من الجنوب العربي، ووحدتها خطوة في سبيل تحقيق وحدة الجنوب الشعبية ضمن نطاق الوحدة العربية. ومع أن البار من دعاة الوحدة العربية الشاملة، غير أنه لم يتحمس لمسألة وحدة الجنوب العربي مع اليمن، إلاَّ بعد أن ينال استقلاله، ولعل أسباب تحفظه هو ونجله وغيرهما من كتاب “الرائد”، هي تلك التحفظات والمحاذير نفسها التي ساورت قبلهما سلطان لحج وشيخ الموسطة-يافع، تجاه التفكير بالوحدة مع اليمن لغياب عوامل جذب مغرية، سواء في ظل المملكة المتوكلية أو في عهد الجمهورية العربية اليمنية، بصرف النظر عن كون هذه المنطقة يمنية طبيعةً ومزاجاً وتاريخاً، منطلقين في ذلك من إيمان واثق يطمئن بعروبة الجنوب كجزء مِنْ كُلٍّ، هو الأمة العربية الواحدة، لا كجزء من جزء هو اليمن الطبيعية أو الصناعية، فعروبة الجنوب سابقة دونما ريب على اليمنية([30]).
وقد أثبتت الأيام لاحقاً مدى صحة تلك المواقف المبكرة إزاء قضية الوحدة، فعند إعلان الوحدة الاندماجية المتسرعة غير المدروسة التي أقدمت عليها قيادة الجنوب مع نظام صنعاء من ورثة الأئمة عام 1990م، ولم (تسبقها تهيئة نفسية وجذرية) سرعان ما انزلقت إلى فشل مُريع وتغلّبت القبيلة على الدولة وتحول الجنوبيون صانعو الوحدة إلى (انفصاليين) في نظر عصابة (صنعاء)، وقاد ذلك الفشل إلى حرب ضروس بعد أربعة أعوام اتخذت طابع القسوة والتدمير لمعالم الهوية الجنوبية، (وحققت أهداف الاستقواء والتفوق الجهوي لقبل الشمال التي تفرض مشاريع توحيد تتخذ صيغة احتلال داخلي، تمنح السلطة والدور الرئيسي لممثلي التكوين الاجتماعي الزيدي)([31]). وأصابت تلك الحرب فكرة الوحدة في مقتل، وأحس الجنوبيون بخطأ اقتراف قيادتهم لجريمة سياسية في لحظة اندفاع عاطفي ساقتهم بدون تفكُّرٍ ولا رويَّةٍ أو أفقٍ سياسي إلى إعلان وحدة متسرعة لم يحسبوا لأبعادها أو يضعوا شروطاً أو خيارات ملائمة لهم إذا ما فشلت اتفاقياتها فكانوا هم أول ضحاياها، ودفع شعبنا ثمناً باهضاً وما زالت تداعياتها حتى اليوم.
ختاماً.. مما لا خلاف عليه أن الدول والممالك تعيش وتموت وتضمحل، وتختفي أسماؤها أو تتغير، ولعل حضرموت استثناء في جزيرة العرب، ومثلها مصر في شمال أفريقيا.. وسيكون فخراً لنا أن تحمل دولتنا المنشودة في الجنوب العربي اسم حضرموت لما لهذا الاسم من عراقة ووَقْعٍ رنان في ذاكرة الزمان، منذ القِدَم وحتى الآن، وما لأهلها من فضل في نشر الإسلام في أصقاع عديدة بحسن سيرتهم وأمانتهم وكسبهم لثقة الجميع, وصدق معاوية بن أبي سفيان حين أوصى واليه على مصر عمرو بن العاص بقوله:” لا تولِّ عملك إلاَّ حضرمياً فإنهم أهل أمانة”([32])..وبعد كل هذا..ألا يكون هذا الاسم مبعث فخر واطمئنان، وأن نعيد له المجد الذي كان.
[1] – انظر المزيد: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: الدكتور جواد علي, دار الساقي, ط4, 2001م, 1/60.
[2] – انظر: “الاعتراف المنيع في المسألة اليمنية- إشكالية الهوية والشرعية في بنية المجتمع اليمني”، أحمد عبدالله الصوفي، دار الآفاق للطباعة والنشر، صنعاء، ط1، 1999م, ص115.
[3] – العدد(9) 12ديسمبر1960م، انظر مقالة بعنوان “الشباب هم الذين سيحققون الوحدة” ، بقلم ابن الشاطئ (بامطرف) وهو ضد الوحدة الفورية؛ انظر أيضاً العدد(27) 24ابريل1961م، مقالة “وحدة حضرموت بين التأجيل والتجيل” باسم (جهينة).
[4] – العدد(162-ص2) ، 9مارس1964م؛ انظر مقالة ابراهيم الكاف بعنوان “وحدة هذا الجنوب العربي والآراء المؤيدة لسياسة الاستعمار لتفرقة أجزاء الجنوب”.
[5] – العدد(9) 12ديسمبر1960م. انظر كذلك ، مقالة بعنوان “وحدة على الورق ووحدة في الواقع” بقلم مواطن. العدد(51-ص3 ) 16أكتوبر1961م؛ وانظر أيضا: العدد(26) 17 ابريل1961م افتتاحية العدد “فسروا لنا هذه المواقف!!”.
[6] – العدد(11-ص3) 26ديسمبر1960م. انظر مقالة بعنوان “وحدة حضرموت بين الواقع والأمل” بقلم :المواطن العربي..
[7] – العدد (17) 6 فبراير1961م.
[8] – العدد (21- ص5) 6مارس1961م
[9] – العدد (17) 6 فبراير1961م.
[10] – العدد (27) 24ابريل1961م
[11] – العدد(138- ص2) 16سبتمبر1963م .
[12] – انظر مقاله بعنوان “لكي لا تنسوا ياحضارم”، العدد (139- ص3) 23سبتمبر1963م.
[13] – انظر: “وحدة هذا الجنوب العربي والآراء المؤيدة لسياسة الاستعمار لتفرقة أجزاء الجنوب” بقلم: إبراهيم الكاف. العدد(162- ص2،7) 9مارس1964م.
[14] – العدد السابق نفسه، ص7.
[15] – على سبيل المثال نشر بيان للرأي العام من “حزب رابطة أبناء الجنوب العربي”، العدد(43) 21 أغسطس1961م ص4.وكذا
نشر خبر في الصفحة الأولى بعنوان : ” قضية الجنوب العربي في الأمم المتحدة للمرة الثانية” حول مغادرة الاستاذ شيخان عبدالله الحبشي الأمين العام لرابطة أبناء الجنوب العربي إلى نيويورك لعرض قضية الجنوب العربي في المنظمة الدولية وفي اللجنة المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار، العدد (163)، 16مارس1964م.
[16] – العدد (163) 16مارس1964م
[17] – “تاريخ اليمن القديم”، محمد عبدالقادر بافقيه، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،1973، ص 192. انظر أيضاً: “الاعتراف المنيع في المسألة اليمنية”، ص129.
[18] – انظر: “أوراق في تاريخ اليمن وآثاره”, يوسف محمد عبدالله، دار الفكر-بيروت ط2, 1990, ص188-189.
[19] – “الاعتراف المنيع في المسألة اليمنية”، ص179.
[20]– “أنا عائد من جنوب الجزيرة العربية” أحمد السقاف، صدرت طبعته الأولى 1955م، انظر: الطبعة الرابعة، 1985م، ص115.
[21] – ” شيخ الموسطة – نقيب يافع الشيخ أحمد أبوبكر النقيب..حياته واستشهاده في وثائق وأشعار(1905-1963م)” د.علي صالح الخلاقي، دار عبادي ، صنعاء، ط1, 2007م. ص84.
[22] – العدد(37)، 10يوليو1961م
[23] – انظر: قضيتنا في هيئة الأمم المتحدة.. الخبر الرئيسي عوضاً عن الافتتاحية، العدد (147) ، 18نوفمبر1963م.
[24] – انظر: الجديد في قضية الجنوب العربي، العدد (149-ص7) 2ديسمبر1963م
[25] – العدد (172)، 25 مايو 1964م.
[26] – انظر العدد افتتاحية (175) 15يونيو1964م بعنوان “الانفصالية الجديدة”.
[27] – العدد (175) 15يونيو1964م
[28] – العدد السابق
[29] – انظر: عمر حسين البار، “العروبة أولاً”، العدد (177- ص 2) ، 29/6/1964م
[30] – العدد (175)، 15يونيو1964م، افتتاحية العدد بقلم: عمر حسين البار بعنوان “الانفصالية الجديدة”.
[31] – “الاعتراف المنيع في المسألة اليمنية” ص45.
[32] – فتوح مصر وأخبارها, ابن عبد الحكم, أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم القرشي(ت 257هـ), تحقيق : محمد الحجيري, دار الفكر, بيروت, ط1, 1996م: ص141. المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار, قي الدين أحمد بن علي المقريزي (توفي845هـ): , طبعة دار التحرير عن طبعة بولاق سنة 1270هـ: 1/171.