إبداعات
خالد فرج بروق
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 2 .. ص 138
رابط العدد 2 : اضغط هنا
أتاني قائلا: وجبت ويكفي فكم من مرة أبديت عذرا
دعوتك كي تجيء اليوم عرسي وتلقي شعرك الأوفى وشكرا
فحرت أجوب أصقاع القوافي وأبحث بينها برا وبحرا
لعلي أرزق الأبيات منها فتكمل فرحة وأحوز فخرا
فجزت بجمع شعار عجيب على نار فقلت رأيت سحرا
رأيت “كثيراً” ورأيت “كعباً” وذاك الامرؤ المعروف شعرا
رأيت “الشنفري” يسر “عمراً” وذاك “تأبط الشعار شرا”
رأيت “فرزدقاً” يهجو “جريرا” و”أخطلهم” يميز اليوم قهرا
فصحت: أيا لمن أمسى شريدا يجوب القفر يرجو النول شعرا
فصعد إمرؤ القيس ” اليماني إلي العين ثم أشاح شزرا
وأعرض “طرفة بن العبد عني كأني أعجمي قلت هجرا
ومال عن الحديث معي زهير وكان الأحكم الأمثال شعرا
وأشغل عن مساعدتي “جرير” “فرزدق ” إذ هجاه هناك جهرا
فعدت بخيبة الآمال منهم أقدم خطوتي وأجر أخرى
فلاح على شفير الأفق شيخ يلوح بالعصا ويقول صبرا
بني، إذا رأيت الشعر قفرا وأهل الشعر لا يرجون خفرا
فلن تقوى على نظم القوافي ولو حاولت بعد الدهر دهرا
ولكن القوافي مثل نخل ترى في سعفها بسرا وتمرا
فإن تعجل عليه يكون بسرا وإن تصبر عليه يكون تمرا
فقلت له: فديتك من بصير بأمر الشعر فهاما أغرا
حلفت بخالقي ما أنت إلا رفيق المجد “حسان” الأبرا
مسددنا بروح القدس شعرا محيل قلوب أهل الكفر جمرا
فهز برأسه وشرعت أشدو بما جاد القريض وقلت شعرا
لفوزي حين فاز بخير عرس وأكمل من تمام الدين شطرا
عروس لا تدانيها عروس ونور فاقت الأبدار نضرا
فجمع شملهم ربي بخير فكانا للورى شمسا وبدرا
وأخلفهم بذريات خير وأصلح شأنهم كبرا وصغرا
وأختم بالصلاة على حبيبي رسول الله خير الخلق طرا