إبداع
صالح سعيد بحرق
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 23 .. ص 108
رابط العدد 23 : اضغط هنا
أحلام باهتة
لساعات طويلة يظل يحلم .. ينقش على غيم الذكرى ألوان الأحلام .. يستمطر المنى .. يستفتح من كتب العشق لونا جديدا لحياته ..
يستعذب الأمنيات أن تهطل .. وتجرفه إلى حياضها .. يذهب في خيالاته .. يستشف الرؤى القادمة .. يخطط، يدع الأيام أن تسعفه بحلم نهائي .. وفي كل مرة يعود خالي الوفاض ..
وعود صغيرة
خبأها لأمه ذات يوم وحبيبته / ومع الأيام ذهبت أدراج الرياح / حزن كثيرًا / وكلما نظر في عيني حبيبته
تألم أكثر / يجلس الآن يتباكى / على حلم الأمس / ويهمس للمدى علها تعود..
ذات فجاءة / أصر على استرجاعها / عقد العزم من أجل عيني أمه وحبيبته /
بيد أن عجلة الزمن / كانت لا تدور للوراء..
اصطفاف
بعد استشهاده تفرغت لتربية ولدها .. أسدلتِ الستار على الحب.. وجنحت للأمومة .. ذات صيف كما في كل عام .. تهلُّ ذكرى استشهاده .. تضع الورد على قبره .. وتجدد العزم .. تقفل أبوب الشوق .. تحبس دموع الأمس.. لكن الحنين ما يلبث أن يباغتها.. في المساء وقفت أمام المرآة.. هالها الأمر.. من بضع شعيرات بيضاء على مفرقها .. ضحكت وحزنت في سرها كثيرا.. قبل أن تحتضن وليدها .. وتقفل آخر باب شوق..
أشياء
عاد الشباب من الجبهة ولم يعد ..
أربكها الأمر فبكت
ذهبت إلى المخفر
كان الجميع يبكي.. فبكت مرة أخرى.. وعادت بقميصه..
ومنذ ذلك اليوم لم تبك ..
مسرة
انطلقت الحافلة بمن فيها من المسافرين / ساد صمت طويل قبل أن يبدِّده سعال رجل عجوز/
أطل من النافذة على الطبيعة والأشياء / تذكر فصولًا من الماضي / أحس بانتعاش ومسرة / التفت إلى امرأة بدينة تحتل المقعد الخلفي / التفت إلى شابتين .. جميلتين / وبدأت تنهمر عليه منهما المسرة ..
بشاشة
لا أعلم أنها تضجرت منا ذات يوم .. كنا صغارًا إذا اشتد بنا العطش ولجْنا دارها .. فتلقانا بجسمها البض الممتلئ وبشاشتها .. ترسم على وجوهنا رحلة أخرى للصباح .. تعلمنا من أين تأتي البشاشة..
ذات يوم دفَّأتني في حجرها .. أحسسْتُ للتوِّ من أين تأتي تلك البشاشة ..