شخصيات
د. زين محمد حسين العيدروس
الحمد لله رب العالمين، نحمده أن سخر لنا من يعلّمُنا ويرشدنا، بفضله وتوفيقه، جعل من الخلق دُعاةً إليه، ومَنار هُدى يدلّون عليه، وأرسل إلينا معلّم البشرية، وهادي الأُمةِ، إلى طريق الخير والسعادة، حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه، وعلى آله حُماة دينه، وقُرناء كتابه، وعلى أصحابه حملة الرايات من بعده، المهتدين بالثقلين، المتبعين لسيد الأولين والآخرين، ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:
فهذه سيرة بيضاء، ولمحات ناصعات، وكلمات مباركات، عن شيخنا السيد العلامة القاضي حسين بن محمد بن مصطفى بن الشيخ أبو بكر – رحمه الله تعالى – ([1])، كتبْتُها؛ لما له حق علينا، من تعليم وإرشاد، وارتباط بسند العلم إلى سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم.
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 23 .. ص 92
رابط العدد 23 : اضغط هنا
نسبه:
هو السيد العلامة القاضي حسين بن محمد بن مصطفى بن حفيظ بن أحمد بن صالح بن عبدالرحمن بن أحمد بن الحسين بن الشيخ بو بكر بن سالم بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد بن علي بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيدالله بن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن السبط الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأم الحسين فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت سيدنا رسول الله محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلم([2]).
نشأته وتعليمه:
ولد المترجم له – رحمه الله تعالى- في شعب النور، الشعب المبارك بالخير، والذي يُعَدُّ مكانًا لنزول الصالحين والأخيار، وشعب النور يبعد من الشحر قليلًا.
وتربّى على العلم ومحبة الخير، إذْ يَنْشأُ الإنسان على وفق البيئة التي عاشَ فيها، فأسرته مشهورة بالصلاح والعلم، والنجدة، والمساعدة، ومحبة الخير للغير.
ووالده أحد الصالحين الذين ارتبطوا من صِغره بالعلم والتديّن الصحيح، وله في العلم مَكانة، وفي الشعر رصانة.
ففتَحَ المترجم له عينيه على القرآن الكريم، والكتابة والإفادة، والصبر على شظف العيش، والزهد في الدنيا، وهذا من أول عوامل بروزه ونبوغه.
وقد اعتنى والد المترجم السيد محمد بن مصطفى([3]) بابنه عناية مباركة، إذْ أخذه إلى غيل باوزير لطلب العلم بها، وكانت مركزًا ومهبطًا لطلاب العلم، وقد أسكنه والده عند بعض المحبين من قبائل آل همام، وبقي في الغيل مدة خمس سنوات، حفظ فيها من العلوم اللغوية والفقهية وغيرها.
وبعد خمس سنوات من التحصيل العلمي والسلوكي، عاد إلى شعب النّور، وبعد ذلك ذهب إلى تِبَالهْ -قرية من قُرى الشحر- وذلك لمواصلة طلب العلم عند الشيخ العلامة سالم بن مبارك الكِلالي([4])، واستفاد منه في العلوم الشرعية ما يُؤهله لمناصب دينية مَرْمُوقة، وكان الشيخ سالم الكِلالي من العلماء الربّانيين المباركين في تلك البلدة.
وقد عانى المترجم له من الحياة الصعبة مع والده الشيء الكثير، فقد سكن مع والده في تباله في منزل صغير، مع قلّة في المعيشة، ومع هذا كلّه لم يمنعه ذلك عن طلب العلم، والاستفادة من الخير وطلب المعالي.
وبعد أن فتحت بالشحر مدرسة مكارم الأخلاق، التحق السيد حسين بها مدة أربع سنوات، وانتفع بها كثيرًا ثم عاد إلى شعب النور.
شيوخه:
تلقّى المترجم له – رحمه الله – عن شيوخٍ مشهود لهم بالفضل، والعلم والصلاح، فكان ذلك سببًا في تخرّجه ونبوغه، وأثرًا كبيرًا في إخلاصه وزهده. ومن جملة شيوخه نذكر منهم على سبيل الذكر:
1- الشيخ العلامة سالم بن مبارك الكلالي.
2- السيد العلامة علوي بن عبدالرحمن المشهور([5])، وذلك في زيارته لوالد المترجم له، فقرأ على السيد المشهور بأمر والده رغم صغر سنّه، ونال منه أيضًا الدعاء.
3- الشيخ العلامة عمر بن مبارك بادباه([6])، أحد تلاميذ السيد العلامة علي بن محمد الحبشي -رحمهما الله تعالى -.
4- السيد العلامة أحمد بن محسن الهدار([7])، فقد أخذ عنه واستفاد منه وأجازه في علومٍ ودعوات.
أعماله والمناصب التي تقلّدها:
مكانة الإنسان وتمكّنه يؤهلانه لمناصب عالية، تحتاج لسياسة حكيمة، وعلم غزير، ولهاتين الميزتين – السياسة الحكيمة وغزارة العلم – تولّى القاضي حسين – رحمه الله – أعمالًا مهمّة في الدين والحياة الاجتماعية، ومن ذلك:
1- تولّيه للقضاء: فقد تولّى القضاء مُدَّةً طويلة في مناطق مختلفة من مناطق ساحل حضرموت في الشحر والمكلا وغيرهما، فقام به أتمّ قيام مع فهم ثاقب، ووعي مُتوقّد لمجريات الأحداث، وقضايا العصر الغريبة.
2- تولّيه التدريس: تولّى القاضي حسين – رحمه الله تعالى – التدريس في علوم الشريعة بشتَّى أنواعها، وكذا علوم الآلة، وكان نفعه للناس عن طريق التدريس للخاصة وللعامة:
فأمّا للخاصة:
فقد الّتف حوله جماعة من طلبة العلم كأمثال شيخنا الشيخ سعيد بن عمر باوزير([8]) – رحمه الله تعالى -، والشيخ سعيد بن عبدالله الرباكي([9]) – رحمه الله تعالى -، والشيخ عبدالله بامزاحم([10]) – رحمه الله -، والشيخ محمد بن سعيد الرباكي([11])، ومن المنتفعين به أيضًا: السيد عبدالله البيض([12])، واستفاد منه أيضًا شيخنا العلامة السيد عبدالله بن محفوظ الحداد([13])، فكانت بينه صلة رحم العلم قوية، ومودة ومحبة خصوصًا لمّا كانا في القضاء معًا.
كما أنه لمّا استقر أخيرًا بمدرسة النور الأهلية المرتبطة بمسجد النور، وكان يقصده طلبة العلم للقراءة والاستفادة وتقديم الأسئلة، وكنتُ بحمد الله من المُتلقين عنه في تلك المدة، فقرأتُ عليه الرسالة للعلامة أحمد بن زين الحبشي كاملة، ومتن أبي شجاع، ومتن الآجرومية.
ولمّا كان يعمل في القضاء أيام الشيخ العلامة عبدالله بكير([14]) – رحمه الله تعالى – فرّغ من وقت السيد حسين – رحمه الله – لتدريس الشيخين السعيدين: الشيخ سعيد الرباكي والشيخ سعيد باوزير -رحمهما الله – فقرءا عليه في الفقه وغيره، ففتح الله عليهما، وبارك الله تعالى في أيامهما، ونفع الله بهما طلبة العلم، ولا زال كثير من طلبة العلم يستفيد ممَّن استفاد من الشيخين المذكورين.
وأما دروسه العامة: فكانت في المساجد، وكان له دروس في المساجد التي تولّى إمامتها قبل الصلوات وبعدها، في الفقه والتفسير والحديث، وكم حدّثني كثير من الناس من المنتفعين بدروسه العامة.
وقد تولى إمامة مساجد:
مسجد جامع قصيعر، مكث فيه أكثر من أربع سنوات، ومسجد جامع البلاد بالمكلا، مكث فيه إمامًا خلال أربع سنوات، ومسجد بمنطقة (محْمَدِهْ) بوادي حجر، ومسجد مشهور بالمكلا، ومسجد الروضة، ومسجد النور بالحامي، ومسجد جامع الشرج بالمكلا، وقد ذكر إمامته بالمساجد الأربعة الأولى المذكورة في مقدمة كتابه: (تدريب القاري لمعرفة ما في تراجم البخاري)، وذكر أيضًا المساجد الأخرى في بعض كتبه.
3- تولّيه للخطابة:
تولّى السيد حسين – رحمه الله – الخطابة في المساجد التي قام بها، والتي يعقد بها صلاة الجمعة، ومن المساجد التي استقرّ بها آخر حياته مدة طويلة مسجد: جامع الشرج، فكانت خطبهُ واقعية ومختصرة، وتمتاز بوضوحها وسلامتها من الأخطاء اللغوية، التي نسمعها ليلًا ونهارًا من خطباء زماننا.
وقد اطلعتُ على جملة من خطبه، وقد كان يكتبها، وأحيانًا يَعدُّ الخطبة وهو يمشي في طريقه للجمعة، وهذا يدل على حرصهِ على وقته، وأن وقته كله مشغول في المطالعة وفي الخير، ويدل على تمكّنه من استحضار النصوص الشرعية، دون الرجوع إلى الكتب، وقد كان يكتب الخطب، وليس ذلك معيبًا؛ بل لكتابة الخطب فوائد منها: ضبط وقت الخُطبة، وإتقان قراءتها دون لحن أو إخلال، والاستفادة منها، فقد وجدتُ له ثلاث كراسات فيها خطب مُشكّلة بالفتحة والكسرة والضمة والسكون، وهي خُطب قصيرة، وهذه علامة على فقهه كما في الحديث الصحيح: (إن طولَ صلاة الرجل و قِصر خُطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا)([15]).
ومما استفدته من شيخنا المترجم له ذكره لصناعة الخطب المنبرية – أو أسس الخطابة – وهي:
1- تفكير عميق في الموضوع الذي يريده علاجه.
2- تقسيمه في نفسه إلى عدّة نقاط.
3- تخيّل الأضرار والمحاسن في الموضوع الذي يريد الخطبة فيه.
4- استحضار الزواجر المخوّفة من الأضرار بأسلوب تصويري حتى كأن المستمع يلمس الضرر بيديه، ويراه بعينيه.
5- استحضار المشوّقات للترغيب في العمل الحسن بذكر الفوائد التي تعود على الشخص في الدنيا والآخرة، واستعمال طرق التشويق بتزيين العمل المراد فعله.
6- استحضار الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، التي ترتبط بالموضوع.
7- استحضار الحِكم والأمثال المناسبة للموضوع.
8- ختم الخطبة بخلاصة وجيزة عمّا ذكره فيها؛ ليخرج المستمع وقد علِق ذلك بذهنه، فإذا راعى هذه الأسس وشرع في الكتابة مثلًا فينبغي أن تكون الخطبة مؤلفة من مقدمة تُشير إلى ما قصد الكلام فيه. -وهذا يسمى براعة الاستهلال-.
من أهم أعمال هذا القاضي العلامة هو تآليفه الكثيرة، والفريدة في الوقت نفسه، فكان لا يكتب إلا ما كانت الحاجة إلى الكتابة فيه، وكان له نظم في كثير من العلوم والكتب، وبلغت مؤلفاته نحو الخمسين، وفيما يأتي أذكر ما اطلعت عليها مع بيان مختصر عن كل كتاب:
1- نظم (مطالع القصص فيما لها من العبرة في كل نص): وهو عبارة عن منظومة مرتبة على شكل فصول، أولها:
حمدًا لمن قصّ لنا قصائصا *** أبدى لنا في طيّها خصائصا
في وحْيه القرآن والنبي في *** سنته الغراء فافهم واعرفي
2- (بهجة الإنسان بنظم عجائب القرآن): هو عبارة عن نظم ما في القرآن من عجائب في سوره وآياته، إلا أنه لم يتمه. أولها:
حمدا لمن علّمنا التوحيدا *** بكلمة نقولها ترديدا
ثم قال:
وهذه عجائب القرآن *** نظمتها تفرح الجنان
3- نظم في أصول الدين: إلا أنه لم يتمه.
4- نظم كتاب الإحياء المسمى (جواهر الإحياء): وعدد أبياته 71 بيتًا أوله:
الحمد لله وصلى الله *** على نبيه ومصطفاه
ثم قال:
وبعد ذا نظم اختصار الإحياء *** أبوابه إن فهمت فتحيا
وقال آخره:
وتم ما رُمناه من نظم الكتاب *** والله يهدينا سبل الصواب
5- (فتح الرحمن في دروس القرآن في شهر رمضان): مشتمل على سبعة وعشرين درسًا.
6- (هداية الله للإنسان إلى مواضيع الكتاب من أم القرآن)، وبحمد الله تعالى قمتُ بتحقيقه.
7- (نفحة القاري): نظم اشتمل على ذكر عد ما تكرر في القرآن ذكره، إلا أنه لم يتمه، أولها:
الحمد لله على أنعامه *** لنا بعلم الوحي من كلامه:
ثم قال:
وهاك نظم العد الإعجاز *** حقيقة وليس بالمجاز.
8- (عجائب القرآن الكريم): كتاب اشتمل على عجائب القرآن من سور مختلفة في 28 صفحة.
9- (عجائب القرآن): هو عبارة عن نظم لعجائب القرآن، إلا أنه لم يتمه. قال في أولها:
حمدًا لمن شرف بالقرآن *** نبيه محمد العدنان
ثم قال: وهذه أرجوزة سميتها *** عجائب القرآن لأولى النهى .
10- (تدريب القاري لمعرفة ما في تراجم البخاري) إلا أن الموجود منه 131 ورقة إلى باب ما يقول عند الخلاء.
11- (فتح الرتاح بتوضيح مسائل من الزبد والمنهاج)، يشتمل على أربعة أجزاء، آخره الأطعمة، والجزء الأول غير موجود، وهو عبارة عن ذكر مسائل فقهيه من كتاب المنهاج للنووي، والزبد.
12- منظومة (رياض الطلاب في بيان الحق والصواب)، يقول في أولها:
حمدًا لمن أنزل في الأحكام *** كتابه المتقن بالإحكام
ثم قال:
وهذه منظومة الإحكام *** أخذتها من منبع الإسلام
ومن فتاوى العالم الشعراوي *** كأنها عن مذهب النواوي.
نظم فيها من فتاوى الشعراوي مع زيادات عديدة.
13- (مورد العطشان إلى مسائل وشواهد زبد ابن رسلان): وهو كتاب عبارة عن مسائل الزبد جمعها على طريقة السؤال والجواب ليسهل حفظها، اشتملت على دروس إلى 76 من كتاب الطهارة.
14- (مقياس الناهض إلى علم الفرائض): وهو كتاب في جزئين، بأسلوب سهل مبسط مع الجداول، إلا أن الموجود الجزء الثاني فقط.
15- (منحة الجواز في مسائل الألغاز): الموجود الجزء الأول منه إلى باب الحج، في 44 صفحة، وتوجد منه نسخة أخرى بخط واضح، وتشتمل على 365 صفحة.
16- نظم حكم التشريع في الفقه الإسلامي: أوله:
الحمد لله وصلى ربنا *** على النبي المصطفى
حبيب محمد خاتم رسول الله *** والآل والصحب بلا تناهي
وبعد هذي حكم التشريع قد *** نظمتها في الفقه والحُكم تعد
وقال في آخرها:
وذا تمام نظم المسمى *** دروس حِكم الإله فافهما
لا حول لا قوة إلا بالإله *** فهو الذي وفقنا لما يشاه
وهذا النظم مرتب على الأبواب الفقهية. ثم وجدت نسخة من النظم ناقصة، وفيها أبيات مزيدة.
17- (فائح العطر والند بتوضيح مسائل الزبد)، والكتاب عبارة عن أسئلة مأخوذة من نظم الزبد لابن رسلان، وهي كشرح لها تبين مرادها وتتمم مفادها على شكل سؤال وجواب، الموجود منه الجزء الأول والثالث فقط.
18- (سفينة النجاة ببيان دروس في مفاهيم الصلاة): والكتاب عبارة عن معاني ألفاظ الصلاة وأفعالها وكيفيتها وصفتها وشروطها وأركانها وسننها ومكروهاتها ومبطلاتها، ولكن الكتاب ناقص، يشتمل على 41 ورقة فقط.
19- (إعانة الحكام بأقضية النبي خير الأنام)، والكتاب عبارة عن نظم لأحكام النبي r قال في أوله:
حمدًا كمن علمنا الأحكاما *** من وحيه أوجزها إحكاما
وقال في آخر النظم:
نظمتها أقضية النبي *** لابن ظلاع الرضي الذكيي
20- مختصر من كتاب (منحة الجواز في مسائل الألغاز) في الفقه، وهو عبارة عن 40 ورقة.
21- (تحفة الطلاب الثقات في بيان حلول المشكلات)، ذكر فيها بعض المسائل التي سأل عنها، وهي من المشكلات عند الطلاب، إلا أنه ذكر فيه أربع مشكلات وحلها فقط، فالكتاب ناقص.
22- (منحة الرحمن في مداخل الشيطان شرح على منظومة الحجب المنيعة لمداخل الشيطان الشنيعة)، وأصل النظم من كتاب (البيان مداخل الشيطان) لمؤلفه عبدالحميد البلالي، والكتاب ناقص، والموجود منه 158 صفحة.
23- (المقامة الرمضانية في الرحلة الحامية)، يذكر فيه رحلته خلال شهر رمضان المبارك إلى الحامي للخلوة، وتعليم المسلمين، وذكر فيها استعراضه لأحوال المسلمين في شهر رمضان منذ عصر النبي r إلى زمنه، وتشمل على 18 ورقة.
24- (الروائح العطرية بشرح القصيدة الحدادية) المسمّاة النفحة العنبرية، والتي مطلعها:
يا رب يا عالم الحال *** إليك وجهت الآمال
ولم يتمه.
25- كتاب فيه مجموع خطب الجمعة منوّعة بأسلوب رصين بليغ قصيرة في 153 ورقة، وكتاب آخر فيها خطب جمع به 34 ورقة، وجزء ثالث فيه 22 ورقة.
26- (فتح الإله بنعم الله تعالى في سماه): وهو منظومة مختصرة عدّد فيها نعم الله تعالى على خلقه مع شرح لها مختصر، يقول في أولها:
الحمد لله على أنعامه *** والشكر للشكور عن آلائه
ثم قال:
وهذه في نظم نعم الإله *** سميتها تسمية فتح الإله
وفي آخرها يقول:
فهذه قبة نعم الإله *** فاعلم مكان الشكر لا تكن بساه
27- شرح لطيف على منظومة في مقاصد القرآن الكريم في عشر صفحات، إلا أنه ناقص.
28- (إحياء المعالم الدوارس بزيارة غار الحلائل والهواجس)، وغار الحلائل: غار بقرب منطقة شعب النور، كان يتعبد فيه أحد الصالحين من آل الشيخ أبو بكر بن سالم، ذكر فيها أنها رحلة علمية أدبية تأملية.
29- (غذاء الأرواح والفكر بشرح المولد المسمّى سمط الدرر): وهو شرح لطيف على المولد الذي جمعه الحبيب العلامة علي بن محمد الحبشي، وصل في شرحه عند قول المؤلف: (فانفلقت بيضة التصوير في العالم المطلق الكبير) ولم يتمه، وتوجد نسخة أخرى منه، وهي ناقصة أيضًا.
30- (بغية المريد للوصول إلى العزيز الحميد)، إلا أنه لم يتمّه، ويشتمل على 29 ورقة.
31- مختصر لكتاب (غذاء الأرواح والفكر بشرح المولد المسمى سمط الدرر): وهو شرح يمتاز بفوائد كثيرة، وأسلوب جديد في الشرح، وذلك بأن يأتي للكلمة الغريبة فيبين المراد منها عن طريق الآيات القرآنية والمعاني الأخرى لهذه الكلمة، ويجعل ذلك في جدول، والموجود منه إلى قول المؤلف: (صلاة يتصل بها روح المصلي) في 85 ورقة.
32- (الدرر الحسان في المعاني والبديع والبيان)، يقول في أولها: (أما بعد فهذه دروس تسمّى الدرر الحسان في المعاني والبديع والبيان جمعتها على طريقة السؤال والجواب) وصل فيها إلى 34 درسًا.
33- (كنوز الألفية وبدائع مجازاتها اللغوية)، وتوجد منها نسخة أخرى اسمها: (الإبانة عن كنوز الألفية وبدائع مجازاتها اللغوية) في 31 ورقة. وهي شرح لقصيدته أولها:
يا طالب النحو كم ذا أنت مشتغلٌ *** تروي تآليفه أجزاء وأسفار
وقلت إني أرى في النحو بغية ذي *** لبٍ حوى كل علم فيه دارا
وهي منظومة في 14 بيتًا، ثم شرحها في هذا الكتاب، إلا أنه ناقص، وفيه 42 درسًا.
34- المنظومة المتخلّلة في أبيات ملحة الإعراب، وقد خلل أبيات من عنده على المنظومة في 61 بيتًا، وهي نسخة كاملة، إلا أن مقدمتها غير موجودة.
35- شرح تحفة الأحباب من ملحة الإعراب، يقول في أولها: (فهذه فوائد علقتها على منظومة العلامة الشيخ عمر بن الوردي التي ضمنها أبيات النحو من ملحة الإعراب)، وسماها: (تحفة الأحباب من ملحة الإعراب)، إلا أنها ناقصة.
36- (نيل الأمنية بشرح خلاصة التحفة المرضية)، يقول فيها: (فهذا شرح لطيف على كتاب خلاصة التحفة المرضية في العوامل النحوية، تأليف العلامة السيد عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن شيخ بن الشيخ أبو بكر بن سالم مدير رباط بندر الشحر سابقًا، أمرني وأشار عليّ أن أشرح كتابه هذا بحسب ما يفتح الله عليّ فرأيت امتثال أمره حكم، والعمل بإشارته لي غُنم) إلا أنه ناقص. وتوجد منه نسخة كاملة مشتملة على 38 ورقة.
37- دروس التوحيد؛ كتاب مبسط على شكل سؤال وجواب، مأخوذ من كتاب تبسيط العقائد الإسلامية، لحسن محمد أيوب إلا أنه ناقص، موجود منه 8 ورق.
38- (حياة الفقه في العصر الجديد)، قال في مقدمته: (فهذه دروس في فقه الإمام الشافعي، أدخلت فيها كثيرًا من مسائل الألغاز والامتحانات، وأكثرها من استنتاجات فكري لا يوجد في كتب الفقه إلا القليل منها، فجاء بحمد الله تعالى كتابًا أعجوبة الزمان في جمع الألغاز والامتحان، فهو كتاب عجيب في بابه، غريب في إهابه لم يسبقني إليه في وضعه سابق، ولم يلحقني في طريقه لاحق…)، ويشتمل الكتاب على 109 درسًا، في 142 ورقة.
39- الرحلة إلى الحج، وهي رسالة تضمنت رحلته لحج بيت الله الحرام.
40- شرح لقصيدة ألقاها ترحيبية في الشيخ سعيد عبدالله الرباكي بمناسبة مجيئه من الأراضي الحجازية، لأداء فريضة الحج أولها:
يا مرحبًا أهلًا بكم *** أعداد حركة سيركم
وأكلكم وشربكم *** وكل خلقه باسمه
ثم شرحها شرحًا نفيسًا، إلا أنه لم يتمه.
41- (الطرق الموصلات إلى فوائد المطالعات): الموجود منه الجزء الثاني، يشتمل على 90 ورقة.
42- (سلك الدرر البهية في المسائل الفقهية): على مذهب الإمام الشافعي، وهو عبارة عن منظومة، وهي ناقصة آخرها في مبطلات التيمم أولها يقول:
الحمد لله الذي علمنا *** ولسلوك شرعته وفقنا
ثم الصلاة والسلام دائما *** على النبي خير من قد علما
43- (فتح المغيث بشرح أنواع الحديث)، وهو شرح لعشرة أبيات للعلامة محسن أبو نمي في أنواع الحديث، وقد قمت بتحقيقه بحمد الله.
44- منظومة (غاية المرام بنظم صحيح الأخبار في الحلال والحرام)، وهي منظومة كاملة.
45- نظم (تذكرة المسلسلات من الأحاديث النبوية المرويات)، وهو نظم كامل.
46- نظم (الجواهر من الحديث المتواتر)، وهو نظم كامل.
47- نظم (مختصر رياض الصالحين) وهو نظم كامل، وقد قمت بطباعة المنظومات الأربع الأخيرة.
وقد كانت له مكتبة عامرة بالكتب الدينية، والكتب المنوعة في شتى العلوم، حتى في الطب والجغرافيا والأدب واللغة وغيرها، وكان ينفق على الكتب التي يشتريها المبالغ الكثيرة؛ لأن عنده أن كل شيء يهان ما دام أنه في سبيل العلم، هكذا عاش في مُتعة القراءة، والمطالعة في الليل والنهار، ويأنس بالكتب ولا يفارقها، فتفجَّرت المعارف من لسانه وبنانه، فقد كان يُعلق على الكتب، ويشرح بعضها، وينظم بعضها من الكتب التي يهتم بها، ويرى فائدتها العلمية، وفي آخر حياته قام القائمون على جامعة الأحقاف، بشراء كثير من كتبه خصوصًا الموجودة بمسجد جامع الشرج بالمكلا، محافظة عليها، ووضعها بمكتبة كلية البنات، وجَعلت قيمة الكتب مبلغًا يُعطى له شهريًا إلى وفاته – رحمه الله -.
من شعره:
ممّا امتاز به السيد العلامة حسين – رحمه الله تعالى – سهولة شعره وقوة سليقته في قول الشعر، فكان إذا أعجبه شيء ألقى فيه قصيدة، أو رأى كتابًا استحسنه نظمه، كما سبق عند ذكر مؤلفاته.
ومن نظمه أيضًا قوله في قصيدة عن علم النحو وفضله:
يا طالب النحو كم ذا أنتَ مشتغلٌ *** تروي تآليفهُ أجزاء وأسفارًا
وقلتَ إني أرى في النحو بغية ذي *** لُبٍ حوى كل علمٍ فيه قدْ دارًا.
صفاته وأحواله:
قال الإمام الشافعي – رحمه الله -: إذا لم يكن العلماء هم الأولياء فمَنْ؟ ويروى عنه أيضًا قوله: إذا لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله ولي.
فقد اتصف القاضي المترجم له – رحمه الله – بالصلاح والزهد، وكان من المحافظين على الصلوات في جماعات، والقائمين بحقوق الله تعالى أتم قيام، وبحقوق خلقه تعالى بأحسن وجه والتمام، وكان مُجاب الدعوة، كما يعرفه عنه من يعرفه، وله أحوال عجيبة غريبة، لا يخيّب الله تعالى دعائه وسؤاله.
وممّا يُلفت النظر أيضًا إلى أن مَنْ قرأ عنده أو تلقّى عنه العلم، نفع الله تعالى به، وبارك فيه، وقد أطال الله تعالى في عمره، فقد صرفه في التعليم والإرشاد ونفع الخلق، وكان إلى آخر حياته يذكر رحلاته العلمية، وحياته الاجتماعية، وما جرى له من عجيب ما رأى، ومن لطائف حياته وسيرته البيضاء.
واتصف السيد حسين – رحمه الله – باهتمامه باللغة العربية بشتى علومها، فكان إذا سمع خطأ لغويًا نبّه عليه، ولو كان في مجالس عامة، اعتناءً منه بلُغة القرآن، حتى أنه يُوقِف المنشد إذا أخطأ، ويبّين له النطق الصحيح في أثناء إنشاده كما رأيتُ ذلك منه مرارًا.
وفاته:
بعد عمر مديد وحياة سعيدة قضاها هذا السيد الجليل، وبعد خدمة للإسلام والمسلمين، لبّى دعوة ربه، فقد توفي يوم السبت 1425هـ الموافق 3/ 7/ 2004م، عن عمر يزيد على مائة وعشرين سنة، بل قال بعض أحفاده: بأن عمره أكثر من ذلك، وله ذرية كثيرة، نسأل الله تعالى أن يبارك فيهم، وأن يَسلك بهم طريق أبيهم، وأسلافهم الصالحين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
([1]) أَعطيتُ هذه الترجمة للسيد صالح بن أحمد بن سالم العيدروس الإندونيسي وكذا ترجمة شيخي الشيخ سعيد باوزير، بحسب طلبه، ونقلها كلها، وما فيها من تراجم بالهامش في كتابه (القدح الـمُملا من أخبار أعيان مدينة المكلا)، ولم يعزُ بالهامش لترجمتي بل نقل تراجم شيوخ المترجم له وتلاميذه من هامش هذه الترجمة، واكتفى بالإشارة نهاية كتابه في المراجع لترجمتي هذه، وهذا تصرّف غير مُرضٍ، ولا يليق بالأمانة العلمية، علمًا أنه قصد الخير ولا أشك في ذلك، وذكرت هذا للعلم، والله المستعان!
([2]) وجدتُ النسب المذكور بخط المترجم له -رحمه الله- في مقدمة كتابه فائح العطر والند بتوضيح مسائل الزبد.
([3]) هو: محمد بن مصطفى بن حفيظ بن الشيخ أبو بكر، السيد الصالح والمربي، ولد بشعب النور من قُرى الشحر، وتلقى بها القراءة والكتابة عند والده وعمه، وتمكّن في باكورة طلبه من إجادة الخط، وقول الشعر، والتقى بعدد من رجال العلم والصلاح، ومنهم السيد العلامة علوي المشهور، الذي كانت بينه محبة وصحبة قوية، وكان يتصف بالزهد والنسك: انظر: لوامع النور، 112- 115.
([4]) هو: سالم بن مبارك بن عبدالرحمن بن سالم الكلالي، الشيخ العلامة، والداعي إلى الله تعالى على بصيرة، وُلد ببلدة تبالة التي تقع شمال مدينة الشحر، نشأ الكلالي في جو الجهل والفساد، إلا أن الله تعالى أيقظ قلبه فتحرّك إلى بلدة الصداع، وتلقى العلم من شيخه الشيخ عمر مبارك بادباه، ونبغ في علوم الشريعة، فوجهه شيخه لنشر العلم، والدعوة إلى الله في بلدته، فتوجّه إليها، ولم يلق ترحابًا كثيرًا، حتى جاء معه شيخه بادباه بالمساعدة، ومرّ بتبالة السيد العلامة علوي المشهور، وقام بنصرة الشيخ الكلالي، وبتشجيع الحركة العلمية، وتخرّج على يديه جماعة من أهل العلم منهم: عوض عليان، ومبارك باراشد، وشيخ بن علي بن الشيخ أبو بكر، والمترجم له، وتولّى القضاء بالشحر ثم اعتزله، من مؤلفاته: الفيوضات العميمة شرح الدرة اليتيمة في النحو، وذخيرة الناهض شرح عدة الفارض، والعدة والذخيرة في أحكام الجبيرة، وديوان شعر وغيرها، توفي عام 1362هـ. انظر: حضرموت فصول في الدول والأعلام والقبائل والأنساب للناخبي، صـ94- 99.
([5]) هو: علوي بن عبد الرحمن بن أبي بكر المشهور، الإمام العلامة والداعي إلى الله تعالى، ولد بتريم عام1263هـ ونشأ بها، وأخذ عن عدد من أشياخ عصره، ثم سافر إلى دوعن وأخذ عن الشيخ محمد عبدالله باسودان سبع سنوات، ثم عاد إلى تريم، واشتغل بالتدريس سبعة عشر عامًا، ورحل إلى مصر، ومكث بها خمس سنوات، وأخذ عن علماء الأزهر، وتزوج بها، ثم ذهب إلى الحجاز، ثم عاد إلى حضرموت، وتصدّى للتدريس برباط تريم، وله رحلات إلى الهند وسيلان والسواحل، وأسلم على يديه خلق كثير، وبنى مساجد، توفي سنة 1341هـ. انظر: لوامع النور، صـ34، وقبسات النور للمشهور، صـ22.
([6]) هو: عمر بن مبارك بن عوض بادباه، العلامة المُربي القدير، والعالم النحرير والناسك الأوّاب، المولود بحصن العولقي المسمّى بالحزم، بقرب بلدة الصداع في أجواء عام 1257هـ، سافر الهند عام 1282هـ، ودرس القرآن وجوّده، وحصل على معلومات دينية وطبية واجتماعية وعسكرية، ثم عاد إلى سيئون لطلب العلم عند السيد العلامة علي بن محمد الحبشي، ومكث بها خمس سنوات، ثم عاد إلى بلدته الصداع معلمًا ومرشدًا ومصلحًا، فانتفع به الناس، وأقام حفلًا دينيًا سنويًا في شهر ربيع الأول يحضره جمع غفير، ويقوم بتذكيرهم وإرشادهم، ومن تلاميذه: الشيخ سالم بن مبارك الكلالي، والشيخ عبدالله بن عوض بكير، واستمر في العطاء حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى وعمره يقارب 110 عامًا عام 1367هـ. انظر: حضرموت فصول في الدول والأعلام والقبائل والأنساب للناخبي، صـ91- 94.
([7]) هو: أحمد بن محسن بن عبدالله الهدار، أحد العلماء الأولياء، المشهود لهم بالعلم والعمل، له شيوخ كثير منهم: السيد العلامة أحمد بن حسن العطاس، والسيد الإمام عيدروس بن عمر الحبشي، والسيد العلامة علي بن محمد الحبشي وغيرهم من اليمن وجاوة، وله ثبت مسمّى بالعقد الفريد، وله روض ولأنوار ومختصر كنز الأسرار في الصلوات على النبي r، توفي سنة 1357هـ. انظر: قبسات النور للمشهور، صـ175- 178.
([8]) كتبتُ عنه ترجمة سميتها: (لمَحاتٌ وذكريات عن فقيه المكلا الشيخ سعيد عمر بازير) نشرت في مجلة (حضرموت الثقافية) العدد (20).
([9]) هو: سعيد بن عبدالله بن سعيد بن سالم بن مبارك الرباكي، الشيخ العلامة، والداعي إلى الله تعالى بصبر وعزيمة، والمربي للأجيال، اتصف الشيخ بالصلاح والخير، وله جولات دعوية وعلمية، فقد أسس مدرسة بالعيص -من ضواحي المكلا- وأسس مدرسة النور للعلوم الشرعية، الملاصقة بمسجد النور بالمكلا، وازدحم عليه الطلاب صغارًا وكبارًا في أوقات مختلفة، ونفع الله تعالى به خلقًا كثيرًا، وله زيارة لبروم للدعوة إلى الله ونشر العلم، وزيارة المشايخ بها، ومن شيوخه: الشيخ مبارك الجوهي، والشيخ عبدالله بكير، والمترجم له، وكانت بينهما رابطة قوية ومحبة أكيدة، حتى قال السيد المترجم له فيه قصيدة طويلة يثني عليه وعلى مدرسته، جاء فيها:
اسئلوا أهل الزمان * اسألوا كل الأنام ** خير من قد فقد * إنه الشيخ سعيد
مدرسة نور العلوم * شاهدة له بالعلوم ** انجلى به الظلام * إنه الشيخ سعيد
ظل وقته داعيًا * بين وعظ ذاكرًا ** فاتحًا صدره رحب * إنه الشيخ سعيد
ومن تلاميذه: ابنه الشيخ الفاضل محمد الرباكي، الذي قام بمقام والده في مدرسة النور، تعليمًا وإرشادًا، والشيخ سالم بن محمد باصم، والشيخ صالح بن سعيد باعطية، والشيخ عمر باماخش وغيرهم .وانتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء 11/ شوال/ 1399هـ، وقد أصدر رباط النور للدراسات الإسلامية بالمكلا – قسم الإعلام ترجمة وجيزة عن حياة الشيخ سعيد الرباكي، ومنها استفدتُ بعض الترجمة.
([10]) هو: عبدالله بن أحمد بامزاحم، الشيخ الفاضل والمقرئ لكتاب الله تعالى بإتقان، ولد بمدينة أجداده بروم، من ضواحي مدينة المكلا سنة 1954م، وهو من تلاميذ المترجم له، ومن تلاميذ شيخنا السيد العلامة عبدالله بن محفوظ الحداد، ويأتي من مدينة بروم إلى المكلا لحضور دروس السيد العلامة الحداد -رحمه الله- وكذا دروس السيد العلامة علي محمد مديحج – رحمه الله – ويعمل بالجمعية الإسلامية الخيرية، التي أسسها شيخه الحداد، وهو إمام جامع بروم وخطيبه، ومتولي عقود الأنكحة، وتخرّج على يديه عدد كثير من الرجال والنساء حفظة كتاب الله تعالى، وله دروس عامة وخاصة لطلبة العلم بجامع بروم، توفي الاثنين 8 ربيع الأول 1441هــ الموافق 4/ 11/ 2019م -رحمه الله رحمة واسعة-.
([11]) هو: محمد بن سعيد عبد الله الرباكي، الشيخ الفاضل ذو تواضع وأخلاق مرضية، له دروس في مدرسة والده لطلبة العلم، ودروس عامة تُبث عن طريق إذاعة المكلا، تولى مدير دائرة الإرشاد والتوجيه بمكتب الأوقاف بمحافظة حضرموت سابقًا، وتولّى عقود الأنكحة، وتولّى خطابة جامع الروضة مدة طويلة من الزمن، وهذه المناصب تدل على أنه ذو كفاءة عالية في العلوم الشرعية فجزاه الله تعالى خير الجزاء، وأمد الله تعالى في عمره في طاعته تعالى.
([12]) هو: عبدالله أحمد حسين البيض، السيد الفاضل، ذو خلق ظاهر وعقل رصين، ولد عام 1954م واتصل بشيخنا المترجم له، وقرأ عنده الفقه، واستفاد منه، كما درس عند شيخنا العلامة عبدالله الحداد، وهو الآن إمام جامع خلف وخطيبه، ويلقي دروسًا عامة للمصلين، فجزاه الله تعالى خيرًا وأطال الله في عمره في طاعته.
([13]) هو: شيخنا عبدالله بن محفوظ بن محمد الحداد، السيد العلامة والقاضي الفهّامة، مفتي حضرموت بلا منازع، الذي أحبه الناس؛ لعلمه وتواضعه بلا مدافع، أخذ عن شيوخ مشهورين منهم: جده السيد محمد بن إبراهيم الحداد، والسيد العلامة عبدالله بن عمر الشاطري، والسيد العلامة المحدث علي محمد بن يحيى وغيرهم، له آراء اجتهادية، قوي مدركها، وله جهود خيرية اجتماعية مشهورة، كتشجيعه لحلقات القرآن الكريم، في مساجد المكلا وضواحيها، ومن أبرز مؤسسي الجمعية الإسلامية الخيرية، ومن المشاركين لجامعة الأحقاف، والمشرف عليها، وأسس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة عدن -جامعة حضرموت حاليًا- وغيرها، وكان لا يخاف في الله تعالى لومة لائم، يقول الحقَّ ولو كان مُرًا مع غزارة علم وحكمة، من أشهر تلاميذه: شيخنا العلامة سعيد بن عمر باوزير، والشيخ عبدالله بامزاحم، والشيخ عبدالله براهم باعشن، والسيد عبدالله البيض، وأخي علي محمد العيدروس والذي اعتنى به شيخنا الحداد، واعتنى شقيقي بمؤلفاته، ونشر ما تيّسر له منها، ولشيخنا تلاميذ يطول ذكرهم. وله مؤلفات من أهمها: السنة والبدعة، وهو من أحسن ما أُلف في بابه، وقد طبع مرتين، والمقصد المنيف بمراجع الورد اللطيف وطبع بتحقيق شقيقي علي أيضًا، ورسالة في الغناء، والوجيز في أحكام الصيام وفتاوى رمضان بتحقيق شقيقي علي أيضًا، وخطب المسمّاة: بالتوعية الدينية عن طريق الخطب المنبرية، وقد طبعت في جزئين، وله فتاوى قيّمة في كراسات في طريقها للإخراج، وقد أفرد شقيقي علي محمد العيدروس ترجمة واسعة لشيخنا الحداد أسماها: شفاء الفواد بترجمة السيد عبدالله الحداد (يسّر الله تعالى طبعها)، كما ترجم له الأخ الشيخ سالم بن عبدالله باقطيان ترجمة مختصرة، وطبعت باسم: سيرة خضراء، وجدير بهذا الإمام أن تُكتب عنه دراسة مفصّلة عن شخصيته وآرائه، وما قام به من جهود علمية واجتماعية، وقد توفي ظهر الجمعة 13/ محرم/ 141هـ الموافق 25/10/ 1996م، وقد شجعه عدد كثير بالآلف، وهي أول جنازة في المكلا يشهدها هذا العدد، فرحم الله تعالى شيخنا الحداد ورفع درجته.
([14]) هو: عبد الله بن عوض بكير، الشيخ العلامة القاضي، ولد بغيل باوزير سنة 1314هـ، وانتقل إلى القارة، وتعلّم بها القرآن الكريم في كتّاب بالقرية، وأكب على القراءة والمطالعة، في العلوم الشرعية عند شيخه عمر بن مبارك بادباه، والشيخ عمر بن سالم بن يعقوب باوزير، التحق بخدمة القضاء الشرعي في الدولة القعيطية سنة 1351هـ، وأصبح رئيس القضاة الشرعيين، وله بعض الإصلاحات في القضاء وغيره، من مؤلفاته: رسالة في بيع العهدة، وثبوت الهلال، وله شرح على سفينة النجاة. انظر: حضرموت فصول ودول للناخبي، صـ103- 106.
([15]) رواه مسلم في صحيحه ك: الجمعة باب: تخفيف الصلاة والخطبة ح869.