دراسات
أ.د. محمد بن هاوي باوزير
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 33 .. ص 63
رابط العدد 33 : اضغط هنا
المسجد أو الجامع هو دار عبادة المسلمين، تقام فيه الصلوات الخمس المفروضة وغيرها، وسمي مسجدًا لأنه مكان للسجود لله، ويطلق على المسجد أيضًا اسم جامع، وخاصة إذا كان كبيرًا، وفي الغالب يطلق اسم (الجامع) لمن يجمع الناس لأداء صلاة الجمعة فيه، فكل جامع مسجد وليس كل مسجد بجامع.
وجامع هو اسم علم مذكر من أصل عربي، وهو اسم الفاعل من الفعل جمع، الذي يجمع الناس لغرض ما، والجامع اسم مكان لمسجد الجامع الكبير، الذي تُؤدَّى فيه صلاة الجمعة، والجامع كذلك يوم الجمعة، وفي أبسط تعريف هو مسجد تقام فيه شعائر صلاة الجمعة، وسمي جامعًا لأن الناس تجتمع فيه.
كما ورد اسم الله الجامع في الكتاب والسنة، قال تعالى: (رَبَّنَا إنَّكَ جَامِعُ للنَّاسِ ليومٍ لا رَيْبَ فيهِ إنَّ اللهَ لا يُخلِفُ المِيعَاد) [آل عمران:9]، وقال تعالى:(اللهُ لا إلهَ إلا هو لَيَجْمَعَـنَّكُم إلى يَومِ القِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ ومَنْ أَصدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا) [النساء:87].
وبالرجوع أيضًا إلى الحضارة الإسلامية، وخاصة في بداياتها نجد أن هناك صلة بين الجامع والتعليم، أو الجامع والمدرسة أو الزوايا، والكتاتيب أو المعلامة- العُلمة، وكثيرًا ما نجد في الحضارة الإسلامية، الجامع وتتبعه مدرسة، فالجامع لإداء شعائر الصلاة وخطبة الجمعة، والمدرسة تستهدف التعليم. بل في جو البساطة الذي أحاط بالدولة الإسلامية، في مرحلة النشأة، كان المسجد أو الجامع هو المؤسسة الوحيدة التي عرفها المسلمون، واستوعب نشاطهم المتعدد الأوجه، فهو المسجد الجامع لأداء شعائر الصلاة، وهو دار القضاء، الذي يجلس فيه القضاة للحكم بين الناس بما أنزل الله، وهو مقر الحكومة، وهو دار العلم، الذي يتلقَّى بين جوانبه المعلمون والمتعلمون وغير ذلك. وباتساع الدولة الإسلامية وازدياد مهامها، وارتباطها بالحضارات الأخرى، أدى ذلك إلى مولد مؤسسات أخرى، مما خفَّف العبء عن المساجد أو الجوامع، بل أخذت تتفرغ للمهام الدينية الأساسية التي ارتبطت بها وأقيمت من أجلها.
يعد جامع غيل باوزير أول مسجد في المنطقة، ويمثل اللبنة الأولى لتأسيس المدينة، وبالتالي فهو أحد أهم المعالم الدينية التراثية الباقية في مدينة غيل باوزير، والجامع هو من المباني الصغيرة، التي مرت بمراحل متعددة من التطور في البناء والتوسع منذ عام (706ه/ 1306م)، وهو يشغل مكانة كبيرة في نفوس أهل غيل باوزير وضواحيها؛ لارتباطه باسم صاحبه الفقيه الشيخ عبدالرحيم بن عمر بن محمد بن سالم باوزير. وسنتناول في هذه الوريقات المتواضعة إبراز أهمية أول مسجد جامع في الغيل، والموقع التاريخي التراثي الذي شهد مراحل بناء هذا الجامع وتطوُّره وتوسُّعه، فضلًا عن دلالاته الرمزية، وهو تأكيد لتاريخ الغيل وهُوِيَّتها وتراثها، بالإضافة إلى دور هذا الجامع الواقع بجوار منزل الشيخ عبدالرحيم بن عمر (كجامع ومدرسة)، واهتمامه بالعلم والمعرفة؛ إذ أسس فيه مدرسة لأبنائه وأحفاده، بل جعلها لمن يرغب بالتعليم من أبناء المنطقة.
أمَّا بالنسبة لرمزية جامع غيل باوزير وخاصة بقعة الأرض التي قامت عليه مسجد الجامع بصورته الصغيرة البسيطة وصولًا إلى ما وصل من تطور وتوسع، ليشكل بذلك معلمًا دينيًّا تاريخيًّا تراثيًّا قائمًا حتى اليوم، فعلى الرغم من حداثة مبنى الجامع اليوم (تم الانتهاء من آخر توسع له في شوال 1393ه وسبق ذلك بناء منارة طويلة على الطراز الحديث، وهي المنارة التي تعرَّضت للهدم تحت مبرر أنها آيلة للسقوط، وهو ما ثبت عكس ذلك أثناء الهدم)، ورغم حداثة مبنى الجامع لكن الجانب التراثي التاريخي يكمن في الموقع الذي بُنِي فيه الجامع ومنزل الشيخ عبدالرحيم بن عمر باوزير، باعتبار أن هذا الموقع شهد بداية ميلاد مدينة غيل باوزير، الواقع غربًا (الموقع حاليًّا يعرف بالكوم)، وهي حارة حافة تقع في الناحية الغربية من المدينة. وهكذا كان الشيخ عبدالرحيم المؤسس، بل كان من أبرز رجال العلم والتصوف، ومنذ تأسيس المدينة كان فيها المرشد المعلم والقانت والعابد.
إن كل ما تقدم من أمر بالغ الأهمية لو كان في بلد عربي أو إسلامي لوجدناهم قد أَوْلَوْهُ الاهتمام، ووضعوه في قوائمهم التراثية، بل وضعوا في ذلك الموقع لوحة تعريفية مؤرَّخة بــ(706ه/ 1306م) لأنه غدا الموقع الصالح لإقامة الشيخ عبدالرحيم عمر باوزير ولذريته، وبها بني منزله (أول منزل بالغيل)، ثم شيَّد مسجده المعروف بالجامع، وحفر له بئرًا استخدمت لخدمة المسجد، ولعلها أول بئر تحفر في الغيل، ومن ثم شق جدولًا مائيًّا (معيان)، ومدَّه إلى مكان غرب المدينة يُعرَف باسم (هابط العمل) وجنوبها؛ ليروي بها المساحات المستحدثة، أي الأراضي الزراعية والنخيل، ويعـد هذا الجدول المائي أو المعيان الأول، الذي تمَّ شقّه في الغيل، ثم تلاه معايينُ أخرى، وكان ذلك بداية النهضة الزراعية في الغيل، كأساس اقتصادي، ومصدر دخل للأهالي.
تلك هي رمزية الجامع في المؤسس والمُعلّم الأول في الغيل، وهو أول من وضع حجر الأساس لتأسيس مدينة مهمة في ساحل حضرموت، طابعها الاقتصادي الزراعة، اقترنت باسمه (غيل باوزير)، كما ذكر الباحث عبدالله حداد في كتابه تاريخ مساجد الشحر أن الشيخ كان يتردد على الشحر للحصول على ما يحتاجه في البناء وحفر الآبار وشق الجداول وكل ما يحتاجه لمدينته الغيل، وقيل إنه أسس مسجده الصغير في تلك الفترة (مسجد عبدالرحيم باوزير) في الطرف الجنوبي لحي الخور، الذي عُرف في وقتٍ قريبٍ ربما القرن9ه بحي الحوطة، وجواره مقبرة عبدالرحيم أو الخور.
ألا يكفي أن نجعل من هذه البقعة أو الموقع (موقعًا تاريخيًّا)، وندخله ضمن قائمة التراث الحضرمي، شأنها شأن أي موقع حضرمي، ضمن قوائم التراث في فروع الهيئة العامة للتراث والمتاحف، وبالتالي يجب أن تنصب في مثل هذه المواقع التاريخية الحضرمية، اللوحات التعريفية؛ حتى يتمكن الزُّوَّار، بل الأجيال الحاضرة والمستقبلية في بلادنا من التعرف على تاريخ بلادهم وتراثهم الحضرمي الفريد، ومثل ذلك ينطبق على جامع الغيل وموقعه والمساحة الملاصقة له (الواقعة حاليًّا بينه وبين مسجد الرباط)، وما تشهده من عادات وتقاليد تراثية جميلة في بعض المناسبات الدينية كالأعياد وغيرها، علمًا أننا نجد مثل ذلك منتشرًا في مناطق كثيرة من حضرموت، بل وفي البلاد العربية.
المعروف أن غيل باوزير وحضرموت عامة لهم عادات وتقاليد في شهر رمضان المباركن ابتداء من ثبوت هلال رمضان والترحيب بالشهر الفضيل، وعادات الأطفال قبيل اذان المغرب، والختامي أو ختم المساجدن التي تبدأ قبيل النصف من شهر رمضان، والمطبّل (المسحَّراتي). أيضًا للعيد عاداتها وتقاليدها وسنوجزها في السياق الآتي:
من المعروف منذ تأسيس مدينة غيل باوزير أن العيد ومراسيمها وخاصة في يومها الأول مرتبط ارتباطًا وثيقًا بجامع البلاد، وهو المسجد الوحيد الذي يحمل اسم الجامع، بل هو الجامع الوحيد الذي يجتمع الناس فيه لأداء صلاه الجمعة لفترة طويلة من الزمن، تقريبًا حتى سبعينيات القرن العشرين، ونظرًا للتوسع العمراني والسكاني ظهرت الحاجة لضرورة وجود مساجد أخرى إلى جانب الجامع لأداء صلاة الجمعة، وكلها تحمل أسماء مختلفة، كمسجد ذهبان، وباحميد، وباهارون، ومعيان الشيخ، والتقوى وغيرها من المساجد، ورغم ذلك ظل اسم الجامع علامة بارزة مميزة بل فارقة تخص جامع البلاد الأول.
تشهد مدينة غيل وضواحيها ابتداء من أول أيام العيد (الفطر أو الأضحى) مراسيم احتفالية تراثية؛ إذ يتجه الكثير من أهالي البلدة إلى مسجد (الجامع) لأداء صلاة العيد والاستماع لخطبتها (وحاليًّا يتجه البعض الآخر من الأهالي إلى مصلّات العيد أو مساجد أخرى)، ورغم ذلك هم يلتقون في موقع الزينة بجوار الجامع للعواد، ولتسوق أبنائهم من بسطات الزينة، ويبدو أن مدينة الغيل وبعض ضواحيها كالنقعة هي المنطقة الوحيدة في حضرموت التي تقام فيها (الزينة) بجانب جامعها العتيق. وبعد الانتهاء من صلاة العيد، يقوم الحاضرون بأداء التحية والسلام على بعضهم البعض (العواد)، بل يحصل هذا الأمر خارج الجامع في الساحة الملاصقة له (ساحة الزينة)، وهناك أيضًا يتجمع المشائخ آل باوزير وجموع كبيرة من أهالي الغيل، وكذا العسكر والعبيد، كل في شريحته وحسب طبقته الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها التراثية للبدء بالمراسيم الاحتفالية العيدية.
ويبدأ تحركهم في موكب احتفالي تراثي مهيب، يتقدمه المشائخ آل باوزير، أحفاد الشيخ عبدالرحيم بن عمر باوزير، مؤسس الجامع ومدينة الغيل، ذلك الموكب المعروف (بالزّف)، ويليهم العسكر من أهالي الغيل وهم من أصول يافعية، (باعتبار أنهم ممثلو السلطة القعيطية آنذاك)، يليهم مباشرة زامل العبيد (وهؤلاء أيضًا كانوا في خدمة الدولة القعيطية).
ويتحرك هذا الموكب الاحتفالي التراثي الثلاثي من أمام جامع الغيل الرئيس في الطريق العام (الصرك)، ومن متقدمي الموكب والمشاركين من أعيان البلدة، والمناصب من آل باوزير وقائم الغيل (قائم مقام السلطان) وغيرهم.
وفي مفترق الطريق يتجه زف المشائخ آل باوزير إلى دار الحضرة (تعرف الحضرة بأنها اجتماع الناس ساعة ذكر الله والصلاة وقراءة مولد محمد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، وإلى قبَّة (مول الجيش)، وهو ضريح أحد أحفاد مؤسس غيل باوزير، من أجل التجمُّع وقراءة الفاتحة. أمَّا بقية الموكب الاحتفالي التراثي فيواصل سيرَه برقصة المرفع والزامل حتى الوصول إلى أمام رقَّة أو ساحة الحصن الأزهر المعروف الآن، بالمدرسة الوسطى. (هذا المبنى هو سكن الحكم ومقرّه لحاكم المدينة منصر عبدالله بن عمر القعيطي، وقد شرع في بنائه عام 1883م، تحت إشراف مهندسٍ معماريٍّ هنديٍّ).
وبعد الانتهاء من رقصاتهم الفرائحية الصباحية بمناسبة اليوم الأول من العيد، يدخل الكثير من المواطنين وخاصة الشخصيات الاجتماعية إلى الحصن ليقدِّموا التهاني للقائم بمناسبة العيد. كما تقام عصرًا بالقرب من الحصن البرعة، وهي من الرقصات الشعبية اليافعية، وحاليًّا ما تزال البرعة قائمة لبضعة أيام عصرًا، ولكن بشكل أخر دون أي رقصات، أي غدت كتجمع للأطفال وذويهم، والتسوق من بسطات الباعة لشراء الألعاب والحلويات وغير ذلك.
يقول الشاعر الشيخ مبارك العبد باهمز عن هذه العادات التراثية:
الصبح مرفع وزينه هاجر وطاسه حنينه
وذبحوا المنيحة السمينة ماهي ركيكة وعظمان
وعِبيد دولة وعسكر معهم بنادق وخنجر
مِلّقين شالات وعُصَر ولقوا عالرأس رمان
والعِصّر يلقّون برعة ماشي غناء غير فقعة
يأتون من كل بُقعة عسكر يوافع وعبدان
في اليوم الثاني من العيد يذهب أهالي الغيل وضواحيها إلى النقعة (نقعة أحمد: نسبةً إلى أوَّل مَنْ سكنها، وهو الشيخ أحمد بن محمد بن سعيد باوزير، صاحب الضريح الذي كانت تقام له زيارة النقعة المشهورة عند البدو والحضر لعدة أيام- سادت ثم بادت). وذهاب أهالي الغيل إلى النقعة ثاني أيام العيد صباحًا، ويطلق عليها زيارة (شيخنا جيناك)؛ لغرض معاودة المشائخ أهل النقعة، (وسابقًا زيارة لبعض الأضرحة الآن انقرضت)، وفي هذا اليوم تقام السوق للتسوق وشراء الألعاب والحلويات والمكسرات وغيرها (كما هو الحال في اليوم الأول من العيد أمام جامع غيل باوزير)، كما يشهد هذا اليوم زف آل باوزير مشائخ النقعة، وكذا بعض الألعاب الشعبية كالمرزحة، التي يقوم بها أهل القارة، وهي رقصة ما تزال تقام حتى اليوم في عواد النقعة، وتسير بحركة بطيئة، تتخللها الأغاني والأهازيج، حتى تصل إلى بيت المنصب من آل باوزير، ودخولهم البيت لتناول القهوة وتقديم التهاني والعواد بالعيد للحاضرين.
وفي ثالث أيام العيد يقام عواد منطقة الصداع صباحًا في منزل الشيخ عمر بادباه، وذلك من خلال بعض الشخصيات الدينية والاجتماعية، وخاصة من منطقة القارة، والجدير بالذكر أن هذه المناسبة لغرض العواد فقط دون أن يصاحبها الرقصات الشعبية والتسوق كما هو الحال في اليوم الأول والثاني من العيد.. هذه هي غيل باوزير وضواحيها، كانت لها عوائد تراثية جميلة، ولا يزال أثرها باقيًّا ويقام حتى اليوم وخاصة يوم الزينة التراثي أمام الجامع رغم خُلوِّه (حاليًّا) من الزف والمرفع، مع بقاء عادة التسوق والعواد وتبادل التهاني بالعيد، أما أهل النقعة فما يزالون محافظين على زف المشائخ آل باوزير وبعض الألعاب الشعبية، بالإضافة إلى المراسيم الاحتفالية في ثاني أيام العيد صباحًا والمعروفة بـ(شيخنا جيناك). ونختم بقول الشاعر محمد أحمد بن هاوي باوزير (بو سراجين) في آخر قصيدة له يتغنى بأرض أجداده (سلام لك يالغيل- قالها في سبتمبر1997م):
سلام لك يالغيل يانعم المحلة والمقر فيك الهوى المتقون فيك الماء والظل والظليل
يا أرض قشمر والعطيشي هيج نعمك لا هدر وعيال بن حميد مع سوّاد لي مالهم مثيل
والدي واجدادي بنوا عاساس ماكن بالحجر واليوم فيها طاب لي المسمر وقد طاب المقيل
وجينا من بعدهم عانسير ونقص الأثر ومن بعدنا الأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل
ياحضرموت الرسم والآثار حيته ما اندثر أرض الحضارة والثقافة معدن الفن الأصيل.
وعن منارة الجامع بالغيل فقد تم هدمها تحت مبرّر أنها آيلة للسقوط، ولكن اتضح عكس ذلك أثناء محاولة الهدم.. لذلك مَنْ قام بهدمها لماذا لا يعيد بناءها بجوار المسجد.
أما الناحية التعليمية فقد شهدت المدينة حراكًا تعليميًّا بارزًا؛ إذ كانت قبلة العلم والمعرفة منذ تأسيسها، ولعل المنطقة التعليمية بالصالحية شاهدٌ على ذلك، كأول منطقة تعليمية في عموم حضرموت في عهد السلطان صالح، وهذه بحاجة إلى لوحة تعريفية في مكان ما بالقرب من مجمع المؤسسات التعليمية بالصالحية. ولا شك أن ذلك من مهام السلطات المحلية والمجتمع المدني، خاصة أنصار التراث من شباب المدينة.
وأخيرًا يجب التنويه إلى أن اهتمامنا بكل ما تقدم من الحفاظ على العادات والتقاليد، والحفاظ على معالمنا المعمارية الدينية، بهدف الحفاظ عليها كتراث مادي أو غير مادي؛ لأنها المرآة التي تعكس تاريخ المدينة وتراثها.. وليس الهدف هو العودة إلى زيارة الأضرحة والقبور والتضرع والتقرب لها كما يدّعي أو يعتقد البعض، علمًا أن أهالي المدينة وخاصة الأجيال الحاضرة لم يتعاطوا مثل ذلك التي تخلوا عنها منذ فترة طويلة.. ورغم ذلك تعرض تراث مدينة الغيل المادي وغير المادي للعبث والطمس في حين أن غالب مناطق حضرموت لم تتعرض لأي اعتداء لمعالمها المعمارية الدينية وكذا تراثها غير المادي.. وهذا يجعلنا نتساءل، لماذا الغيل كانت أكثر المدن الحضرمية ضررًا؟؟؟ الله غالب.
أ.د. محمد بن هاوي باوزير .. أستاذ التاريخ القديم