أضواء
أ.د. محمد بن هاوي باوزير
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 23 .. ص 8
رابط العدد 23 : اضغط هنا
السيرة الذاتية:
*- من مواليد الحبشة عام 1924م من أبوين حضرميين، والده من غيل باوزير، ووالدته من حضرموت الداخل من آل عقيل، والمعروف أن المهاجرين الحضارم مرتبطون بجالياتهم في المهجر، وغالبهم يفضل الارتباط بزوجة من أصل حضرمي، إلا فيما ندر من يتزوج من جالية عربية أخرى أو من أصل أفريقي أو شرق آسيوي.
*- متزوج وله خمسة أبناء وبنت (أحمد، محمد، عمر، عبدالحكيم، عبدالقادر).
*- تلقى دراسته في الكتاتيب العربية الإسلامية في الحبشة وفي مدارسها (التعليم الأساسي).
*- التحق مع والده عبدالرحيم عبدالله بن هاوي باوزير بالحياة العملية في الأعمال التجارية الحرة.
*- ظل يمارس أعماله الحرة متنقلًا بين الحبشة وعدن، وفي أثناء ذلك كان مواظبًا على زيارة موطنه غيل باوزير لزيارة أقاربه وذويه، وقد كان هو وزملاؤه القادمون من المهجر حريصين على الالتقاء بزملائهم الشباب من أبناء الغيل، ويتحدثون عن ضرورة وجود تجمع شبابي رياضي ثقافي اجتماعي لأبناء البلدة.
*- في منتصف الستينيات هاجر إلى العربية السعودية، ولكنه لم يمكث فيها إلا فترة وجيزة نظرًا لظروفه الصحية عاد الى الغيل واستقر بها عند أولاده بعد مشوار طويل من الغربة بين الحبشة وعدن السعودية، وظل ملازمًا منزله بحافة الوجيدة، وكان لديه ديوان صغير (مربعة) يستقبل فيه يوميًا زُوَّاره من الأصحاب بعد صلاة العصر حتى المغرب، وأحيانا يزوره بعض رياضيي وإداريي نادي الشباب للاستشارة والاستعانة به كمرجعية عند حدوث بعض الخلافات، وكان يوفق بينهم.
انتقل من غيل باوزير إلى عدن عام 1972م هو وعائلته، واستقر بها حتى وافته المنية في عام 1975م، ودفن في مقبرة العيدروس بكريتر.
الأندية الأهلية في حضرموت:
عرفت حضرموت عامة الرياضة وبخاصة كرة القدم في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد مارسها الأطفال والشباب بالطرق البدائية في الشوارع.
أما القاعدة الأساسية لهذا النشاط الرياضي وبخاصة كرة القدم في حضرموت عامة وغيل باوزير خاصة فكان في مدارس غيل باوزير، وبخاصة المدرسة الوسطى منذ افتتاحها في عام 1944م، فأصبحت أساسًا ورافدًا للأنشطة الرياضية في غيل باوزير وحضرموت عامة، ورافدًا لأنديتها.
أما أندية غيل باوزير فقد تشكلت في بداية ظهورها من خلال الحركة الذاتية والتطوعية عند الشباب، وذلك بهدف انخراط الشباب في الأندية لإشباع هواياتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية، ويعود الفضل في تأسيس أندية غيل باوزير، وهما: نادي الشباب ونادي الاتحاد (تأسس عام 1949م) إلى شباب منطقه الغيل، وكذا الشباب المهاجرين والعائدين إلى أرض الوطن في إجازاتهم ومنهم: عبد الله عبدالرحيم بن هاوي باوزير، محمد عبدالله خريصان، عمر علي بن همام، وهمام علي بن همام، وغيرهم من أبناء الغيل المهاجرين.
عبد الله عبد الرحيم مؤسسًا لأول ناد في غيل باوزير:
يعود الفضل إلى تأسيس أندية غيل باوزير (الشباب والاتحاد) إلى الكثير من الشباب في منطقة الغيل الراغبين في إشباع هواياتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية، وقد وقف إلى جانبهم لتحقيق هذه الأمنية الشباب العائدون من المهجر، وقد أسهموا في ذلك بخبراتهم وإمكاناتهم المادية، على سبيل المثال: متابعاتهم ودعمهم لتأسيس أول ناد في الغيل، ونذكر منهم عبدالله عبدالرحيم باوزير، ومحمد عبدالله خريصان وآخرين من أبناء خريصان، وعمر علي بن همام، وهمام علي بن همام وغيرهم من أبناء المهجر، وقد بذلوا جهودًا جبارة ماديًا ومعنويًا لإشهار نادٍ رياضي ثقافي اجتماعي، وقد أثمرت تلك الجهود في إشهار أول نادٍ في مدينة الغيل والحصول على ترخيص حكومي من الدولة القعيطية لتأسيس نادي الشباب في عام (1366هـ/ 1947م).
ويبدو أن نشاط النادي في السنة الأولى قد اقتصر على لعبة كرة القدم، ولكن الشباب المتنورين العائدين من المهجر لم يكتفوا بتلك الخطوة، بل أرادوا مزيدًا من التطور والتقدم لناديهم، أي أرادوا أن يكون ناديًا رياضيًا وثقافيًا واجتماعيًا، لكي تستفيد مدينة الغيل من هذا النشاط وبخاصة شبابها، لذلك وضع هذا الأمر في أولويات عمل أول هيئة إدارية للنادي، وناقشت الهيئة الإدارية آليات وسبل هذا التطور.
بعد أن تكللت الجهود بالنجاح في إشهار النادي والحصول على الترخيص الحكومي في عام (1947م)، واصلت الهيئة الإدارية نشاطها. (أول هيئة إدارية للنادي) والمكونة من:
وقد بذلت هذه الهيئة جهودها مزيدًا من تنشيط النادي، كإحياء الليالي الثقافية والفنية إلى جانب نشاط النادي الرياضي، وحتى تكون أنشطة ناديهم ذات طابع رسمي تحصل النادي في عام (1949م) على تصريح رسمي آخر بمزاولة الأنشطة الثقافية والاجتماعية إلى الجانب النشاط الرياضي، وذلك بأمر من رائد التنوير في حضرموت السلطان صالح بن غالب القعيطي، الذي كان من أوائل المشجعين لأندية حضرموت لأي جهود تبرز الأنشطة الرياضية والثقافية في البلاد، وقد كان شرفًا لنادي الشباب أن قام السلطان صالح بزيارة مقر نادي الشباب وسجل كلماته وتوجيهاته في سجل تشريفات النادي.
وهكذا كان لعبدالله عبدالرحيم بن هاوي باوزير وزملائه من المهاجرين ومن المقيمين في الغيل جهودًا جبارة ستظل محفورة في ذاكرة غيل باوزير وأبنائها، وبخاصة عشاق الرياضة، ورغم عودة مؤسس نادي الشباب ورفاقه لأعمالهم في المهجر فإنهم ظلوا متواصلين وداعمين للنادي وقياداته اللاحقة، ومن الجدير بالذكر أن مؤسس النادي يحمل بطاقة عضوية النادي كغيره من الأعضاء (نوع العضوية مؤسس).
الوطن والاستقرار به:
عاد عبد الله عبدالرحيم بعد منتصف الستينيات إلى بلدته غيل باوزير واستقر بها.. وبحسب المعلومات من أحد أبناء محمد بن هاوي باوزير الذي كان شاهدًا على توافد الكثير من رياضيي وإداريي نادي الشباب وغيرهم من زملائه في ديوانه المتواضع في منزله بحافة أو حارة الوجيدة لاستشارته كمرجعية لحل بعض خلافاتهم والتوفيق بينهم، وهكذا ظل عبد الله عبد الرحيم المرجعية للنادي ومنتسبيه من الرياضيين والإداريين والمشجعين طيلة مدة إقامته الدائمة في الغيل.
تحت كلمة (الوفاء للأوفياء) صدرت نشرة خاصة بمناسبة ذكرى فقيد الحركة الرياضية حسين سالم باغويطة عن اتحاد الرياضة للجميع حضرموت الساحل، وجاءت في كلمة (الوفاء للأوفياء) للأستاذ عوض برك تيسير – رئيس اتحاد الرياضة للجميع – ساحل حضرموت الآتي:
منذ أول يوم تم فيه تأسيس اتحاد الرياضة للجميع ساحل حضرموت أخذت على نفسها عهدًا للبحث في إبراز المعالم الرياضية بالمحافظة والتي كادت تندثر، فجاء ضمن خطة الفرع البحث عن مؤسسي الأندية الرياضية بحضرموت، فهذا بالطبع كلفنا جهدًا غير عادي فكانت النتيجة:
وقد شملت خطتنا فتح موقع في الإنترنت لحفظ تراثنا الرياضي الكبير، ولا ننسى هاجسنا لتكريم (100) شخصية رياضية، وهناك اتجاهات متنوعة ومتعددة في خطتنا سنعلن عنها حال اكتمالها… انتهت كلمة الأستاذ عوض تيسير (الوفاء للأوفياء).
وأخيرًا لا بد من الإشارة إلى اللفتة الكريمة التي أولتها محافظة حضرموت ممثلة في المحافظ (عبدالقادر هلال)، والسلطة المحلية واتحاد الرياضة للجميع ساحل حضرموت في تكريم الرعيل الأول من مؤسسي الأندية والرياضيين، واختيار أقدم (100) شخصية رياضية أسهمت في تشجيع الرياضة وتطويرها في حضرموت وتكريمهم بمدينة المكلا في عام (2005م)، وكان لمدينة غيل باوزير حضورٌ في ذلك التكريم من خلال تكريم أقدم شخصيتين رياضيتين أسهمتا في تأسيس نادي الشباب والاتحاد بالغيل، وقد كان المرحوم عبدالله عبدالرحيم بن هاوي باوزير أحد هذه الأعلام والرموز الرياضية الحضرمية القديمة، فهو مؤسس نادٍ من أقدم أندية حضرموت وهو أول نادٍ بغيل باوزير، إذ تم تكريمه في حفل مهيب في مدينه المكلا تناولته وغطته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
وقد حضر هذا الحفل الرياضي الكبير نجل المرحوم عبدالحكيم عبدالله بن هاوي باوزير واستلم الهدايا والشهادات التقديرية وذلك تقديرًا لجهود والده في الحركة الرياضية في مدينة غيل باوزير.
المراجع: