تاريخ
أ.د. محمد بن هاوي باوزير
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 2 .. ص 82
رابط العدد 2 : اضغط هنا
المصادر الكلاسيكية هي المؤلفات التي وضعها الكتَّاب اليونانيون والرومان، وهم المؤرخون والجغرافيون والرحالة وغيرهم ممن عُني بأوصاف الجزيرة العربية وأخبارها في العصرين اليوناني والروماني، وقد رسمت تلك المعارف المتراكمة صورة تاريخية تشكلت تدريجياً حتى أضحت جزيرة العرب جزءاً من اهتمام عالم حوض البحر الأبيض المتوسط القديم كما يلاحظ ذلك بوضوح إبان ازدهار الإمبراطورية الرومانية.
وكان لذلك الإرث التاريخي دوره في توجيه اهتمام العلماء والرحالة الأوروبيين في العصر الحديث بالجزيرة العربية وشوقهم إلى التعرف عليها واستكشاف أسرارها. ومن أهم الأسباب التي أدت إلى سعي الكلاسيكيين لجمع معارفهم عن جزيرة العرب هو ارتباطها قديما بطريقين مهمين في التجارة الدولية آنذاك وهما الطريق البري عبر الجزيرة العربية والطريق البحري عبر البحر الأحمر والبحر العربي والخليج العربي وهما الطريقان التجاريان اللذان يربطان بلدان حوض البحر المتوسط ببلدان المحيط الهندي، لاسيما البحر العربي حيث يقع إقليم حضرموت.
وقد عرفت حضرموت عند الكلاسيكيين بأنها موطن البخور أو بلاد الطيوب، هكذا جاء ذكرها عند الكتاب الكلاسيكيين، وعلى أن المحيط الجغرافي لطيوب العربية السعيدة (البخور والمر والكافور وغيرها) هو (حضرموت سبأ، قتبان، ومعين)، وهكذا ذكرها (بلايفانوس Palaihatos)، وثيوفراست و(ايراثوستين)، و(أغاثر خيدس)، و(استرابون) (مؤرخ الحملة الرومانية على اليمن) وغيرهم، أما (بليني) فقد قال عنها في كتابه (التاريخ الطبيعي ) : “حضرميتا” ومركزها أو عاصمتها “سبوتا” والمقصود بذلك شبوة، التي تقع على جبل شاهق والتي تضم بداخلها ستين معبداً وإلى هذه المدينة كان يحمل محصول البخور على ظهور الجمال… ويبدو أن (بليني) كان من أهم من جمع معلومات عن البخور وذكر مواردها وصادراتها، بل بالغ مع من سبقوه في سرد الأخبار عنها، فراحوا يفسرون اسمها بتفاسير أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة والواقع، فقد أشاروا إلى أن الاسم “حضرموت ” يعني (وادي الموت) واوعزوا سبـب تلك التسمية إلى كثرة الأفاعي السامة الطائرة الموجودة بها على حد حد رأي (استرابون) أو إلى الروائح الكريهة التي تنتشر في أجوائها فتعجل بفناء الإنسان فيها على رأي (هيردوت)..(۱) وصفوة القول أن الاسم حضرموت قد ذكر عند أغلب الكتاب الكلاسيكيين كإقليم منتج للبان والمر، بل المنتج والمصدر الرئيس لتلك السلع آنذاك، ولعلها بذلك – أي حضرموت- تستحق أن تنعت بالعربية السعيدة.
وقيل في ذلك السياق: “… أما بالنسبة لعبارة بلاد الطيوب وهي في الأصل مرادفة للعربية السعيدة فستستمر مع معنى كان يزداد حصراً فلدى (استرابون) لم يعد الاسم يعني العربية الجنوبية (٢) بل المناطق التي ينبت فيها المر واللبان والتي ستبقى بمنجاة من الغزاة الرومان الذين وصلوا مع ذلك إلى قلب الممالك العربية الجنوبية.. أي أخفقت الحملة الرومانية أمام العاصمة السبئية مأرب بعد حصار لا طائل من ورائه لمدة ستة أيام قفل قائدها عائداً دون أن يجهل أن يومين فقط يفصلانه عن بلاد الطيوب الحقيقية (مملكة حضرموت القديمة) أي مكان وجود أشجار المر واللبان”، كما وصفوا – عند الكلاسيكيين- في الأدب السائر عندهم، قد د تكشفوا في النهاية عن قوم شديدي المراس: فقد اكتشف (أليوس جالوس) حسبما يروي (بليني) القديم أن عدة أقوام عربية جنوبية ومنهم الحضارمة، سكان حضرموت منطقة اللبان كانوا مهرة في فن الحرب (۳).
أيضاً ورد ذكر البخور أو الطيوب في بعض اشعار الكلاسيكيين، بل ذكرت فيها الشعوب التي تنتج البخور وتتاجر فيه كالحضارمة وجيرانهم المعينيين والسبئيين والقتبانيين ومنها :
ديونيسيوس Dionysii (بعد عام ٨٦م بقليل )
شعر
عندما تسير متقدماً من هنا ، موغلا نحو الجنوب
سترى مدخل الخليج العربي أمامك،
الذي تجري مياهه في الوسط بين سوريا والعربية السعيدة
ينحرف تجاه الشرق قليلاً إلى أيلة
ومن ثم تبرز أرض العربية السعيدة
بارزة كثيراً ، رابطة بين البحرين
الفارسي والعربي. ولكل جهة منها ريحها
الريح الغربية العربية ، والريح الشرقية الفارسية.
بيد أن الساحل الجنوبي يطل نحو الشرق
ويغتسل بأمواج البحر الحمراء
ولسوف أقص عليك عن موقعها : ذلك أنه يسكنها
أناس يتميزن عن الآخرين بأنهم أشدهم ثراء وغنى.
إن الفضيلة المميزة لهم هي كالتالي :
دائماً تنتشر روائح العطور
إما البخور وإما المر وإما القلام ( ٤ )
او اللبان العجيب الفريد أو شجرة السنط .
وهناك (فان جوبيتر) (٥)
أطلق (باخوس) (1) ينثر العطر ويطلقه في الأرض
ومن ثم نشأت العطور الرائعة هناك.
ثم إن القطعان من الأغنام المحملة بالأصواف الكثيفة انطلقت في المراعي ،
وفاضت البحيرات بالمياه
راضية، أما الطيور فقد جاءت من مكان آخر من جزر مهجورة
وهي تحمل على أجنحتها أغصان القرفة
ولكن (جوبيتر) وضع الجلود على الأكتاف ، أكتاف الظباء
وزين خصلات الشعر الجميلة بلبلاب حلو المذاق وراح يضحك وقد انتشى من الخمر يهز صولجانات الملوك ، يوزع ثروات هائلة بين الناس ، ومن ثم وحتى يومنا هذا توجد حقول مثمرة بالبخور
وجبال متميزة بالذهب ، وأنهار تفيض بالعطور.
أما السكان أنفسهم فهم يتميزون بأنهم شعب منعم
يرفلون في المشغولات الذهبية والثياب الناعمة ….
تمتد أرض الحضارمة من مملكة أرض الفرس وعند سواحل البحر الأحمر يسكن المعينيون
والسبئيون وجيرانهم القتبانيون كثيراً جداً من الشعوب القوية تملك العربية (۸)
بريسكياني Prisciani (في الامبراطور جستنيان) (۹)
شعر
على سواحل بحر العرب، الذي
هو وسط يفصل بين الشام والعربية
ويميل إلى الشرق في مواجهة أيلة
العرب الأثرياء يملكون أراضي زراعية شاسعة
تمتد طولاً وتحاط بالبحر الفارسي
وريح الغرب ينطلق باعتباره ريحاً طيباً
وذلك أن الرياح الفارسية تهب بشدة على الشواطئ
لكن هذا الساحل يمتد إلى الجنوب عبر الشرق
ويصطدم بأمواج البحر الأحمر من كل مكان
وأنا أيضاً أتعرض لها بشيء من الإيجاز:
ذلك أن الأرض الغنية تقدم الغذاء لشعوب سعيدة
وتظهر العطور ذات العبير الرائع من الزهور المتنوعة
لأن اللبان والمر يزدهران مع البخور الرائع
وكذا شجرة السنط طيبة الرائحة
والقرفة التي يفوح عبيرها في الفضاء ليدخل الأنوف
والأرض الخصبة تنتج هذا، وهناك مناجم الذهب
وهؤلاء الناس يرتدون الثياب الموشاة بالذهب
يخدمهم مماليك هم وأولادهم وهم منعمون
وهم يسرفون، ويستخدمون الذهب بشكل يثير غضب الصدور،
ثم نقترب من حضرموت، وبعد ذلك من البحر الفارسي
ويعيش المعينيون بالقرب من البحر الأحمر
ثم سبأ بعدهم، وبعد ذلك يوجد القتبانيون
وشعوب العرب هم هؤلاء، وهم يحتفون بهذا الاسم.
الوثائق المصرية القديمة الديموطيقية واليونانية)
وقفنا على العديد من الوثائق المصرية القديمة كتبت بالخط الديموطيقي أو اليوناني، تتحدث عن منتجات بلاد العرب الجنوبية، ونشاطهم التجاري مع مصر وتعطينا هذه الوثائق وضوحاً كبيراً في حرص البطالعة على استيراد بضائع العربية الجنوبية، واستمرار نشاطها التجاري مع مصر منذ القرن الثالث ق.م، بل تمدنا بمعلومات قيمة حجم هذه البضائع وأهميتها في الأسواق المصرية، يتضح ذلك أكثر من خلال بعض الوثائق البردية الموجودة في إرشيف زينون ، ومنها (١٠) :
١ – وثيقة بردية تعود إلى الحادي عشر من بؤونة ( ١٣ مايو) من العام التاسع والعشرين من حكم (بطلميوس فيلادلفوس) (٢٥٧/٢٥٦ ق.م)، فيها قائمة من البضائع المستوردة التي استوردها ( أبوللونيوس) (۱۱) ، ورد فيها : ……. ثلاثة أكياس من البخور ” .
– ويحدثنا خطاب عن قافلة من الجمال حاملة البخور ، يرجع إلى العام الثلاثين من حكم بطلميوس فيلاد الفوس)، أرسله (نيكانور Nekanor) إلى (زينون) بخصوص الجمال حيث يخبره أنه قد حصل على حمولة البخور.
٣- وقائمة أخرى من البضائع التي استوردها (أبو للونيوس) حيث ورد في الوثيقة أنه كان
ينوي تخزينها ( بتاريخ ۲٦١ ق.م) وبها ” .. ما قيمته أربعة تالنتات من البخور المعيني وخمسة تالنتات من الجيروسيا – أحد منتجات بلاد العرب ، وواحد تالنت من المر، وكاسيا وأوعية عطور ، وخمس عشرة آنية من القرفة وخمسة أوعية من العطور”.
٤ – وتقرير آخر عن البضائع المستوردة ورد فيه عشر ميناي من البخور المعيني ، وخمسة ميناي من المر المعيني ، ومينايين من سنابل الطيب، وثلاثة كاسيا (١٢) .
5 – ويتحدث نقش يوناني من عهد الملك طلميوس الثامن أيورجيتس الثاني وكليوباترا الثالثة.
(مؤرخ باليوم العاشر من شهر توت من العام الحادي والعشرين من حكم الملك بطلميوس) (۱۳) عن حراسة القوافل التجارية التي تحمل البخور المعيني حيث يقوم (ايكاديرنوس جورتونيوس) حاكم طيبة والمشرف على البحر الأحمر بحراسة القوافل التي تأتي إلى قفط
حاملة البخور مع أجانب آخرين (١٤) .
نستنتج من هذه الوثائق أن تلك البضائع خاصة البخور كان مصدرها العربية الجنوبية وتحديداً مملكة حضرموت، أما تسمية البخور في هذه الوثائق باسم البخور المعيني، أو المر المعيني، فهذا لا يعني أنه كان ينتج في بلادهم، بل المعروف أن أشجار البخور (اللبان والمر والصبر) كانت تنمو بكثرة في أماكن متعددة من مملكة حضرموت – كما سبقت الإشارة – وأن المعينين كانوا يجلبونه من مناطق إنتاجه في حضرموت القديمة، أي كانوا سفراء في الخارج، يتاجرون فيه إبان سيطرة تجار معين على تلك التجارة) ويقومون بنقله إلى خارج الجزيرة العربية، وتسويقه في أسواق العالم القديم (١٥) . أيضاً تسمية البخور أو المر بالمعيني لا يعني أن بعض الوثائق المصرية القديمة تأكد على أن من قام بتصدير البخور إلى مصرهم المعينيون فقط، بل المقصود هنا شعب عربي آخر من العربية الجنوبية أو من الجزيرة العربية خاصة وأن بعض الفترات الزمنية المشار إليها في بعض الوثائق السابقة الذكر، أو فترة كتابتها لم تعد موجودة، لأنه قد قُضي على مملكة معين من قبل حكام مملكة سبأ خلال القرن الأول ق. م وذابت في الكيان السبئي. أما استمرار تسميته على تلك السلع باسمهم فمرده إلى فترة ازدهار مملكتهم وتأثيرهم القوي على مجريات التجارة العربية القديمة الداخلية والخارجية خلال خمسة قرون متتالية قبل الميلاد، مما جعل بعض السلع، خاصة البخور ترتبط باسمهم (١٦) .
وخلاصة القول، أن حضرموت قد حباها الله بأمرين مهمين: أولهما الموقع الاستراتيجي الذي مكنها من أن تؤدي دوراً تجارياً مهماً بين الشرق والغرب ، ثم إنتاجها لسلع كان الطلب عليها كبيراً، كاللبان والمر والصبر .. (عرفت عند الكلسيكيين ببلاد الطيوب) بالإضافة إلى ما كانوا يستوردونه من بضائع أجنبية من الهند والصين ومن شرقي أفريقيا. كذلك حباها الله يخلود اسمها (حتى اليوم) الذي مازال حياً يطلق على مساحة واسعة من الجمهورية (محافظة حضرموت) فلها أن تفخر بهذا على شقيقاتها من الممالك العربية الجنوبية التي عاشت قبل الميلاد، ثم ماتت أسماؤها أو بقي ذكرها بشكل محدود .
الهوامش
1) ولمزيد من التفاصيل انظر: بلاد اليمن في المصادر الكلاسيكية، جمع وترجمة حميد مطيع العواضي وعبد اللطيف الأدهم، ط1، وزارة الثقافة والسياحة صنعاء ٢٠٠١م ، ص 21 – 93.
(2) العربية الجنوبية أي الممالك اليمنية القديمة سبأ، معين، قتبان أوسان، وحضرموت.
(۳) هيلين كوفينيي: “اليمن السـ عيد لدى الكلاسيكيين- ولادة أسطورة” في كتاب اليمن في بلاد ملكة سبأ ترجمة بدر الدين عرودكي دار الأهالي، دمشق، ۱۹۹۹، ص ٦٧-٦٩.
٤) القلام : القلام : ضرب من الحمض.
5) جوبيتر كبير آلهة الرومان ، ويسمى عند اليونان زيوس
٦) باخوس : هو إله الخمر عند الرومان ، يســـمى ديونيسون عند اليونان .
7) اللبلاب نبت يتلوى على الشجر .
۸) الشيبة ، عبد الله حسن، دراسات في تاريخ اليمن القديم (ترجمات يمانية ) منشورات دار الكتاب الجامعي ، الطبعة الأولى ٢٠٠٨ ، ص 85 – 86.
9) الشيبة عبد الله حسن ، المرجع السابق، ص ۸۷ – 88.
10) لمعرفة المزيد عن هذه البرديات انظر:
59536 ، 59096، 59143 Zenon No.)
والسيد رشدي : العرب في مصر قبل الاسلام القاهرة ، لا.ت، ص 82 – 84- وسعيد بن فايز السعيد : العلاقات الحضارية بين الجزيرة العربية ومصر الرياض ٢٠٠٣، ص ١٠٣-١٠٤ .
(۱۱) بؤونه : من الأشهر القمرية المصرية القديمة (انظر آناروير ، ص ٣٩٦)، أما ابو للونيوس : فهو وزير مالية بطلميوس الثاني لمدة عشرين عاماً تقريباً ، أما ( زينون ) فهو صاحب البرديات فقد كان من أشهر الموظفين الذين عملوا عند أبوللونيوس في الأقاليم أي كان وكيل أشغاله ، بل كانت تتحدث سجلات زينون عن أعمال الوزير الخاصة ، فهو لم يكن وزيراً فحسب بل كان أيضاً تاجراً وصاحب ضياع ، ويمتلك أسطولاً يتألف من سفن نهرية وأخرى بحــرية … للمزيد من التفاصيل أنظر: إبراهيم نصحي : تاريخ مصر في عهد البطالمة ، مكتبة الإنجلو المصرية ، القاهرة ، ۱۹۸۱م، ج ۳ ص ١١٦ -١١٧. الموسوعة العربية الميسرة ، إشراف محمد شفيق غربال ، دار أحياء التراث العربي ودار الشعب ، القاهرة مجلد ١ ص ٤١.
١2) من الملاحظ أن بعض البضائع المذكورة في البرديات ظهرت أحيانا مصنعة مثل البخور وأوعية العطور، وأحيانا أخرى ظهرت بشكلها الخام مثل سنابل الطيب وزيت القرفة … ويبدو أنها تصنع في مصر تمهيداً لسد الحاجات المحلية منها أو لتصديرها إلى خارج مصر.
۱۳) شهر توت: من أسماء الشهور القمرية المصرية القديمة التي أحتفظ بها الأقباط … ولمعرفة المزيد عن هذه الأشهر أنظر: آنارويز: روح مصر القديمة ۲۰۰٦م، ص 295 – 299.
١٤) السيد رشدي : المرجع السابق ص ٨٤ . والسعيد : المرجع السابق ، ص ١٠٤.
١٥) وردت في بردية من برديات زينون ( يعود تاريخها إلى عام ٢٩١ ق . م ) الإشارة إلى اللبان الجرهائي وهذا لا يعني أنه من إنتاجهم، لأن المعروف أن شجرة اللبان لا تنمو في شرق الجزيرة العربية بل في جنوبها (( مملكة حضرموت القديمة – وخاصة في إقليم ظفار التابع لها )) ، ولكن كونهم يجلبونه من مناطق إنتاجه ومن ثم يقومون بتسويقه في أسواق خارج الجزيرة ، لذا نسب إليهم.
١٦) المزيد من التفاصيل عن مملكة معين. بدايتها ونهايتها ، مركزها الإستراتيجي التجاري. علاقتها التجارية والحضارية بجارتها مملكة حضرموت وغيرها من الممالك العربية الجنوبية وبجيرانها في شمال الجزيرة، وبحضارات العالم القديم … أنظر : بافقيه : تاريخ اليمن القديم بيروت ۱۹۷۳م، ص ٤٠ واسوان محمد حسين : مملكة معين ، رسالة دكتوراه غير منشورة
، جامعة اسيوط ٢٠١١م ، ص ۳۸ وما بعدها .