دراسات
باسل عبدالرحمن محمد باعبَّاد
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 20 .. ص 47
رابط العدد 20 : اضغط هنا
2- ملامح الأوضاع الاجتماعية والسياسية في القرن التاسع عشر الميلادي:
لم تذكر الكتابات كل قبائل المشقاص، ولكننا نجدها جميعها أشارت إلى الحموم، وذلك لبروزهم قوةً قويةً ذات وجود فاعل على أرض الواقع، وذات تاريخ عريق من الصراع مع الدول القائمة، ومع القعيطيين الذين كانت أغلب هذه الزيارات الاستكشافية في عهدهم. ويجري في أغلب الدراسات وصف مقدَّم الحموم بالسلطان كما عند هينز ومايبل بنت، وفي عهد زيارة هينز عام 1837م كان سلطان قبيلة الحموم الشيخ علي بن ناصر، وهو شاب يافع تحت سن 30 سنة، ومتميز ومتفوق على أغلب القادة العرب، بوسعه قيادة 7000 من المشاة في حالة حدوث حرب، وتنقسم قبيلة الحموم على بيت علي، وبيت غراب، وبيت شنين، وبيت القرزات، وقبائل أخرى، وتم تدوين أسمائها التي هي بحاجة إلى التصحيح كما يبدو([70]).
وتقطن قبيلة الحموم والتابعين لها على طول الساحل المشقاصي، وبيت علي جزء من الحموم، ومقدمهم حينذاك حسن بن علي، وهو رجل قوي وشجاع ويقود ألفًا من المشاة، وهي قوة كافية لجعل خصومه والمناطق الضعيفة المجاورة له في حالة رعب وتخوف دائم منهم، ويوجد من بيت علي وبيت غراب 300 في منطقة قصيعر([71]). وعلى الأرجح أن هينز كان يشمل بهذا العدد سكان قصيعر مع عسد الفاية والمخرج من بيت علي وبيت غراب، وكما نرى أن هينز شملها بقصيعر نظرًا لمحورية قصيعر وأهميتها المركزية بالنسبة لهذه القرى.
ويرِد وصف بيت غراب عند هولتون وسميث أنهم إحدى أقوى قبائل الحموم ومن أكثرها عددًا، وعند سؤال أحد أفراد هذه القبيلة عن أصل اسمهم أفاد أن أجدادهم قدموا من منطقة حصن غراب، ويفترض هولتون وسميث أنه إذا صحت هذه الروايات فيمكن أن نستنتج أن بيت غراب هنا هم فرع من قبيلة أخرى هناك، ولعل خصوبة هذه الأرض هي ما جذبهم للعيش فيها([72]).
كما كان لأحد مقادمة الحموم المتأخرين دور تأمين رحلة ثيودور بنت وزوجته ورفاقهم، وكان يلقَّب بـ(سلطان الحموم)([73]) أو (زعيم الحموم)([74]).
وتوجد إشارات إلى قبائل أخرى لم يتم التصريح بأسمائها، فمثلًا عند مرور الزوجَين بنت والمقدَّم ابن حبريش ورفقتهم على سرار صادفهم رجلٌ ارتعب من رؤيتهم، وعلى الفور شرع يشعل ناره ويستعد ببندقيته وترك الممر باحثًا عن مخبأ، ولكن المرافقين صرخوا: “مالذي ينفعك عمله؟ أنت واحد ونحن كثرة، وفوق ذلك نحن لا نقصد إيذائك”. لذا تقدم الرجل “وكان هناك ضحك كبير على الرجل ومعه”([75]). ولم توضِّح الكاتبة هل الرجل من سرار أو كان عابر سبيل، وعلى الأرجح أنه من سكان منطقة سرار ومن قبيلة الغتنيني المتمركزة فيها.
كما أشار هولتون وسميث إلى أن رحلتهما نحو وادي معوك وشخاوي قام بتأمينها بدو من قبيلة المناهيل([76])، ولعلهم كانوا من سكان المصينعة أو أحد القرى القريبة منها، تم الاستعانة بهم بعد دراسة آثار المصينعة.
ب – الكيانات الحاكمة في المشقاص خلال القرن التاسع عشر الميلادي:
1 – الكسادي في الديس 1836م:
في حديثه عن الديس سجَّل هينز في تقريره أنه في عام 1836م كان الدولة أو الحاكم اسمه (Aiwas ibn Ahmed)([77])، ولعل الاسم محرَّف من (عوض)، لكن الحاكم الشرعي للمدينة يومها كان هو محمد بن عمر بن عمر الذي كان مالك وكابتن سفينة، وهو الأمر الذي يفضله على حكومة غير مستقرة([78]).
ومعلوم تاريخيًّا أن أسرة حسن بن صلاح الكسادي كانت تحكم الديس في ضمن نطاق الحكم الكسادي لمنطقتي الحامي والديس([79])، وارتبط أفراد هذه الأسرة بالبحر، وبرز منهم ربابنة بحريون مثل سالم بن صلاح الكسادي الذي كان يتردد بسفينته الشراعية على ميناء المكلا واستقر فيها، ثم أنشأ ابنه أحمد فيها الإمارة الكسادية عام 1115هـ/1702م([80])، مثلما رأينا عند هينز أن محمد بن عمر بن عمر حاكم المدينة ومالك وقائد سفينة كذلك.
2 – الكثيري في الريدة وقصيعر 1836م:
يصف هينز الريدة بأنها مدينة صغيرة يقطنها حوالي سبعمائة من السكان على الساحل البحري، وهي محل إقامة السلطان علي بن عبدالله المنحدر من إحدى العوائل الحاكمة في جنوب الجزيرة العربية، والشيخ الحالي هو رجل يبلغ نحو الخمسين من العمر، يحظى باحترام واسع، ويرأس الأرض الممتدة من رأس باغشوة إلى المصينعة، على امتداد يقارب 35 ميلًا على ساحل البحر([81])، ولكن الكابتن هينز بالرغم من توقفه في قصيعر ودراسته لها لم يشر إلى أي وجود سياسي للكثيري فيها، ولم يصف حصنًا فيها، بقدر ما كان مركزًا بقوة على الوجود الحمومي فيها، ولكن هذا لا يمنع من ذلك، فهو ربما اكتفى بالإشارة إلى وجود حاكم واحد مقرُّه الريدة يؤول إليه حكم المنطقة التي حددها هينز بين رأس باغشوة والمصينعة.
3 – القعيطي في قصيعر 1893- 1894م:
اختلف الوضع عما هو عليه في قصيعر بين عهد زيارة هينز 1836م وزيارتي هيرش وبنت 1893- 1894م، فقد أضحت قصيعر تحت حكم القعيطي([82])، وشهدت تغييرات في الجانب العمراني العسكري، وصارت محطةً بارزةً ومنطلقًا لهؤلاء المستكشفين الأوروبيين في رحلاتهم.
عندما زار ليو هيرش قصيعر عام 1893م كان الحاكم في قصيعر آنذاك هو الشاب ناصر بن عمر بن عوض القعيطي([83]). وعند زيارة الزوجين ثيودور ومايبل بِنت إلى قصيعر في ظل حماية مقدم الحموم ابن حبريش الذي وصفاه في الكتاب بلقب (سلطان الحموم) وهو من ألقاب مقادمة الحموم المنحدرين من قبيلة بيت علي بيت السيادة في الحموم، وهذا يدل على أنه في ذلك العام كان بين الحموم والقعيطي صلح ومسالمة وليس عداءً وحربًا كما كانت علاقتهم مدة من الزمن- كان حاكم قصيعر رجلًا مسنًّا لم تذكر بنت اسمه، ولكنها ذكرت أنه كان مسنًّا نحيلًا ملتحيًا شبيهًا بالدون كيخوته، ويصبغ شعره الخفيف ولحيته بالحناء الأحمر، وهو يشغل منصب الحاكم منذ خمس سنوات، وأعيد تعيينه الآن بناءً على طلب المدينة([84]). وهذا يدل على أنه كان متوليًا قصيعر ثم عُزِل، ثم أُعِيد تعيينه في المنصب بناءً على طلب أهل المدينة ثانيةً، وهذا يفسر كيف أنه في السنة السابقة عندما وفد ليو هيرش إلى قصيعر كان حاكمها هو الشاب ناصر القعيطي، الذي قد يكون ولي قصيعر بدلًا من الحاكم المسنِّ الشبيه بدون كيخوته بتعبير بنت، ويبدو أن الحاكم قدم قصيعر في وقت زيارة بنت ورفاقه، ويتضح ذلك من سياق حديث بنت عن الحاكم في العبارات الآتية: “وأعيد تعيينه الآن”، و”أتى بعض الأشخاص لِلِقائه عند الصخرة [على مشارف قصيعر]، وبعضهم بقي في المدينة، وبعضهم ظهر على قمم الأبراج” وقوله: “انشغال الحاكم اللطيف المسن بسبب استقباله من قبل أصدقائه الفرحين القدامى”([85])، وكل هذه العبارة تدل على أن الحاكم وفد إلى قصيعر بعد إعادته للمنصب في زمن زيارة بنت.
ج – العمارة المدنية والعسكرية في مدن المشقاص بالقرن التاسع عشر:
لم ترِد كثيرٌ من المعلومات في جانب التكوين والعمارة المدنية والعسكرية لمدن المشقاص في القرن التاسع عشر الميلادي، لكن وردت إشارة في تقرير هينز عام 1836م أن الديس كانت حينذاك مدينة مسورة (Walled town)([86])، ولم تأت تفصيلات عن هذا السور والحصون التي تتصل به، والحاجة ملحة للتأكد من هذه المعلومات ودراسة بقايا آثار هذا السور إن كانت معلومة هينز صحيحة بالفعل.
أما قصيعر في زمن زيارة هينز فلم تكن سوى مجموعة قليلة من البيوت([87])، بيد أنَّها شهدت تطورًا ملحوظًا في الجانب العسكري خلال ستة عقود من تاريخ زيارة هينز، وأعني بالذات العمارة العسكرية التي طرأت عقب سيطرة القعيطي عليها في أواخر 1288هـ([88]) أو 1294هـ([89])، وقبل نزول هيرش إلى قصيعر عندما كان على ظهر السفينة كان يرمق منازل قصيعر البيضاء، ويذكر أنه بالقرب من ساحل البحر حصن ذو شكل مربَّع، وعلى مسافة أبعد توجد مبانٍ بيضاء مشابهة، وعندما قدم هيرش تلبيةً لدعوة الحاكم ناصر بن عمر بن عوض القعيطي مرَّ بحصن كبير ووصل عبر بوابة في سور المدينة، واطلع من غُلب الحصن على المدينة التي تحاط أفنية منازلها الطينية بسعف النخيل([90]).
والمدينة محاطة بسور من الطين تتخلله بعض الحصون، وأبراج طينية مستديرة لحراسة زوايا المدينة وُصِفت بأنها غير متقنة الصنع، وتسمى هذه الأبراج في قصيعر (النُّوب) نسبةً إلى نوبة الحراسة، وهي المدة التي يقضيها الحارس في عمله([91])، ويتم المرور عبر (السدَّة) المبنية على هيئة قلعة([92]).
وجاء في وصف الزوجين بِنت لقصيعر حين زيارتها عام 1894م أنها تتموضع على نقطة صغيرة، وتبدو للناظر من الغرب أنها ذات أربع زوايا ومحاطة تمامًا بسور يوحي مظهره مع الأبراج والقلاع بالهيبة، لكن الحقيقة التي أدهشت المستكشفين أن الجانب البحري مكشوف ولا يوجد به سور، ما عدا أربعة أبراج متباعدة عن بعضها([93])، وهذه الأبراج تسمى في قصيعر (النُّوب).
يلاحظ أن هينز لم يشر إلى وجود سور حول قصيعر كما أشار إليه الزائرون اللاحقون كما سنرى، وهذا ربما يعطي احتمالًا أن السور شيده الحكام القعيطيون لاحقًا، بمعنى لم يشيده الكثيريون أو غيرهم.
ثانيًا: المادة الإثنوغرافية في كتابات المستكشفين الأوروبيين عن المشقاص
يُعرف علم الإثنوغرافيا (Ethnography) بأنه “الدراسة الوصفية لأسلوب الحياة ومجموعة التقاليد والعادات والقيم والأدوات والفنون والمأثورات الشعبية لدى جماعة معينة أو مجتمع معين خلال فترة زمنية محددة”([94])، وتهتم بمظاهر السلوك من عادات وتقاليد، وتصف ثقافة الشعوب وأنماط معيشتهم، ومنذ القدم تزخر كتب الرحَّالة بالمعلومات الإثنوغرافية([95])، لكن كتب الرحَّالة يغلب عليها طابع أدب الرحلات ومذكرات السفر اليومية، وعلى سبيل المثال كتاب البريطانيَّين ثيودور ومايبل بنت، نجد أنه تم التركيز فيه على رصد مذكرات السفر واليوميات، ولم يتم إيلاء الجانب الإثنوغرافي اهتمامًا خاصًّا([96]). والأديب الرحَّالة إثنوغرافي في ظاهره، يتفقد البلدان والمواضع، ويصف ما يتأثر به من مشاهد، وما تلاحظ عينه من عادات البلدان التي يزورها، بأسلوب تعبيري فني في نقل المحسوس والموجود، لكنه مفتقر إلى العلمية والصرامة في الملاحظة، على خلاف الإثنوغرافي المتخصص الذي يتسلح بالأساليب العلمية ويسخِّر العلوم المختلفة في دراسته الموضوعية، ولكنه لا يتقن التعابير والأساليب الإبداعية كما يفعل الرحَّالة([97]).
لذلك تأتي محاولتنا في استخلاص المادة الإثنوغرافية المبثوثة في صفحات هؤلاء الرحالة، وترتيبها وتصنيفها، وهذه المادة المستخلصة تعرض لنا النتائج الأساسية لدراسة إثنوغرافيا المشقاص في القرن التاسع عشر الميلادي، والتي تشكل في رأينا منطلقًا رئيسًا لدراسة إثنوغرافيا المشقاص المعاصر.
1 – المجتمع المشقاصي والثقافة:
أ – المأثورات الشعبية عن التاريخ:
لم تخلُ كتابات هؤلاء المستكشفين من ذكر بعض المأثورات الشعبية، والتي اتخذ بعضها الطابع الميثولوجي، وبعضها أقرب إلى الواقع وما يزال يتوارث حتى الآن.
نقل ليو هيرش عام 1893م أن في معبر حصنًا شيَّده (الكفَّار)، وبعض الآبار من عهدهم([98]). وفي السنة اللاحقة 1894م نقلت مايبل بنت إخبارية أخرى، تقول إن الحصن أسهمت (الجن) في تشييده، ويوجد حجر مرمي على الطريق، ويروى أن جنيًّا أحضره من الخارج، فاستوقفه جنيٌّ آخرُ، وقال: “لماذا تجلب الحجارة بينما تم الانتهاء من بناء الحصن؟”، فغضب وأوقع الحجر على الطريق، ويبدو أن الحكاية قد أفزعت مايبل بنت التي أكدت أن دخولهم للحصن كان تهوُّرًا: “تصرفنا بتهور على نحو كبير بدخول هذه الآثار، حيث لم يدخل إليها أحد على قيد الحياة الآن قبلنا، إن المبنى مسكون من قِبل الجني، وإذا قام أحد بالدخول فإنه لا يستطيع الخروج من الباب نفسه”([99]).
لعل الناس في ذلك الحين كانوا يمتنعون عن دخول هذا الحصن الخَرِب، وأن الزوجَينِ بنت قد كسرا هذا الحظر، وأخافهم هذا لدرجة أن مايبل وصفت نفسها بالمتهورة إثر إقدامها على دخول الحصن.
ولا يستبعد أن هذه المروية الأسطورية نشأت تأثُّرًا بقصص القرآن الكريم التي تتحدث عن تسخير الله الجن لنبيه سليمان، وتذليلهم له ليخدموه ويشيدوا القصور والصروح الممردة من القوارير، أو قد تكون متأثِّرة بقصص تشييد الجن لقصر شداد بن عاد، أو مقتبسة من إحدى مدونات القصص العربي التي تعج بحكايات الجان والسحر الخيالية([100])، فاستعار القدماء من هذا الفضاء السردي الجنَّ أبطالًا لقصة تشييد هذا الأثر العظيم.
ولنلاحظ اليوم أن لا أحد يذكر أن الجن شيدوا الحصن، بل كل الروايات تقول إن الفرس أو الكفار هم من بنوه، وهو الكلام نفسه الذي سجله ليو هيرش كما أسلفنا، ولم تفصح مايبل عن مصدر هذه المعلومة، وهل هو شخصية من داخل البلاد أم من خارجها.
وروى ربان السفينة التي كان ليو هيرش على متنها أنه توجد في شرمة صهاريج لخزن مياه المطر ترجع إلى عهد بائد، ولم يخبره من شيَّد هذه الخزانات، لكن في رحلة إيابه أخبره ربان مهري أن هناك حصنًا يسمى (حصن الإفرنجي)([101])، فهذه من الإخباريات التي تشير إلى وجود آثار للفرنجة في مناطق حضرموت، لهذا علَّق ليو هيرش: “ولا ريب في أنه يمكن تمامًا التصديق أن المستعمرين البرتغاليين لم يفرِّطوا في مرفأٍ آمنٍ بهذا القدر”([102]). على أنه لم يؤكد من مصادره أن البرتغال كانوا فعلًا قد شيدوا حصنًا في شرمة، بالرغم من أن التاريخ الحضرمي يسجل هجماتهم على السواحل الجنوبية العربية.
وذكر هولتون وسميث أن بيت غراب يتحدثون عن قدوم أجدادهم من منطقة حصن غراب، واستقرارهم في هذه المنطقة([103]).
ب – العادات والتقاليد:
1 – القهوة:
عندما استُقبِلَ ثيودور ومايبل بنت ورفاقهم في الحامي قُدِّمَت لهم القهوة([104])، وفي عموم المشقاص تعد القهوة ثيمةً للكرم ورمزًا لإكرام الضيف يُبادر به قبل تقديم الطعام له، ولما كان بنت ورفاقه في قصيعر قُدِّمَ لهم (الحالي)([105]) الذي سنتحدث عنه بعد قليل.
2 – إكرام الضيف:
ويمكن أن نلتمس كرم المشقاصيين وجودهم من خلال بعض الحوادث، مثل الاحتفاء بالرحَّالة وإكرامهم وتقديم أحسن الضيافة لهم، كما نلاحظ عندما استقبل قائم قصيعر الزوجَين بنت([106])، أو عندما استضافهم رجل مسن عند عودتهم إلى الريدة([107])، أو كما نجد عند هيرش الذي أرسل خادمه لكسب الصيد فأتاه بحوتٍ كبيرٍ لم يدفع مقابله أي شيء([108]). ونجد هذه العادة موجودة حتى اليوم، إذ يعطي الصيادُ مستقبلِيه صيدًا، ويسمي ذلك (حق السلامة)؛ شكرًا لله على نعمة السلامة.
3 – التعشير: الاستقبال بالبنادق:
عند وصول الزوجَين بنت ورفاقهما إلى قصيعر تعالت صرخات البنادق احتفاءً بقدومهم، هذه الطريقة لفتت نظر الكاتبة بنت فسجَّلتْها، وكانت صرخات البنادق تجلجل في السماء كلما مرُّوا بمدينة، أو على قمم الأبراج وافرة العدد في قصيعر؛ برهانًا على الابتهاج والاحترام للزوجين بنت ورفاقهم رفيعي المقام كسلطان الحموم ابن حبريش الذي يركب مطيته حارسًا مرافقًا للوفد([109]). وما يزال التعشير مستمرًا حتى اليوم، ويستخدم في استقبال الضيف، أو الابتهاج بقدوم المسافر، أو لإعلان ولادة مولود، أو للإعلام بقدوم سيل في الوادي. على أن اللافت في حديث بنت قولها: “ولم تكترث حيواناتنا ألبتة”([110]). فهذه الحيوانات معتادة على سماع أصوات البنادق؛ لوجودها في محيط يعد الرصاص أحد لغاته الدائمة، وربما شاركت بعضها في المعارك، لذا لا تكترث لسماع صرخات البنادق.
ج- الطب الشعبي:
وردت ملاحظة وحيدة عن الطب الشعبي أوردها ليو هيرش، بالرغم من أنه صنفها بأنها عادة تجميلية، فقال: “سكان قصيعر لديهم عادة تجميل وجوههم عن طريق الحز، تشكل ثلاث ندوب عمودية طولها ثلاث بوصات على كل خد علامة الموطن، ولكن المرء يُزيِّن الذقن والأنف والجبين على غرار ذلك أيضًا”([111]). وهذه الأخاديد العمودية الثلاثة في كل خد تسمى الفشاط، جمع فَشْط، وتستعمل قديمًا للوقاية من بعض الأمراض، ويفشطون منذ هم أطفال، وما يزال كثير ممن تم فشطهم على قيد الحياة، ويؤكدون أن الفشط كان نوعًا من الطب الشعبي وليس تجميلًا كما ظنَّ هيرش.
2 – مكونات النظام المعيشي:
أ – المساكن:
وصف هينز عام 1836م قصيعر بأنها قليلة المنازل وأغلب البيوت من الأكواخ([112])، أما ليو هيرش عام 1893م فقد وصف منازل قصيعر بأنها بيضاء تلوح له من البحر، ويبدو أن اللون الأبيض كان هو ما يميز الحصون عن البيوت الطينية الأخرى([113])، وكانت البيوت الطينية تحاط أفنيتها بسعف النخيل([114])، أما البدو فقد وردت الإشارة إلى منازلهم عند بنت 1894م، أنهم كانوا يستخدمون الخيام، وذكرت بنت أن بيوتهم كانت من أبسط ما رأت في حياتها: “أربع بقع فقط ملتصقة في الأرض مع سطح من الحصر لمنح مأوى من الشمس، وعلى هذا السطح يقومون بتعليق أدوات المطبخ”([115]).
ب – الأزياء والزينة:
وفي الديس سجلت مايبل بنت أنها لاحظت مَنْ كانوا يضعون حول أعناقهم جوزة هند، وذلك بقولها من ضروريات التزين([116]). ولا ندري لعل ذلك كان نوعًا من الموضة في ذلك العصر. كما سجَّلَتْ أنَّ معظم السكان في الديس يفضلون العمامات القطنية ذات النقوش المربعة وأقمشةً خضرًا، وهذا ما أراح بصرها أكثر من اللون النيلي الذي كان أغلب السكان يلبسونه حينذاك([117]).
وكان حاكم قصيعر المسن وقت زيارة بنت يصبغ شعره ولحيته البيضاء بالحناء، لتأخذ اللون الأحمر([118]).
ج – الطعام:
عندما استُضِيفَ ليو هيرش في الحامي قُدِّمت لهم وجبة أرز ولحم([119])، وهي وجبة مشهورة اليوم على نطاق حضرموت والجزيرة العربية عمومًا.
وذكر هيرش من مأكولات أهل القرى الساحلية (العَيْد) و(اليدُب)([120])، وهي أسماك صغيرة ولذيذة، وأنه عندما كان في ضيافة الحاكم ناصر القعيطي في قصيعر، ذبح لهم معزة، وأعطى خادم هيرش لحمًا وخضروات ليعد وجبةً لهيرش يتناولها منفردًا([121])، وتوجد في ذلك الوقت مزارع في المنازح فيها أصناف الخضراوات كما سنتناول لاحقًا.
وذكرت مايبل بنت أن من مأكولات البدو العصيدة، وشاهدت امرأة بدوية تغلي قدرًا من العصيدة، وأخرى كانت تقلي سمكةً على عصا، وأخرى تطحن الحبوب على الحجر([122]). وهذا الحجر يسمى في المشقاص (المرهاة)، وهي لفظة قريبة من لفظة (الرحى) الفصيحة.
وذكرت مايبل بنت أنه عندما تم استقبالهم في حصن الحاكم بقصيعر قُدِّم لهم نوع قوي من (الشاي)، تم تحضيره من السكر والزنجبيل والقرفة([123]). وهذا الذي أسمته شايًا، هو في الحقيقة ما يُطلق عليه في قصيعر (الحالي)، وهو مشروب يتكون من الزنجبيل والقرفة والسكر (الأحمر) غالبًا، كما ذكرت هي، ولا يعد من الشاي عند أهل قصيعر، ويسميه بعض المشقاصيين (تنقويز)، ويُشرب إلى اليوم ويُحَضَّر بالتركيبة المذكورة نفسها.
واستغربت بِنت من التهام الأسماك في حالة متعفنة كما لاحظت في الريدة([124])، ولعلها تقصد اللخم أو المالح أو البغزيز، أو تقصد أنهم يفضلون أكل السمك بعد أن يصبح كما يسمى عاميًّا (داقّ أو حسوس)، ولا يتسمم المتعوِّدون على أكله.
وسجلت ملاحظتها لأحد جنود الحموم وهو يتناول وليمةً من السحالي دفعةً واحدةً بعد أن قام بشيِّها في النار([125]). ولا نجزم بنوعية السحالي التي التهمها الجندي، ولكن معروف عند البدو أكل (الضب)، ويذكر هيرش أنه امتنع عن أكل وليمة الجنادب (شبيهة بالجراد) التي قُدِّمَت له في قصيعر([126]).
د – تربية الحيوانات:
أشارت مايبل بنت إلى تربية الإبل في مكانٍ بالقرب من رأس باغشوة، وكان بعض الرجال يُحضِّرون كعكات الزيت لجمالهم([127]). وكعكات الزيت المذكورة هنا الأرجح أن المقصود بها (التخ) الذي يُطعم للجمال، ويُحضر من المعاصر، وهو ما يفضُل من السمسم بعد عَصْره. واشترى هيرش مجموعة من الدجاج من قصيعر وأخذها معه([128]).
3 – أشكال الاقتصاد:
أ – صيد البحر:
الصيد: يعمل سكان المشقاص بالصيد، وهو مصدر الدخل الرئيس في المناطق الساحلية([129])، وتعد مناطق ساحل المشقاص من أوفر المناطق على البحر بالصيد، وتوجد في أعماق بحارها مراعٍ جيدةٌ للأسماك ذات المذاق الفريد، وعندما نزل هيرش في شرمة أرسل خادمه لشراء سمكًا ليأكلونه([130])، فجاءه بسمكة كبيرة، ولكن لم يأخذ الصيادون منه نقودًا مقابلها، وتتحدث بِنت أن في جهة قصيعر البحرية كانت توجد قوارب صيد السمك([131])، ووصفت الريدة بأنها قرية صيد كبيرة([132]).
وقد لاحظ هيرش أن من أساليب الصيد في 1893م إلقاء الشباك في البحر، وتثبيتها بالقرع المجوَّف -تسمى في المشقاص القوبة-، أو القِرَب المنفوخة التي تطفو على سطح الماء([133]). وتستخدم هذه الطريقة لاصطياد القرش الذي يكثر حول رأس باغشوة، وهو الذي لم يفت الربان الشاعر سعيد سالم باطايع التنبيه عليه بقوله:
باغشوه الشـيخ هب للديامين تربيخ
وان كان شي ليخ قبلك رفع في الصريَّه
في المقطع توصية للربان بأن يقوم بإرخاء حبل شراع الديمان؛ لتفادي ارتطام السفينة بالشباك، وواحدها (ليخ) بلغة الشاعر، وذلك لدفعها صوب البحر، حتى لا تفسد على الصيادين شباكهم، وهذا من أدبيات الملاحة البحرية وأخلاقها([134]).
ب – الملاحة:
يعمل أهل المناطق المشقاصية في الملاحة، إذ كانوا ينقلون الأسماك والبضائع بين المشقاص والعالم، وتطرق سفنهم بوابات موانئ اليمن وعُمان والخليج العربي والهند وشرق إفريقيا، ونجد تلك الإشارات عن الملاحة في كتابات هينز([135]) وبِنت([136])، وإشارة عند هيرش إلى عضوين من طاقم السفينة الشراعية القديمة، وهما الربان والسَّرَنْج (قابض الدفة)([137]).
وقد سجَّل ليو هيرش ملاحظة عن طرق الإبحار ومقاومة تيارات البحر، عندما كانوا أمام رأس باغشوة([138])، الذي كان كالمصطبة الممتدة أفقيًّا بارتفاع متوسط، وبسبب تيارات البحر ظلوا يجوبون بسفينتهم الشراعية أمام هذا الرأس، وحل الليل ولم تستطيع السفينة الالتفاف الذي يتطلب جهدًا، وتحدث جلبة قبل أن يلتف الشراع نتيجة مقاومة التيارات البحرية، ولم يستطيعوا التحرك حتى صباح اليوم التالي، وقد أصبحوا في واجهة ذلك الرأس الشامخ، والرياح ضعيفة وحركة البحر غير قوية، وقد علل ربان تلك السفينة هذه المسألة بقوله: “هناك تيار بحري عنيف يجعل التغلب على هذا الموضع مهمة مضنية طويلة الأمد في بعض الأحيان”، وفي النهار قاموا بمحاولة نصب شراعٍ ثانٍ على عمود صغير، ليساعد في تحريك السفينة بعد جهد جهيد مع مقاومة التيار الصعب، وعندما هبت الرياح الجنوبية الأزيب، تمكنت السفينة من مخر عباب البحر بسرعة([139])، وهذه الطرق معروفة عند الملاحين ومنسوبة إلى أسماء الأشرعة، فيقال: الجوش والديمان، يستخدمها الملاح تبعًا لتيارات البحر واتجاه هبوب الرياح.
ج – تجفيف السمك:
مع وفرة أسماك القرش التي يصطادها أهل قصيعر يتم فصل ذيول القرش وزعانفه، وتصديرها إلى السوق الصينية عبر مسقط العمانية وبومباي الهندية، وتجلب أرباحًا جيدة([140]). وهذه الصناعة ما تزال حتى اليوم على الساحل الحضرمي والمهري، وتشكل منطقة قصيعر المذكورة عند هينز، أكبر سوق في حضرموت والجمهورية اليمنية لأسماك القرش، إذ يتم تنزيل أسماك القرش التي يجلبها الصيادون إلى ميناء القرين، ويتم شق حيتان القرش المسماة باللخم، وفصل زعانفها وذيولها وتجفيفها، ويُباع باقي اللحم على حدة، والذيول والزعانف على حدة.
وجاء عند ليو هيرش الذي زار المنطقة عام 1893م أن في القرن –في مديرية الديس الشرقية حاليًّا- يتم تجفيف أسماكٍ كبيرة، وصفها “بالكريهة جدًا”([141]). ولعله يقصد اللخم الذي يأتي بالمواصفات التي ذكرها، ويُشَقُّ ويُجَفَّف ويُصَدَّر ويُؤكَل فيما بعد.
د – الزراعة:
ذكر هيرش بعض المناطق الزراعية إحداها غير بعيدة عن بوابة قصيعر (السِّدَّة) وهي (المنازح)، ويحمي زرعها (كوت)، أما الأخرى البعيدة نسبيًّا فهي (مهينم) التي تقوم عندها بعض أشجار النخيل([142])، وتوجد كذلك مزارع نخيل غنية في (معبر)([143])، ومن البحر شاهد هيرش بعض النخيل([144])، وذكر هولتون وسميث أن في معبر بساتين كثيرة للنخيل([145])، وكذلك يوجد بستان صغير من النخيل في السلسلة الجبلية الواقعة شرق وادي شخاوي([146]).
وعندما احتاج لبعض المؤن اتجه هيرش إلى المنطقة الزراعية الأقرب، وهي المنازح الواقعة شمال غرب قصيعر، وتضم مزارعَ كثيرة، وتوجد زراعات كثيرة من الخضراوات والحبوب والنخيل، ومن تلك المحاصيل الزراعية حينذاك: (الديِّر/ الدجر)، والباذنجان الذي كانوا يسمونه بحسب هيرش: (ينذال)، والباميا والغلفق، وكذلك الحلبة والثوم والقرع والبطاطا الحلوة. وفي وقت زيارة هيرش لم يكن هناك كثير من الخضراوات، فقد استغرق جمع بعض المؤن له وقتًا([147])، ويصف هيرش الأراضي المزروعة في قصيعر بأنها صغيرة المساحة([148])، ولكن كل شيء هنا ينبت بكثافة؛ لوجود كميات كبيرة من الماء([149]).
وكان من الممكن في ذلك العهد في قصيعر العثور على الماء بيُسر، عبر حفر الآبار، ونزح الماء بالثيران التي تسحب الدلاء، ثم يُفرغ الدلو في حوض يتوزع عبر السواقي إلى بركة صغيرة، تمثل مركز مزارع كل الملاك([150]). ولا يزال نظام الري هذا معروفًا إلى اليوم، مع اختلاف في التكنولوجيا، إذ استعيض عن الحيوانات بمكينة الشفط، ويتم سحب الماء إلى حوض، وبعد تجميعه في الحوض ينساب عبر جدول إلى الجابية، ثم يتفرع عنها عتم يتوزع إلى عتوم فرعية تروي كل الأرض المزروعة.
وفي 1894م ذكرت بنت أنَّ بالديس واحةً نضرةً تسبب في وجودها غيل([151])، ووصف ج. هولتون وج. سميث أنَّ بالديس أراضيَ خصبةً تكثر فيها شتى أنواع الخضراوات والفواكه([152])، وتحدثا كذلك عن مزارع غنية في ناحية حمم من حلفون حيث يقطن بيت غراب، وبساتين نخيل مثمرة، وفي أماكن أخرى مساحات واسعة مزروع فيها البصل والثوم والبطاطا الحلوة، وأنواع مختلفة من البطيخ والتوت، وتوجد أشجار النبق (تسمى محليًّا العِلْب)، والنارجيل (تسمى محليًّا المَيْدع) بثمار وفيرة جدًا([153]).
5 – الجملاة: النقل على ظهور الجمال:
بالرغم من أن مايبل بنت ركبت حصانًا في تنقلاتها؛ فقد استأجروا قافلة، وكان سلطان الحموم ابن حبريش يمتطي ظهر جمل، وكانت الجمال المستأجرة تحمل أمتعتهم([154]). وقد كانت الكثير من القبائل المشقاصية تمتهن مهنة الجملاة، المشتق اسمها من الجمل، والحموم إحدى القبائل التي تعد النقل بالجمال رافدًا اقتصاديًّا لأفرادها، إذ تملك هذه القبيلة الكثير من الجمال، لكن كسدت سوق مهنة النقل على الجمال بعد شق طريق السيارات الرابط بين الساحل ووادي حضرموت بتسهيلٍ من السلطنة القعيطية، ممَّا ولَّد لدى الحموم ردود فعل عنيفة تجاه السلطنة القعيطية([155]).
الخاتمة
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، خلاصتها على النحو الآتي:
– المادة التاريخية التي سجلها الرحالة والسياسيون الأوروبيون عن المشقاص في القرن التاسع عشر بإمكانها سد الثغرات التاريخية التي خلَّفتها المدونات الحضرمية المحلية.
– تحدثت الكتابات الأوروبية عن مجموعة من الآثار التي ما زال بعض منها قائمًا، وبعض مما كان قائمًا منها في القرن التاسع عشر أصبح بعد قرابة مائتي عام مدمرًا، لذلك فإن ما تبقى منها بحاجة إلى تدخل عاجل من هيئة الآثار لإنقاذها قبل الدمار.
– تم تسجيل مجموعة من النقوش ونشرها في المجلات الأوروبية، ولعل إعادة دراستها تشكل إضافات جديدة في التاريخ المشقاصي والحضرمي عمومًا.
– عرف المشقاص في القرن التاسع عشر ثلاثة كيانات هي الكسادي في الديس، والكثيري في الريدة وقصيعر، والقعيطي في قصيعر، كما ورد في الكتابات الأوروبية.
– وجدت في المشقاص في القرن التاسع عشر عادات وتقاليد راقية ما تزال هي نفسها اليوم، لتدل على الاستمرارية الحضارية في هذه المنطقة، وحفاظها على ثقافتها رغم المتغيرات.
– نظم الحياة المعيشية شهدت بعض التغيرات بفعل مواكبة موجات التطور المتوالية.
– الأشكال الاقتصادية التي كتب عنها الأوروبيون كالصيد والملاحة والزراعة ما تزال مستمرة، وإن تغيرت بعض أساليبها.
المصادر والمراجع:
http://www.aranthropos.com/الإثنوغرافيا-والخطاب-الرحلي-أوجه-ال/
9. بيستون وآخرون: المعجم السبئي (بالإنجليزية والفرنسية والعربية)، منشورات جامعة صنعاء (ج. ع. ي)، دار منشورات بيترز لوفان الجديدة، مكتبة لبنان، بيروت، 1982م.
10. الجعيدي، عبدالله سعيد، والعوبثاني، عبدالله باصميدي: القائم عبدالله عوض مخارش وأضواء على وثائق من الأرشيف الإداري للسلطنة القعيطية، ط1، 2011م.
11. الحداد، علوي بن طاهر: الشامل في تاريخ حضرموت ومخاليفها، تريم للدراسات والنشر، مصوَّرة عن طبعة سنغفورة، 1359ه- 1940م، ط1.
12. روديونوف، ميخائيل: البحث الإثنوغرافي في حضرموت: نتائجه وآفاقه، ترجمة ومراجعة: سرجيس فرانتسوزوف وعبدالعزيز بن عقيل، مجلة آفاق، المكلا، العدد 8 يونيو 1985م، (31- 43).
13. السقاف، عبدالرحمن بن عبيدالله: إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، اعتنى به: محمد أبوبكر باذيب ومحمد مصطفى الخطيب، دار المنهاج للنشر والتوزيع، لبنان- بيروت، الطبعة الأولى 1425هـ- 2005م.
14. شائف، عبدالحكيم: مشاهدات إثنوغرافية عند الهمداني (صفة جزيرة العرب نموذجًا)، منشور في مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الهمداني: قراءات معاصرة، عدد خاص بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة صنعاء المجلد 33 العدد (خاص) 2010م، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة صنعاء (119- 149).
15. شنبل، أحمد عبدالله: تاريخ حضرموت المسمى تاريخ شنبل، تحقيق: عبدالله الحبشي، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط3، 2007م.
16. فهيم، حسين: قصة الإنثروبولوجيا فصول في تاريخ علم الإنسان، سلسلة عالم المعرفة 98، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت، فبراير 1986م.
17. الملاحي، عبدالرحمن عبدالكريم: الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص ثعين والحموم، (طبعة حجرية).
18. الملاحي، عبدالرحمن، ومعيلي، علي حسن: تاريخ الصراع الحمومي القعيطي ودوافعه 1867- 1967م، منشور في ضمن: وثائق الندوة العلمية التاريخية حول المقاومة الشعبية في حضرموت 1900- 1963م، المنعقدة في كلية التربية المكلا 25-26 فبراير 1989م، جامعة عدن، كلية التربية المكلا، هيئة التحرير: د. صالح علي باصرة، د. محمد سعيد داود. (207- 270).
19. هولتون، ج. جي، وسميث، ج: وصف لبعض النقوش التي تم العثور عليها في الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، ترجمة: د. خالد عوض بن مخاشن، مجلة حضرموت الثقافية، السنة الثانية، العدد السادس 2017م، ص32- 35.
20. هيرش، ليو: رحلات إلى جنوب البلاد العربية وبلاد المهرة وحضرموت، ترجمة: عبدالكريم الجلاصي، منشورات القاسمي- الشارقة، الإمارات، ط1، 2018م.
21. اليافعي، صلاح البكري: تاريخ حضرموت السياسي، ج1، المطبعة السلفية، الطبعة الأولى 1354هـ.
22. Haines, S. B, Memoir, to Accompany a Chart of the South Coast of Arabia from the Entrance of the Red Sea to Misenát, in 50° 43′ 25″ E, The Journal of the Royal Geographical Society of London, Vol. 9 (1839), pp. 125- 156.
([70]) Haines: Memoir : p 152.
([72]( هولتون وسميث: وصف لبعض النقوش ص33.
([73]( بنت: جنوبي جزيرة العرب ص261، 263.
([74]( المصدر نفسه ص264، 265، 266.
([76]( هولتون وسميث: وصف لبعض النقوش ص35.
([77]( كتب حرف i في النسخة الأصلية بنقطتين، ولعله رمز صوتي ما، لكنني لم أهتدِ لمقصد هينز منه.
([78]) Haines: Memoir : p 153.
([79]( بامطرف، محمد عبدالقادر: المختصر في تاريخ حضرموت العام، دار حضرموت للدراسات والنشر، المكلا، الجمهورية اليمنية، الطبعة الأولى 2001م، ص90.
([81]) Haines: Memoir : p 154.
([82]( يذكر صلاح البكري في تاريخ حضرموت السياسي أنه في أواخر 1288هـ أرسل السلطان عوض بن عمر القعيطي إلى قصيعر 500 رجل من يافع، وكان فيها جماعة من الحموم، فنشب القتال بينهم، وقُتل من الحموم سبعة ومن يافع ثلاثة، واحتلوها. اليافعي، صلاح البكري: تاريخ حضرموت السياسي، المطبعة السلفية، الطبعة الأولي 1354هـ، 1/189.
([83]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص60.
([84]( بنت: جنوبي جزيرة العرب ص261- 262.
([86]) Haines: Memoir : p 153.
([87]) Haines: Memoir : p 154.
([88]( اليافعي: تاريخ حضرموت السياسي 1/189.
([89]( السقاف، عبدالرحمن بن عبيدالله: إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، اعتنى به: محمد أبوبكر باذيب ومحمد مصطفى الخطيب، دار المنهاج للنشر والتوزيع، لبنان- بيروت، الطبعة الأولى 1425هـ- 2005م، ص227.
([90]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص60.
([93]( بنت: جنوبي جزيرة العرب ص262.
([94]) حسين فهيم: قصة الإنثروبولوجيا فصول في تاريخ علم الإنسان، سلسلة عالم المعرفة 98، فبراير 1986م، ص14-15.
([95]) شائف، عبدالحكيم: مشاهدات إثنوغرافية عند الهمداني (صفة جزيرة العرب نموذجًا)، منشور في مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الهمداني: قراءات معاصرة، عدد خاص بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة صنعاء المجلد 33 العدد (خاص) 2010م، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة صنعاء (119- 149)، ص124.
([96]) روديونوف، ميخائيل: البحث الإثنوغرافي في حضرموت: نتائجه وآفاقه، ترجمة ومراجعة: سرجيس فرانتسوزوف وعبدالعزيز بن عقيل، مجلة آفاق، المكلا، العدد 8، يونيو 1985م، 31- 43، ص33.
([97]) بن خروف، سماح: الإثنوغرافيا والخطاب الرحلي: أوجه التمايز وأبعاد الحضور، موقع أرنتروبوس، تاريخ الزيارة 10/12/2019م.
http://www.aranthropos.com/الإثنوغرافيا-والخطاب-الرحلي-أوجه-ال/
([98]) هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص60.
([99]) بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص266.
([100]) على أن سكن الجن للخرائب واقع بدليل بعض الآثار النبوية التي تحدثت عن ذلك، أو التي لمسها المجتمع قبل مُدَد من الزمن.
([101]) هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص ص57-58.
([103]( هولتون وسميث: وصف لبعض النقوش ص34.
([104]( بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص258.
([106]( بنت: جنوبي جزيرة العرب ص262.
([108]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص61.
([110]( المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
([111]) هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص62.
([112]) Haines: Memoir : p 154.
([115]( بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص260.
([116]) بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص260.
(([117] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
([118]) المصدر نفسه ص261- 262.
([119]) هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص55.
(([122] بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص260.
([125]) المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
(([126] هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص61.
([127]( بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص261.
([128]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص62.
([129]) Haines: Memoir : p 152.
([133]) هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص57.
([134]( بامطرف، محمد عبدالقادر: الرفيق النافع على دروب منظومتي الربان باطايع، مطبعة السلام- عدن، 1972م ص67- 68.
([135]) Haines: Memoir : p 154.
([136]( بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص269.
([138]( ورد الاسم خطأ: برغشوة.
([139]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص58- 59.
([140]) Haines: Memoir : p 154.
([141]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص57.
([143]( المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
([145]( هولتون وسميث: وصف لبعض النقوش ص34.
([147]( هيرش: رحلات في جنوب شبه الجزيرة العربية ص61.
([151]( بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص259.
([152]( هولتون وسميث: وصف لبعض النقوش ص32.
([153]( هولتون وسميث: وصف لبعض النقوش ص34.
([154]( بنت، ثيودور ومايبل: جنوبي جزيرة العرب ص264.
([155]( الملاحي، عبدالرحمن، ومعيلي، علي حسن: تاريخ الصراع الحمومي القعيطي ودوافعه 1867- 1967م، منشور ضمن: وثائق الندوة العلمية التاريخية حول المقاومة الشعبية في حضرموت 1900- 1963م، المنعقدة في كلية التربية المكلا 25-26 فبراير 1989م، جامعة عدن، كلية التربية المكلا، هيئة التحرير: د. صالح علي باصرة، د. محمد سعيد داود. (207- 270)، ص256.