دراسات
عادل حاج باعكيم
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 23 .. ص 65
رابط العدد 23 : اضغط هنا
يُعدُّ علم النبات والطب النباتي – الأصيل وليس البديل – من أهم العلوم للإنسان؛ وذلك لقربه منه، فلا غنى عنه لكبير ولا صغير ولا غني ولا فقير، فجميع البشر في حاجة دائمة للتطبيب بالأعشاب، وتناول بعضها غداءً له.
عَرَفتْ حضرموت منذ القِدَم عددًا لا يمكننا حصره من الأطباء؛ وذلك لندرة المصادر وفقدها، وعدم الاهتمام بالتدوين والتوثيق، ومن خلال المتابعة فيما بين أيدينا من مؤلفات الحضارمة الطبيَّة وغيرها استطعنا أن نتعرَّف على بعضهم، وسنتحدَّث في هذهِ العجالة عن هؤلاء الأعلام ومؤلفاتهم ومؤلفات من لم يكن طبيبًا، وسنجعل اسم الكتاب مدخلًا لمعرفة المؤلِّف وبعض دقائق المؤلَّف.
هذه المؤلفات تنقسم إلى قديمة وحديثة، فأمَّا القديمة فمن سماتها في الغالب أنها نتاج تجارب شخصيَّة لطبيب ما، أو اختصار لكتاب طبِّي سابق، مع إضافة بعض الشوارد والفوائد. وأمَّا الحديثة فهي أقرب إلى المنهجيَّة، فغالب مؤلفيها ليسوا أطبَّاء وإنما باحثون أحبوا علم الطب والنبات، أو كان تخصصهم الجامعي قريبًا من ذلك, لهذا فمؤلفاتهم وأبحاثهم تحتاج إلى تدقيق وتأكُّد من المعلومات الواردة فيها قبل استعمالها وتطبيق ما فيها على المرضى، وسبيل التأكُّد – في نظرنا – هو الشُّهرة المجتمعيَّة وعادة الناس وتجاربهم؛ وذلك لأن المؤلف الحديث لم يُجرِّب ما جمع في كتابه أو بحثه من علاجات وإن سمع أنها مجرَّبة، فالطبيب غارم كما يقول الشَّارع الشَّريف.
من خلال البحث الطويل في بطون الكتب وخزائن المخطوطات – كما أشرنا آنفًا – استطعنا أن نفرز عددًا ممن له جهد مبذول في مجال تدوين العلوم الطبيَّة والنباتيَّة والطبيعيَّة بحضرموت، وهم:
الكتاب الأول: المنوال في تفسير ما أشكل من العلل والأدوية والأبدال، تأليف الشيخ سعد بن محمد بأفضل، من أعيان القرن السابع الهجري، توجد المخطوطة في مركز النور للدراسات بتريم، تحمل عنوان : مجموع فوائد أسماء العلل والأدوية للشيخ: سعد ابن الفقيه محمد بن أحمد بن محمد بافضل، عدد الصفحات: 13صفحة، عدد الأسطر في الصفحة الواحدة:21سطرًا، عدد الكلمات في السطر الواحدة 10 كلمات، نسخت في شوال1331هـ ، بقلم أحمد بن عثمان باوزير، عفى الله عنه، نقلت عن نسخة جده عبدالرحمن بن أحمد باوزير، بطلب من والده، وكان الفراغ من تحريرها 27شوال 1358هـ .
الكتاب الثاني: الكافية في علم الطب وشرحها، النظم والشرح تأليف العلامة محمد بن عمر بحرق المتوفي سنة 930هـ، حققه د. أحمد صالح رابضة باسم: رسالة في الطب، وصدر عن دار جامعة عدن، كما قام الأستاذ أنور حسن السكوتي بتحقيقها تحقيقًا جيدًا لكن لم ينشر حتى الآن، وقد فرغ المصنِّف من نظمها وشرحها والتعليق عليها سنة910هـ، وتوجد عدد من النسخ الخطية منها بمكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم إحداها برقم (2803)، وللعلامة بحرق مؤلَّف آخر جعل فيه جزءًا خاصًا بالطب هو كتاب: حليه البنات والبنين وزينة الدنيا والدين، وهو مطبوع قديمًا، وأفرد السيد محمد بن عمر الحداد رسالة باسم: فوائد في الطب من حلية البنات والبنين، احتوت على عشرة فصول على شكل فوائد منقولة من كتاب حلية البنات والبنين، بالإضافة إلى فوائد من كتاب حياة الحيوان، وعلاجات عدة وفوائد أخرى تم جمعها ببلد شبام، 20 ربيع الآخر سنة 1300هـ، المخطوط بمكتبة الاحقاف، برقم: (2467).
الكتاب الثالث: الزلال الصافي والدواء الشافي، تأليف الشيخ عبدالرحمن بن أحمد باكثير، من أعلام القرن الحادي عشر للهجرة، الأصل في مكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم برقم (2583)، حققه عادل حاج باعكيم، ولم ينشر بعد، احتوت المخطوطة على مقدمة وثمانية وثمانون بابًا، وأحدى عشر فصلًا، وسبع فوائد، وتنبيهات علاجية وخاتمة، كتبت بخط نسخي معتاد سنة 1257هـ، خطها: محمد بن أحمد بن سالم بن عبده باعيسى، وكتبت عناوينها باللون الأحمر.
الكتاب الرابع: تذكرة وأدوية، تأليف العلامة علي بن حسن العطاس، من علماء القرن الثالث عشر الهجري، نشره أحد أحفاده، وله كتاب آخر باسم: الرياض المؤنقة بالألفاظ المتفرقة في المعاني المتطرفة والوقائع المتفرقة، يحتوي على طب الأمراض العضوية والنفسية وطب القلوب والأرواح، رقم المخطوطة بمكتبة الاحقاف للمخطوطات بتريم (2492)، عدد الأوراق : 86، عدد الأسطر في الصفحة : 17، عدد الكلمات في السطر الواحد: 9، مقاس 21×15×1سم، نوع الخط نسخي، والورق مستديم، وقد نُشِرَت مصفوفة من قِبَل بعض أحفاده.
الكتاب الخامس: الالتقاط النافع من تسهيل المنافع، للشيخ الفقيه عمر بن عبد الرحيم بارجاء (الخطيب)، احتوت المخطوطة على عشرة أبواب، وأحد عشر فصلًا لكثير من العلاجات، وتسع فوائد من كتاب الرحمة. رقم المخطوطة بمكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم: (2583) مجاميع آل بن يحيى، عدد الكلمات في السطر الواحد: سبع، عدد الأسطر في الصفحة الواحدة: تسعة عشر سطرًا، عدد الأوراق إحدى وسبعون، ضمن مجموعه، الكتاب الثالث، نسخت بخط نسخي جميل، وكتبت بعض كلماتها بالحمرة، اسم الناسخ: محمد بن أحمد بن سالم باعيسى، تاريخ النسخ: 1257هـ.
الكتاب السادس: كتاب الطب المسمَّى مجربات باهرمز، تأليف الشيخ سالم بن أحمد باهرمز، المتوفى بالشحر سنة 1303هــ، حققه عادل حاج باعكيم، عن نسخ خطيَّة عدَّة، أولها من مكتبة الشيخ سالم خميس حبليل بالشحر، ونسختان بالمكتبة الخاصة للمحقق، نشر عن دار تريم للدراسات والنشر (المكتبة الحضرميَّة)، 2016م.
الكتاب السابع: الوصفات الشعبية أو الطب الشعبي، للشيخ القاضي سالم بن مبارك الكلالي المتوفى سنة 1362هــ، اطلع عليه الأستاذ عمر علي باسلمة، في مكتبة الشيخ حميد بمنطقة شحير أواخر تسعينيات القرن العشرين المنصرم، وهو بخط تلميذ المؤلف الشيخ عبدالله بن أحمد اليزيدي رحمه الله تعالى.
الكتاب الثامن: النباتات والحبوب المتداولة في أدوية الطب اليوناني ومقابلها في الدارجة الحضرمية، للأديب المؤرخ محمد بن هاشم بن طاهر العلوي المتوفى سنة 1380هـ، احتوت المخطوطة على ذكر عدد كبير من أسماء الأدوية والأعشاب باللهجة الحضرمية وما يقابلها من الطب اليوناني، وقد بدأها المؤلف متسلسلة بحرف الالف وانتهى بحرف الياء، يوجد الأصل بمكتبة الاحقاف للمخطوطات برقم (4 طب)، نسخها بيده الشيخ عبدالله بن حسين رحيّم توفى سنة 1400هـ، عدد الأوراق سبع عشرة ورقة، في كل ورقة: ثمانية عشر سطرًا، والخط رديء صعب القراءة.
الكتاب التاسع: العلاج الميسور لمن فقد الدكتور، تأليف الشيخ عمر بن سعيد بادبَّاه، المتوفى 29 ربيع الآخر 1408هـ، المخطوط يوجد لدى أحفاده بمنطقة الصداع بغيل باوزير، المخطوطة كتبت بخط المؤلف نفسه، عدد الصفحات ثلاثمائة صفحة، عدد الكلمات في السطر الواحد: ست كلمات، عدد الأسطر في الصفحة الواحدة: أربعة عشر سطرًا، الورق: دفتر صغير أصفر اللون مسطَّر.
الكتاب العاشر: تجارب شخصيَّة للعلاج بالعقاقير الحضرميَّة، للسيد عبدالقادر بن حسن بن أحمد الحبشي (الروشن) المتوفى 29 ربيع الآخر 1408هـ، وصف المؤلف في كتابه هذا الأمراض بدقة، ثم علاج كل مرض باستخدام الأعشاب والأدوية الشعبيَّة المعروفة المتوفرة بحضرموت، عدد صفحات المخطوطة مائتان وثلاثة صفحات، الكتاب بخط يده المؤلف، عدد الكلمات في السطر الواحد: سبع، عدد الأسطر في الصفحة الواحدة: خمسة عشر سطرًا، المخطوطة محفوظة بمكتبة ابنه السيد هاشم بن عبدالقادر الحبشي بسيئون.
الكتاب الحادي عشر: الكنز الدفين في الماء والطين، تأليف السلطان علي بن صلاح القعيطي، يتحدث الكتاب عن علم الزراعة، فقد ألفه السلطان علي لتثقيف المزارعين بحضرموت؛ إذْ قال: “السبب في كتابته هو جهل المزارعين بالعناية بمزارعهم، وفي الغالب لا ينمو الزرع النمو الكافي مع تربة البلاد الخصبة وطقسها وجودة مناخها”، وقد بدأ في تأليفه عام 1935م، وهو مطبوع.
وهناك مؤلفات حضرميَّة حديثة في علم الطب الأصيل والنباتات وما يتعلق بها غير ما ذكر سابقًا، نذكر منها:
16. الطب الشعبي في حضرموت دراسة تاريخية وثائقية، للأستاذ صبري هادي عفيف، أصل هذه الدراسة رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة حضرموت، تقع في 364 صفحة، صدرت عن مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر – المكلا، 2020م.
17. الفوائد الطبيَّة المنتقاة من الكتب العربيَّة، تأليف عادل حاج باعكيم، قدَّم له عدد من العلماء والأدباء، يقع في مقدمة وثلاثة أبواب، الباب الأول: في خصائص النبات، والباب الثاني: في خصائص الكائنات، والباب الثالث: في ذكر بعض الأمراض وعلاجها، طبع عن دار الأسعاء للدراسات والنشر، 2020م.
18. الطب العربي بحضرموت، للأستاذ عبدالقادر محمد الصبان، ورد ضمن مسرد مؤلفاته في كتابه تعريفات تاريخية عن وادي حضرموت برقم (97)، وهو موجود لدى ابنه محمد في مدينة سيئون، وقد حاولنا مرارًا الوقوف عليه لكن بلا فائدة.
19. صحتك في طعامك، الجزء الأول، كتاب خاص بالطب البديل، جمع وإعداد الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي، الكتاب احتوى على ثلاثة فصول، الأول: المصادر النباتيَّة، والثاني: المصادر الحيوانيَّة، والثالث: مصادر متنوعة، ويقع في 151 صفحة، وهو من إصدار قروب مبدعون ومزارعون، 2020م.
20. أطلس نباتات حضرموت، للدكتور محمد سعيد بن قديم والدكتور مراد محمد كانجي وعادل حاج باعكيم، وهو كتاب معجمي مصوَّر، ضمَّ بين دفَّتيه أكثر من مائة نبات، وهو يقع في 180 صفحة، سيصدر قريبًا عن دار الأسعاء للدراسات والنشر.
هذا ما تيسَّر لنا ذكره هنا من المؤلفات والمؤلفين الحضارمة الذين كان لهم إسهام في تدوين هذا العلم النافع، والحمد لله رب العالمين.