أعلام
خالد سعيد مدرك
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 2 .. ص 54
رابط العدد 2 : اضغط هنا
يُعد الفقيد / أحمد هيثم صالح الحميري / من رواد الصحافة في حضرموت، إذ أسس صحيفة (الجماهير) في عام ١٩٦٥م، وهي صحيفة سياسية قومية جامعة تصدر في الأسبوع مرة – مؤقتاً – وكان الفقيد يؤمن بسلاح الكلمة، وقد استمرت الصحيفة في الصدور قرابة عامين وأسهمت بدور طيب في تنوير وتثقيف الجماهير. وقد ترأس الفقيد تحرير صحيفته التي صدرت في المكلا عاصمة حضرموت، والفقيد الصحافي والسياسي / أحمد هيثم الحميري أحد أبناء مدينة الديس الشرقية ولادة ونشأة وتعليماً إذ ولد في عام ١٩٤٠م، ونزل به الأمر المحتوم بأمر الحي القيوم مساء يوم السبت الأول من مارس عام ٢٠٠٣م.
انخرط الفقيد في طلائع الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وكان يسعى لجمع التبرعات لشراء السلاح والعتاد.
كان الفقيد واحداً من المناضلين الحضارمة الذين اتخذت بحقهم قرارات تعسفية من قبل النظام السابق في الجنوب، الذي حكم خلال الفترة من عام ١٩٦٧م وحتى عام ١٩٩٠م، وعندما علم الفقيد بقرار تصفيته الجسدية قرر الرحيل والذهاب إلى القطر العراقي الشقيق مع أفراد أسرته كافة، وعاش هناك في العراق قرابة ثلاثة أعوام، وكان فيها الفقيد على
فية اتصال دائم بالوطن، وفي عام ١٩٧٥م عاد إلى أرض الوطن.
اعتقل عام ١٩٧٨م في حادثة اغتيال الأستاذ العراقي / توفيق رشدي وحكم عليه بالسجن خمس سنوات ظلماً وعدواناً!!
في عام ۱۹۸۱م أفرج عنه بعد أن قضى في السجن فترة من الزمن دون أن يكون له ذنباً أو جريمة سوى أنه رجل مخلص أبي معارض للنظام السابق في الجنوب، وبعد ذلك قرر الفقيد الميل قليلا عن الانتماءات السياسية والتفرغ للتجارة الحرة الكريمة…
في تلك الأثناء عرضت على الفقيد بعض الإغراءات من قبيل توليه منصب وزير الثقافة والسياحة مقابل الانتماء إلى الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم للجنوب آنذاك إلا أنه اعتذر عن قبول ذلك العرض، مبرراً ذلك بأنه قد عزف عن الحياة السياسية برمتها، وقضاء ما تبقى من عمر للعيش بصفاء ونقاء في رعاية الأبناء والاسرة.
شغف الفقيد أحمد هيثم بحب هذا الوطن منذ حداثة سنه، وقدم من أجل هذا الوطن الكثير من التضحيات وهو صحافي مخضرم ومناضل وطني غيور وبارز، ورجل صادق ومخلص ووفي وكريم، بصماته واضحة في كل ميدان ومكان.
ويقول ابن الفقيد (إيهاب):
لقد كان حب العروبة يجري في دم الوالد لذلك كان يؤلمه ويحزنه جداً ما آل إليه حال العرب والمسلمين من ذل وهوان ومآس وضمنها مأساة الشعب العراقي ولا أخفيكم القول إن رؤية والدي لمؤتمر القمة العربي الأخير وهو يؤول إلى الفشل كان سبباً مباشراً وقاطعاً لوفاته، إذ يبدو – والله أعلم – أنه انفعل كثيراً وهو ممنوع من الانفعال، إذ إنه يعاني من مرض في عضلة القلب، ولكن كيف يبتعد عن ذلك وهو مسكون بحب العروبة.
المصادر والمراجع:
١ – صحيفة شبام – العدد (٢١٥) الصادر في ٤/٩ /۲۰۰۳م (صفحة أعلام و اتصال ص ۹) يحرر الصفحة ويشرف عليها الأستاذ / خالد سعيد مدرك.
٢- لقاء أجراه الكاتب مع نجل الفقيد إيهاب أحمد هيثم الحميري