جسور العلاقات بين اليمن والسودان .. أزلية ضاربة الجذور

أضواء

محمد فضل أبو فراس


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 33 .. ص 21

رابط العدد 33 : اضغط هنا


أبدأ حديثي عن اليمن السعيد بحديث خير البرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة منها رواية البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبًا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم”.

كان يطلق على اليمن قديمًا مملكة سبأ، وقصة ملكة سبأ مع سيدنا سليمان عليه السلام مذكورة في القرآن الكريم، واليمن في اللغة تعني الجنوب، وكما أن الشام تعني الشمال.

تظل تبادل الثقافات بين الشعوب (Transculturation) وهي ضرورة ملحة على مر التاريخ،  وكنا نستمتع ببرامج التبادل الإذاعي على الإذاعة السودانية، في ديار الغربة نختلط بجنسيات وثقافات متعددة، فلكل شعب الكثير من المعارف عن علوم الحياة وشؤونها، وكل منها يُطلع الآخر عليها بوسائل وطرق متعددة، منها المهرجانات التي تُخصص فقرات لتعكس تراثها من خارج البلد، فالبعض يتأثر بثقافة سالبة، تؤثر في حياته الدينية والاجتماعية وهذا غير محمود.

من باب التبادل الثقافي تلقيت خطابًا أنيقًا من مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر، وإصدارتها (مجلة حضرموت) الأنيقة الدسمة بالمعلومات الثقافية والتاريخية، وهي لا تقل شأنًا عن مجلة العربي العريقة وبقية الإصدارات العربية.

    الخطاب ممهور بأسماء علماء أجلاء من اليمن السعيد

    أ/د .عبدالله الجعيدي  المشرف العام

    د. عبد القادر باعيسي  رئيس التحرير ،،

كانت سعادتي بالغة بأن أطل على القراء في اليمن السعيد عبر بوابة حضرموت، فاليمن أصل العرب، والتاريخ اليمني ضارب في عمق التاريخ، من الجاهلية وشاعرها أمرئ القيس الملك الضليل، الذي ملأ الأسماع بشعره وحكمه، وهو ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ولد بحضرموت.

يضرب الكثيرون في فجاج الأرض بحثًا عن الرزق والأمان، ويطيب بهم المقام، وتظل تلك الديار وطنهم الثاني، فقد جعلنا الله شعوبًا وقبائل لنتعاوف ونتصاهر، ورغم هذه الحدود الجغرافية يظل الجسد العربي والإسلامي واحدًا مهما كثرت خطط الأعداء لزرع الفتن بشتى الأساليب، فكلنا من آدم وآدم خلق من تراب.

مدينة بورتسودان من أكثر المدن السودانية التي بها أسر ذات أصول يمنية، وكان لها دور بارز في مجتمع المدينة اجتماعيًا وثقافيًا، وسآخذ في هذا المقال بعض النماذج على سبيل المثال، ونتطرق لبعض الرموز السودانية ذات الأصول اليمنية.

وهناك عوائل حضرمية كثيرة في بورتسودان، مثل: باعوم، وبابعير، وباجسير، وباوارث، وبازرعة، وباعبود، وباعشر… الجالية الحضرمية في بورتسودان كبيرة وقديمة جدًا، وتعد من النسيج الاجتماعي والثقافي، وقد تصاهرت مع القبائل المحلية في بورتسودان، مثل البني عامر، والهدندوة وغيرهم من قبائل البجا.

ومن أمثلة العلاقات الاجتماعية وانصهار بعض المبدعين في بيئات مختلفة الفنان الصومالي اليمني السوداني/ أحمد ريشة، وقد وصفه المراقبون بأنه صاحب عبقرية غنائية قلَّ أن يجود الزمان بمثلها، وكان عاشقًا للسودان وترابه وأهله لدرجة الجنون، وكثيرًا ما شوهد يُقبّل تراب الأرض السودانية بحب وصدق، وفي الاتجاه نفسه حظي بحب السودان لذلك كان سوداني الغناء، وهو يمني المنبت. وصومالي الجنسية، وأثرى السودان بتجربة ذات دلالات ومعانٍ، أضاءت ما حولها، حتى لُقب بـ(أب الأغنية المعاصرة)، والتي ما يزال أثرها حاضرًا في لونية كثير من الأصوات الغنائية السودانية، من الذين تأثروا بتجربته، ونهلوا من معينها الصافي العذب منذ مطلع السبعينيات، وهو الذي قال عنه صديقه الموسيقار يوسف الموصلي لقد التحق الفنان (أحمد ريشة) بـ(الدفعة الخامسة) بـ(معهد الموسيقى والمسرح)، فهو فنان ليس له مثيل لا في السودان ولا حتى في الدول العربية، بل هو يفوق “محمد عبده” وغيره، ويضيف: لقد قصَّرْنا في حقه، وتركناه يرحل في صمت مدهش. وكان يجيد عددًا من اللغات، منها الإيطالية، والإنجليزية، والأمهرية، والعربية، والصومالية.

توفي عام ٢٠٠٣ بلندن.

    ومن الشخصيات ذات الأصول اليمنية البروفوسور عون الشريف قاسم – رحمه الله – ولد وترعرع بمدينة حلفاية الملوك بالخرطوم بحري، وكان له دور بارز في الحياة الاجتماعية والثقافية في السودان، عمل مديرًا لقسم الترجمة من 1969 إلى 1970م، وعين وزيرًا للأوقاف والشؤون الدينية عام 1973م، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الدينية عام 1980م، ورئيس تحرير مجلة الدراسات السودانية 1968-1982م، وشغل منصب رئيس مجلس جامعة أم درمان الاسلامية 1976 -1982م، ورئيس مجلس إدارة دار الصحافة للطباعة والنشر 1977-1982م، وترأس تحرير مجلة الوادي (عن دار الصحافة وروز اليوسف) 1979م-1982م، ثمَّ تمَّ منحه وسام العلم والآداب والفنون عام 1979م، وعمل مديرًا لمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية عام 1988م، ورئيس مجلس جامعة الخرطوم 1990-1994م.

في عام ١٩٩٣ منحته جمهورية مصر العربية وسام العلم من الدرجة الأولى، وشغل منصب مدير جامعة أم درمان الأهلية 1996م.

  • له عدد كبير من الكتب والأبحاث، أبرزها:

    ١/ موسوعة الثقافة الإسلامية.

    ٢/ موسوعة القبائل والأنساب في السودان.

    ٣/ قاموس اللهجة العامية في السودان.

    وعدد كثير من المراجع والكتب التي أثرى بها المكتبة العربية والإسلامية.

    ومن الشعراء الشاعر الكبير بازرعة – رحمه الله -، ولد حسين بازرعة في عام ١٩٣٤ بمدينة سنكات بولاية البحر الأحمر بالسودان، وهو حسين بن محمد سعيد بازرعة، و(بازرعة) اسم عائلي أصله من حضرموت.

    وكثيرًا ما يكتب بازرعة عن تجاربه الذاتية في الحياة. فقصيدة (قصتنا) تعبر عن تجربة عاطفية لم يكتب لها النجاح، بل إنها أدت به إلى رحيله إلى المهجر، حيث الشعور بالاغتراب والحنين للوطن وللحب الذي ولى، فيقول مخاطبًا الطيور المهاجرة التي تمر فوق سمائه:

كل طائر مرتحل

عبر البحر قاصد الأهل

حملته أشواقي الدفيقة

ليك ياحبيبي للوطن

لترابه.. لشطآنه للدار الوريقة

هل تصدق تنـتهي قصتنا يا أجمل حقيقة

نحن عشناها بدموعنا وبالضنى في كل دقيقة

 كما شكلت القضايا العربية أحد المحاور الأساسية في شعره؛ فكتب أشعارًا تدعو إلى الوحدة العربية، ومساندة المقاومة الفلسطينية، ومن تلك الأشعار قصيدة ألَّفها بمناسبة الذكرى الأربعين للانتفاضة الفلسطينية بعنوان (عرس الأربعين).

وتركز إنتاجه الأدبي في القصائد الغنائية، التي يتغنى بها فنانو الطرب والغناء في السودان، وفي مقدمتهم الفنان عثمان حسين – رحمه الله – الذي ربطته ببازرعة علاقة صداقة قوية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، وكتب بازرعة غالب أغنيات عثمان حسين الشهيرة. وتعد قصيدته (القبلة السكرى) هي أول قصيدة له تم تلحينها والتغني بها من قبل عثمان حسين، وقد نظمها بازرعة عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية؛ ليشارك بها في مسابقة للقصيدة الغنائية السودانية، نظَّمتْها مجلة «هنا أم درمان» السودانية، التي كانت تنشر أشعارًا يتهافت عليها المغنون السودانيون. وقد فازت القصيدة في المسابقة، وتمكن الفنان عثمان حسين من الفوز بها ليلحنها، فيقدّمها أغنية لجمهوره نالت شهرة فيما بعد. تقول بعض أبيات القصيدة:

وقطرات الندى الرقراق.. تعلو هامــة الزهد

والحان الهزار الطلــق.. فـوق خمـائل النهر

ولما ينقضى اللــيل.. وينـعس ساقـي الخمر

يرف الضوء كالحلم.. يسكـب خـمـرة الفجـر

اتذكري قبلتي والليل.. يـروي طلعــة البـدر

كيف اناملى الحيرى.. تداعب خصلة الشـعـر

إن أنسى ما أنسى

ذكراك يا سلمى

في وكرنا المهجور

والصمت قد عمّ

تحلو لنا الشكوى

والحب والنجوى

وقبل عودته إلى السودان كتب شعرًا عن شَقَّته في جدة، التي قرَّرت سلطات البلدية هدمها:

غدًا أقول وداعًا شقة العمر

على صدى من قرار غير منتظر

أتى النذير بلا وعيد ليخبرني

رحيلك ما أقساه من خبر

حقًّا أودع دارًا حبه الأثر

تموج بالروح والإيناس والذكر

قضيت شرخ شبابي بين أضلعها

وبين أركانها أودعت مدخري

وللشاعر الكبير – رحمه الله – عدد من دواوين الشعر، صدر منها:

البراعم وسقط المتاع، حسب إفادات حفيده صديقي الأستاذ علي بازرعة.

وبرز في مجال الفن والغناء الأستاذ الطيب عبدالله أحمد الذبحاني، من مواليد مدينة شندي العريقة، عام 1941م، شمال الخرطوم، وهو مطرب وشاعر وملحن سوداني، من أصل يماني، مشهور ذاع صيته وبزغ نجمه عاليًا منذ بداياته الأولى في الستينيات في سماء الطرب إبَّان العصر الذهبي للغناء والفن السوداني.

اشتهر الأستاذ الطيب عبدالله بعذوبة صوته ذي الطابع الحزين، وتمكنه من امتلاك القرار والجواب في الأداء الغنائي، وانتقاء الكلمات الرقيقة البالغة الحساسية. وقد أجمع الكثيرون من معجبيه على أنه فنان استماع بالدرجة الأولى.

    نشأ الذبحاني وترعرع في مدينة شندي، لأب يمني، هو المرحوم عبدالله أحمد الذبحاني، وكان تاجرًا قد قدم من اليمن من لواء تعز، من قبيلة ذبحان من منطقة التربة الحجرية المعروفة؛ ليستقر في مدينة شندي بالسودان في أوائل العشرينيات، وتزوج من شقيقة أخواله “التيمان”، وهم شركاؤه في التجارة من قبيلة الجعليين الزيداب.

توفي والده وهو صغير السن في عام 1948م بشندي ودفن بها، وكان أخوه الأكبر سليمان بمثابة الراعي الأول له؛ ليواصل تعليمه، ويتخرج في معهد التربية بشندي؛ كي يعمل في مجال التدريس، وكان ذلك في أواخر الخمسينيات، وكان له اهتمام بالأدب والتراث العربي القديم، وقد حفظ منه الكثير، وكانت موهبته الواعدة في الغناء قد بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ؛ إذ كان قد أتقن حينها العزف على العود، وجذب بصوته الرائع إعجاب الكثير من الناس في مدينة شندي. وكان أهم ما تميز به هو وضوح مخارج الحروف العربية، والنطق السليم لها، وكان شقيقه الأكبر سليمان والأصغر عوض وأخواته وأقرباؤه قد شجعوه كثيرًا واهتموا به، وتوقعوا له أن يصبح فنانًا كبيرًا. وقد تعلم العزف على آلة العود على يد ابن خالته الفنان الخاتم الطيب، مكوّن الثنائي الغنائي (ختم وحسن).

وتعد أسرته أسرة فنية مترعة بالفنون؛ إذ تحتضن كذلك ابن خاله الدرامي الراحل سليمان حسين (جحا)، الذي جسد شخصية جحا ببرامج الأطفال، وأيضًا ابن أخته بريقع.

شارك للمرة الأولى بوصلة غنائية في حفلة بمسرح السينما بمدينة شندي في أوائل الستينيات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يراه مسؤولون كبار من لجنة إجازة الأصوات، الذين حضروا من إذاعة أم درمان بالخرطوم، وأبدوا إعجابهم الشديد به، ودعوه للحضور إلى إذاعة أم درمان، واهتم به أحد كبار رجال الدولة والسياسة في الحكومة السودانية آنذاك، وهو الدكتور إدريس البنا، الذي كان رئيسًا لمجلس رأس الدولة في منتصف الثمانينيات، ولطالما ذكر الفنان الطيب عبدالله أنه كان الأب الروحي له؛ إذ قدَّمه للأوساط الفنية المرموقة كفنان قادم وجاهز للعطاء، لا لصقل الموهبة، وتفاجأ الطيب عبدالله عند ذهابه للأستوديو لأول مرة، عندما تصور بأنه سوف يخضع لامتحان من لجنة الأصوات ليفاجأه أعضاء اللجنة أنه قد تمَّ اعتماده كفنان من الدرجة الأولى مسبقًا وأنه مطلوب منه أن يبدأ فورًا بتسجيل أولى أغنياته، وهي أغنية (أماني) من كلماته وألحانه، وكان مطلعها:

كيف هان عليك يا حبيب تسلاني.. وتنسى عطفي عليك وحناني.. سيب الخصام وتعال صافيني يا حبيبي الدنيا أماني..

وقد لاقت الأغنية قبولًا فاق كل التكهنات والتقديرات، وأصبحت تذاع مراتٍ عدَّة في اليوم الواحد؛ وذلك لما كان يتمتع به المذياع – الراديو- كوسيلة إعلامية قوية في ذلك الوقت. وبرز الفنان الطيب عبدالله فنَّانًا ذا حس فني عال، وفي زمن قياسي، مما جعله يحترف الغناء. وبالرغم من أنه كان يكتب ويلحن أغانيه لكنَّ كبار الشعراء كانوا قد عرضوا عليه أشعارهم، وقدم منها الكثير. استمر الطيب عبدالله في تقديم روائعه الفنية الخالدة للجمهور، فأصبح نجمًا ساطعًا في عالم الغناء السوداني.

أغنية يافتاتي:

 جذبته ذات مرة القصيدة الرائعة بالعربية الفصحى – ذات الفراء (والتي عرفت بأغنية يا فتاتي) لأحد الشعراء السودانيين الكبار، وهو الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي، تضمنت القصيدة الحالة النفسية التي انتابت الشاعر، الذي كان بالقاهرة ذات يوم، عندما همَّ بمغازلة امرأة قبطية جميلة تمشي على الطريق، فما كان منها إلَّا أنْ عيَّرتْه بسواد لونه، قائلة له: عليك أن تمد لحافك على قد رجليك…

 فما كان من الشاعر إلا أن قال: يا فتاتي ما للهوى بلد..

كل قلب في الحب يبترد وانا ما خلقت في وطن في حماه الحب مضطهد..

 فلماذا أراك ثائرة وعلام السباب يضطرد..

 أَلِأَنَّ السواد يغمرني..

ليس لي فيه يا فتاة يد..

قام الطيب عبدالله بتلحين هذه القصيدة وتسجيلها في الإذاعة، واختار مُوَشَّحًا يقدمه قبل الأغنية للشاعر العباسي الكبير بالفصحى أيضًا وهو – فارقتها والشعر في لون الدجى – فلاقت رواجًا لم يتصوَّرْهُ الكثير من الناس؛ إذ أصبحت واحدة من أهم أغاني الطيب عبدالله وأشهرها..

من المفارقات العجيبة لهذه الأغنية أنه في عام 1970 كان العقيد معمر القذافي قد حضر في زيارة رسمية إلى السودان، ويلتقي أيضًا بالرئيسين: جعفر النميري، وجمال عبد الناصر، وأثناء حفل الغداء طلب أن يحضر الطيب عبدالله ليغني له أغنية (يا فتاتي)؛ لأنه أحب هذه الأغنية جدًا، ولم يكن للفنان الطيب عبدالله هاتف بالمنزل، فتم إذاعة الخبر على الهواء في الراديو حوالي الساعة الثانية ظهرًا وجاء فيه (المرجو من الفنان الطيب عبدالله التوجه إلى القصر الجمهوري فورًا)..

لم يعرف الطيب عبدالله سبب استدعائه، وخشي ما خشي، إلى أن حضر وسلَّم على الرؤساء الثلاثة، ووجد الأوركسترا في انتظاره؛ لكي يغني أغنية العقيد القذافي المفضلة (يافتاتي)!

التقى الطيب عبدالله في القاهرة عام 1969 بالملحن المصري المعروف محمد الموجي، واستمع إليه وأعجب بصوته جدًا، وذكر أن الموجى اضطر إلى أن يلغي ارتباطاته كلها في ذلك اليوم مع الفنانين الذين كانوا في انتظاره، وقال لهم: لقد جاءنا صوت شجي، وحنين من جنوب الوادي، يمتلك إمكانيات هائلة. وكانت هناك فكرة وهي أن يغني الطيب عبدالله بما عرف بالسُّلَّم السباعي أو الربع، إلَّا أنَّ الموسيقار الموجي كان قد نصح الطيب عبدالله بالبقاء على مقام الفن السوداني المعروف بالخماسي، وأنه لا حاجة له للغناء بغيره لطالما عنصر الإبداع متوفر فيه وبغزارة.