أبي حضرموت
إبداع
أ.د. عمر علوي بن شهاب
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 32 .. ص 112
رابط العدد 32 : اضغط هنا
ثلج من النار في كأسنا يتدثر
تبيت مدافؤنا كل صيف مدافننا
غادرتُ من حاسة الشم
لا لا ترى الأذن إلا نجيع الدماء
تتعرى السنابل ألا يغادرها الوسم
وشما صدى مثلما خنجر
إنني هاهنا هل أبيت هنا لأكون هنا؟
هناك ذهبتُ إلى حيث لا أحد
يغادرني الصبح كل ظلام
تحف به الشمس غائرة في فؤادي
لي خيمة بل ولي ريدة
كنت أرسل قلبي إليها ومنها
أكفكف بعض دموع الرماد
قصيدي بكل تلال القبيلة
ليس من حق قافلتي أن تباكرني
لا وليس لها أن تبارح تلك التضاريس إلى
كيف تقذف تلك الصواعق من مومياء
توشحني عنبراً مثل لون من البن
حين تبخر لا هيل فيه سوى
ريح ليل مضى إثر صبح توانى
ليتني أغتسلتُ ياليت
كيما أوثق كهفي وينجو غرابي بأي سماء
لي مؤولٌ ولي موعدٌ نحو من جعلوني أهادن نفسي
آن لي أن أرمم ما يشبه النخل
في ردهات المسيلة
عليك السلام أبي حضرموت
أين طوفان دمعي؟
كيف أعبره في شراع من الصمت
أستل ذاتي إلى دار غانية
أو بعض زاوية كان حصنا إليه أبي كان يأوي
دعوني لأصحب من كان يصحبني من فتات
هم الآن من عرفوني هناك وفاء وشوقاً وحباً
أين أذهب؟
في أي حين أؤوب إليك أبي حضرموت
أين تصرخ أغنية لي
تعرفها الغائبون من هاجروا
الذين تنفسهم طاهر الرمل
أيقظتهم مناراتنا في هزيع الظلام؟
يالقومي الذين هم حندس من ذئاب
قمر حالك نتوشحه كثياب أبي
لك الله ياسيدي يا أبي حضرموت
ياتباشير جملتنا تلك، جملتنا حينما غادرت
سنديان الضباب
فحنت حنين العلوب إلى نحلها
حنين القلوب إلى أهلها
حنين الصلاة إلى ربها
حنين البروق إلى سحبها
حنين يئن على كل رابية في انتظار أبي حضرموت
أبي، احتملني يتيماً يعيش بأكناف تلك الليالي
التي لم نر صبحها بعد
لكنني أتعطر بالحلم كل صباح
أزدهي بالقصيدة في أعين الغانيات
اللواتي سحبن ذيول القوافي على ساحل في المكلا
وجبال بدوعن من عسل وهديل
نسامره في ربوع الطويلة
أيقظ سباتي من الفزع المستتيب
بمزمار داؤود، ياقرن سيؤون
أيقظ فؤاداً تناثر في كل ساقية
أنكرتني طويلاً وعاهدتها بالشروع الطويلة
هلم إلى مآذننا لننوي الصلاة قضاء
نوينا الصلاة إذن واغتسلنا بنهر لهود النبي
وللقادمين إلينا إلى ألف عام