إبداعات
د. نادر سعد حلبوب العُمَري
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 2 .. ص 135
رابط العدد 2 : اضغط هنا
من بعيد أتيتُ انْشُدُ وَصَلا كم ق طعنا إِلَيكِ حَزْنًا وَسَهْلا
من بعيد يسوقني الشوق سوقا لأروي صبابتي يا (مكلا)
يا عروسا يزفُها بَحْرُ هند وعليها صحائف الحسن تُتْلى
وإليها تسـابق الموج والريح وفوج النسيم كي تستظلاً
وأبوها الوقورُ يَشْمَخُ عِزَا جبل من شعابه النورُ هَلاً
وكان السـماء والماء صارا قاب قوسين إِذ دَنَا فَتَدلَّى
روعة تَخْلِب العقول وسحر بابلي لي وآيةً تَتَجلى
يا رحاب الجمال ما قلت شيئًا إن شعري عن وصفك اليوم كلاً
عاشقا جئت هاهنا لأناجي نسمة في المساء… بدرا أطلاً
شاطئًا دافنًا… وموجا دووبا …بهجة في الصباح … زهرا وطلا
جئتُ أبني من الرمال حصونًا أنقش الذكرياتِ في الشط رَمْلا
غارقًا يا حبيبتي في طقوس الـ ــحبِّ … ما زلتُ في رحابك طِفْلا
إيهِ.. يا حارةَ (الكساديِّ) زالت سلطنات وشتَّت الدهر شَمْلا
والسنونُ العِجافُ صارتْ خيالَّا کم تولى مُبَجَّل .. فتولَّى
سَحَرَتْني الحصونُ في السفح تزهو بوشاح البياض دُرًّا وفُلاً
وسَنَا الحسن في (البلادِ) دعاني وهو في (السِّدَّة) العتيقةِ أحلى
وروابي الجَمَال في (الدِّيس) أضحتْ بمبان بديعة تتحلى
وانسياب الضياء في (الخور) ليلا… كم حزين في جانبيه تسلى
(والغُويزيُّ) كم غزتْهُ قـرون وهو ما زال شامخَ الرأس كَهْلا
باسمَ الثغر للحوادث… يُصْغي لحديث النجوم جيلّا فجيلا
(حضرموتُ) الإباء والخير تدعو كل شهم … تقول: أهلّا وسهلا
بين قوم من صفوة الناس فيهم ألَقُ العلم … أكسبوا الجيل نبلا
يا (مكلا) أتيتُ أنشـدُ وصلّا شاعرًا أنْثُر القريضَ مُحَلَّى
فخُذيني إليكِ أخذ مـحبَّ لحبيبٍ… وعانقي يا (مُكَلَّا)