مِن أخْبَارِ الشَّيْخِ المَكّي: سَعِيْد بن صِدِّيق جَان بِحَضْرَمَوْت – 1

شخصيات

محسن علوي أبوبكر باعلوي


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 33 .. ص 85

رابط العدد 33 : اضغط هنا


مُقدِّمَة:

    الحَمْدُ للهِ الواحدِ المَنَّان، خالقِ الإنسِ والجَان، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِ وَلَدِ عَدْنَان، المَبْعوثِ رَحْمَةً للأكْوَان، وعَلَى آلِهِ الطَّاهِرينَ، وصَحْبِهِ الأعْيَان، والتَّابعينَ لهمْ بإحْسَانٍ عَلَى مَدَى الدُّهُورِ، وكَرِّ الأزْمَان.

    وبَعْدُ: فهذهِ جُملةٌ مِن أخْبَارِ شَيْخِ شُيُوخِنا: الشَّيْخِ سَعِيد بن صِدِّيق جَان، سَمَّيتُهَا: (سَلَّةَ المُرْجَان في جمعِ بَعْضِ أخْبَارِ الشَّيْخِ سَعِيد جَان)، وأسألُ اللهَ أنْ ينفعَ بِهَا القاصِي والدَّان؛ إنَّه جوادٌ كريمٌ واسعُ الجُودِ والرَّحْمَةِ والرِّضْوان.

     وهذا أوانُ الشُّروعِ في المَقْصُود.

*اسمُهُ:

هو الشَّيْخ سَعِيد بن صِدِّيق بن مُحَمَّد سَعِيد بن جان السُّليمَاني.

*أصُولُهُ:

    أصوله من تركيا كما أخبرني بذلك بعضُ أحفاده نقلاً عن أمهِ، ابنة الشَّيخ سعيد جان، وقال نقلًا عنها: إنَّ له بعض الأقارب في بلدة إستانبول التُّركية، ولا يزال بعض أقاربه هناك إلى يومنا هذا.

    قلت: ومن خلال البحث في الويكيبيديا تبيَّن أنَّ كلمة (جان) تُكتب باللغة التركية (can)، وهو اسم ولقب تركي وأذربيجاني وشركسي شائع، ويعني الروح أو الحياة.

*نِسْبتُهُ:

    يُنسب الشَّيخ سعيد إلى السُّليماني، ويحتمل أن تكون هذه النسبة إلى مكان؛ فإنه يوجد بمكة حي يشرف على مقبرة المَعْلاة يقال له حي السليمانية (1)، وقد تكون النسبة إلى شخص.

    وينسب نفسه في توقيعاته إلى مكَّة، فيكتب: (سَعِيد بن صدِّيق جَان المَكّي الحَنَفي)، ونَسَبَه شيخُنا المُؤرخ عبد الرَّحمن بكير في (إنباء الرواة) إلى حضرموت بالإضافة إلى مكة، فقال: (الشَّيْخ سَعِيد صدِّيق بن مُحَمَّد جان المَكّي الحضْرَمي)(2)، ونسبته إلى حضرموت هي باعتبار النزول والتَّديّر، والإقامة.

    وأحيانًا ينسب نفسه إلى طريقته، فيكتب السليماني النقشبندي.

*مَن اشتهرَ مِنْ أُسْرَةِ الشَّيْخ سَعِيد جَان:

1-جدُّه الشَّيخ جان السُّليماني النقشبندي (ت 1267هـ):

    العالم الفاضل، الناسك العابد، جاء في كتاب (المُختصر من كتاب نشر النُّور والزّهر) ما نصه: (الشيخ جان السُّليماني، نزيل البلد الحرام، الحنفي النقشبندي، قدم مكة المشرفة وتوطنها، وكثر مريدوه، وكان على قدم ثابت من الصلاح، ملازمًا على العبادة والطاعة، وإرشاد المريدين، وبيان إسناد سلسلته في الطريقة النقشبندية، ذكره تلميذه العلامة السيد محمد قاوقجي دفين المَعْلاة في بعض تصانيفه، وأفاد بعض أفاضل المؤرخين من المكيين بأن المُترجَم توفي بمكة المعظمة، سنة سبع وستين ومائتين وألف، ودفن بالمعلاة بجانب ضريح سيدنا عبد الرَّحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق – رضي الله تعالى عنهما – . انتهى، قلت: وخلَّف ابنه الشيخ محمد سعيد جان)اهـ (3).

2-الشَّيْخ مُحَمَّد سَعِيد جَان المَكِّي:

    واسمُه سعيد وذكْرُ محمدٍ للتبرك، ذَكَرَه في (المُختصر من كتاب نشر النُّور والزّهر) في ترجمة والده الشَّيْخ جَان السليماني، وقال: (ثم توفي الشَّيخ مُحمَّد سعيد المذكور، وعقب ابنًا واحدًا، وهو الشَّيخ صديق)اهـ.(4).

    كذا جاء فيه، وأخبرني بعض أحفاد الشيخ سعيد جان أن للشيخ سعيد عمًّا بمكة يسمى عليًّا خلف ابنين، هما محمد وصالح يعيشان بمكة(5).

    وجاء في بعض التراجم: (وخلف المترجَم – يعني الشيخ جان السليماني – ابنه الشيخ محمد سعيد جان؛ إلا أنه كان مترفهًا مداخلًا للناس، وأما والده فقد كان متقشّفًا ذا خمول).

3-الشَّيْخ صدِّيق بن مُحمَّد سَعِيد جان المَكّي:

    والد صاحب الترجمة، ذكر في (المُختصر من كتاب نشر النُّور والزّهر)، وقد سبق النقل منه قريبًا.

*مَذْهبُهُ وطَرِيقتُهُ:

    مذهب الشيخ سعيد جان حنفي – على مذهب الإمام أبي حنيفة النُعمان بن ثابت الكُوفي، (ت:150هـ) -، وهو ينسب نفسه إلى مذهبه في توقيعاته، فيكتب: (سعيد بن صديق جان المكي الحنفي) كما سبق، وتارة يكتب: (الحنفي المكي)، وفي فتاويه ينقل من كتب الأحناف، وكتبَ للسَّيد العلامة محسن أبي نُمي، (ت:1379هـ) الكتب المعتمدة الفقهية في مذهب أبي حنيفة(6)، وقد اطلعت على فتوى له سُئل فيها عن مسألة، قال السائل في آخر سؤاله: (أفيدونا بما يوافق أي مذهب من المذاهب الأربعة خصوصًا مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان).

    وأما طريقته فهو على الطريقة النقشبندية؛ وهي إحدى الطرق الصوفية منسوبة إلى الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند، (ت 791هـ)، وهذه الطريقة انتشرت في الهند، ومصر، وإيران، وما جاورها من بلدان آسيا.

*خُرُوجُهُ مِنَ الحِجَاز، وقدومُهُ إلى حَضْرَموت:

    قال شيخُنا المُؤرخ عبد الرَّحمن بكير: (الشَّيخ سَعِيد صدِّيق جان: عالم من علماء الحجازيين، قدم إلى حضرموت وقت دخول الملك عبد العزيز آل سعود إلى الحجاز)اهـ(7).

    قلت: يعني أنه كان من العلماء الذين هربوا من الحجاز كما أخبرني شيخنا المذكور في بعض مجالسنا معه، مثله مثل الشَّيخ المحدث عمر بن حمدان المحرسي، والملك عبد العزيز دخل الحجاز في شهر ديسمبر سنة 1925م/1344هـ، والظن أن الشيخ سعيد جان قدم حضرموت في حدود سنة (1343هـ).

*سكنُهُ:

    سكن في بيت محمد بن سالم بازرعة، الواقع برع السِّدّة (حي السَّلام) بالمكلا، وهو مقابل لبيتي: باسيف، وسعيد باحاج، ثم بعد مدة تحصل على ورث من الحجاز، فاشترى به بيتًا من عوض باعوم – تاجر المواد الغذائية – بـ(80) ألف شلن، وهو مكون من أربعة طوابق، وكان يسكن هذا البيت آل باحبارة بالإيجار، فلما اشترى الشيخ سعيد البيت لم يقم بإخراِج آل باحبارة من البيت؛ بل تركهم فيه، وبقي هو في بيت بازرعة(8)، وهذا من كرمه وزهده في الدنيا، وبقي هو في بيت بازرعة إلى أن مات، وبعد موته انتقلت زوجته وابنتاه وأولادهما إلى بيته.

    ويقع البيت الذي اشتراه في (حي السلام)، مجاورًا لبيت المقدَّم أحمد بن عمر باصرة في الجهة الجنوبية الشرقية لمسجد ابن علوي، بينه وبين بيت بازرعة الذي يسكنه ثلاثة بيوت: بيت باسيف، وبيت بلحارث، وبيت المقدم باصرة.

*زواجُهُ:

    تزوج الشَّيخ سعيد جان فاطمة ابنة عمر بابعير(9)، وهي أخت صالح عمر بابعير – رحمه الله – مؤذن جامع عمر بالمكلا، ووالد الدكتور عبد الله صالح عمر بابعير، وقد أنجبت له ثلاث بنات.

    ثم تزوَّجها السَّيد علوي المحضار، ثمَّ فارقها، فتزوَّجها بعد ذلك عثمان بن إبراهيم الشيباني (العدني)، أصله من تعز، وعاش بعدن، ثم تديَّر المكلا، وخلفت له خمسة أبناء، وبنتين، وتوفيت في عقده، ودفنت في تربة يعقوب(13).

*أوصافُهُ وأخلاقُهُ(14):

كان – رحمه الله – أبيض شديد البياض، طويلًا ضخمًا، جميل الهيئة والمنظر، كثَّ اللحية تملأ عارضيه، بيضاء، على وجهه النور وملامح الطاعة، ووجهه لا هو مستدير ولا مستدق، وصوته منخفض يتكلم بهدوء، ذو لسان منطلق، وكلامه فصيح وموزون، إذا سألته يرد عليك بجواب كلامك دون زيادة، وتغلب عليه لهجة أهل مكة، ملازمًا للبس القميص، ويلبس عليه الجبة، وعمامته كبيرة ملونة من جنس عمائم أهل مكة، ويكوِّرها على طريقتهم، وأحيانًا تكون بيضاء، ويمشي بالباكورة، وبيده سبحة طويلة، وأحيانًا يحمل معه كتابًا، له هيبة عند الناس، إذا مر بين الناس قاموا له وصافحوه، ولا يحب الاختلاط بالناس، ولا كثرة الكلام، وكان رجلًا متواضعًا، يقضي حاجاته بنفسه، ورعًا زاهدًا على الحقيقة لم يحاول الاقتراب من الأمور التي توصل إلى الشهرة، مستقيم الطريقة، طيب الأخلاق، نزيهٌ متصوفٌ، يحب السادة العلويين، وله فيهم اعتقاد قوي، ومن زهده – رحمه الله – أنه لمَّا تسلَّم ورثه من الحجاز وضعه عند الصراف عبد الله عبيد بامطرف، وكان كل شهر يأخذ من هذا المال، ويرسله إلى أسر فقيرة في حضرموت، إلى أن قال له بامطرف: كيف تصرف المال، وأنت معك أسرة وبنات؟ ونصحه بأن يشتري بيتًا، وحثَّه على ذلك وكرر له النصيحة إلى أن اشترى البيت المعروف، ومع ذلك لم يسكنه إلى أن مات، إذ لم يرغب في إخراج المستأجرين منه.

    وكان – رحمه الله – على ما أخبرني جمعٌ أنَّه ضعيف السمع، يسمع بتعب؛ لكن شيخنا عبد الرَّحمن بكير ذكر أنَّه إنما كان يتظاهر بذلك، قال – رحمه الله – : (وكان كثيرًا ما يتظاهر بالصَّمم، وما هو بأصم)(15).

    وكان – رحمه الله – لديه إلمام ومتابعة بالواقع، ومعرفة بالأمور العصرية، والاختراعات المستحدثة، يشهد على ذلك كتابه: (تفسير الآيات القرآنية بالآيات الكونية)، وكذلك فتواه في التصوير الفوتوغرافي، ولمَّا وقعت حرب السويس على مصر سنة (1956م) كان يقوم في المساجد، ويقول في كلامه: (الناس في المعركة، وأنتم في المخدرة)، وكان في ذلك الوقت قد انتشرت المخادر في الأعراس(16).

*شُيُوخُهُ:

    أخذ الشيخ سعيد العلم بمكة وله بها شيوخ، ولم نقفْ على شيوخه هناك، أما شيوخه بحضرموت فالذي علمناه منهم:

    1- صهره السيد عبد الله بن طاهر الحداد، (ت:1368): ذكره الشَّيخ سعيد في كتابه (تفسير الآيات القرآنية بالآيات الكونية)، فقال: (وأتذكر هنا كلمة شيخنا الأستاذ الإمام الحبيب: عبد الله بن طاهر الحداد …) إلخ(17).

    2-الشَّيْخ المُعمَّر عُمر بن مبارك بادُبّاه، (ت:1367هـ): رحل إليه الشيخ سعيد برفقة صديقه الشَّيخ صالح العامري سنة (1358هـ)، وسأله عن بعض الأسئلة في التفسير، قال شيخنا المؤرخ عبد الرَّحمن بكير في (إنباء الرواة): (قال الشَّيخ سعيد صدِّيق بن مُحمَّد جان المَكّي الحضرمي في زيارة له للشَّيخ عُمر – يعني عمر بادباه – … بعد أن استمع لإجابات من سيدنا الشَّيخ على بعض أسئلة وجَّهها إليه بخصوص بعض آيات قرآنية: إنَّ الشيخ آية عظيمة في التفسير، والفهم فبعض المعاني التي أوردها لبعض الآيات، لم يسبق لنا سماع بها، أو اطلاع عليها؛ إنه فتح إلهي، وعلم لدني)(18).

*أصْدِقَاؤُهُ:

من أصدقاء الشَّيخ سَعِيد جَان:

    1- الشَّيْخ صالح بن مُحمَّد العامري: كان بينهما صحبة قوية كما أخبرني بذلك شيخنا عبد الرحمن بكير، وكان يذهب معه في رحلات دعوية إلى بعض المدن الحضرمية، ومن ذلك رحلتهما إلى الصداع لزيارة الشَّيخ عمر بادُبّاه، (ت:1367هـ).

    2- الشَّيخ عبد القادِر بن سَعِيد ابن علي الحَاج، (ت:1420هـ)، وقد ذكرنا ذلك في ترجمتنا له والمسماة بـ (الابتهاج)(19).

    3- الشَّيخ القاضي عوض بن عبد الله بكير، (ت: 1399هـ)، كان الشيخ سعيد كثيرًا ما يزور الشيخ عبد الله بكير في مسكنه بالحارة، وكان الشيخ عبد الله يحبه ويقدِّره(20).

    4- السيد محسن بن جعفر أبونمي، (ت:1379هـ): وللشيخ سعيد مكاتبة مع السيد محسن، أوردها السيد محسن في كتابه (سمير السفر)(21).

*الأعْمَالُ الدّعويَّة:

    عمل – رحمه الله – في مجلات دعوية عدة، منها:

    أ- التدريس: تولى – رحمه الله – التدريس في مدرسة الفلاح في المكلا، والتي افتتحها السادة آل الدباغ(22)، وقال شيخنا عبد الرحمن بكير في مذكراته: (كما تولى التدريس في المدارس الحكومية، وشبه الرسمية آنذاك)(23).

    ب- التدريس في مساجد المكلا: قال شيخنا عبد الرَّحمن بكير: (وتولَّى التدريس العام في مساجد المكلا)(23).

    ج- التدريس في المكتبة السُّلطانية: وكان يحضر دروسه بها جمعٌ من طلاب العلم(24).

    د- إلقاء المحاضرات والمواعظ في مساجد المكلا، وفي المناسبات الدينية: فكان يقوم بالنصح والتوجيه في أغلب مساجد المكلا الشهيرة؛ كمسجد عمر، ومسجد الروضة، وجامع البلاد، ويقوم بالنصح في المناسبات الدينية كالمولد، والمعراج، قال شيخنا عبد الرحمن بكير: (وكان صريحًا في خطبه ومواعظه بحذر شديد، وكثيرًا ما كان يرسل نصائحه وتوجيهاته من خلال مخاطبة الجماهير؛ ولأنه لا يعنيها إلا هي، مع بعد في الرأي)(23).

    هـ- المشاركة في إنكار المنكرات: فقد كان من الموقّعين مع مجموعة من العلماء والوجهاء على وثيقة لإزالة بعض المنكرات بالمكلا، وكان من الموقّعين عليها السيد محسن أبونمي، (ت:1379هـ) والشيخ عبد الله بكير، (ت:1399هـ)، والشيخ عوض بن سالم بلقدي، (ت:1354هـ)، وقد نشرنا الوثيقة في كتابنا (مختصر الغيث الهمي في ترجمة العلامة السيد محسن أبي نمي ص139-140.

    وكان من الموقّعين كذلك على وثيقة إنكار اليانصيب مع السيد محسن أبي نمي، (ت:1379هـ)، والقاضي علي بامخرمة، (ت:1389هـ)، والقاضي عبد الله بكير، (ت:1399هـ)، والقاضي محمد عبد الله باجنيد، (ت:1395هـ).

    و- المشاركة في احتفال المولد الكبير الذي يقيمه السُّلطان القعيطي في ساحة قصره:

    وهذا الاحتفال يقام سنويًا تقيمه وتعده لجنة خاصة تسمى (لجنة المولد الشَّريف)، ورئيس اللجنة هو الشيخ عبد الله بكير، وقد جاء في وثيقة لجنة المولد الشَّريف لعام 1379هـ/1959م، ما نصه: (عقدت لجنة المولد النبوي الشَّريف جلستها السنوية بمكتب معالي وزير السَّلطنة لترتيب الاحتفال بالمولد النبوي الشَّريف… وكان الاجتماع في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 5/ ربيع أول سنة 1379هـ/ الموافق 8/ سبتمبر 1959م، وتقرر ما يلي:

    1- خروج طلبة المدارس الحكومية للبنين حوالي الساعة الثامنة من صباح يوم 12/ ربيع أول 1379هـ بأناشيد مناسبة بالشوارع العامة.

    2- الاحتفال يكون بعد صلاة العصر الساعة 45/3 بساحة القصر كالعادة، ويبدأ بقراءة قصة المولد في الساعة 0/4 من مساء يوم 11/ ربيع أول سنة 1379هـ.

    3- قراءة قصة المولد من قبل الشَّيخ عبد الرَّحمن صالح باعشن، وجماعته في الميعاد المحدد.

    4- قراءة البرنامج من قبل الشَّيخ مسلَّم عوض بلْعلا كما يلي:

    أ- قراءة ما تيسر من القرآن الكريم من قبل الشيخ عبد الله سعيد باعنقود.

    ب- كلمة الافتتاح من قبل فضيلة الشيخ عبد الله عوض بكير.

    ج- كلمة من قبل الشيخ محمد عبد الله باجنيد.

    د- كلمة من قبل الشيخ عبد الله أحمد الناخبي.

    هـ- كلمة مندوب المعارف.

    و- كلمة من قبل عيسى مسلم بلعلا.

    ز- يختم الحفل الشيخ سعيد صديق جان.

    وفيه دليل على أنَّ الشَّيخ سعيدًا كان حيًّا في هذا الزمن وهو12/3/1379هـ.

    واطَّلعْتُ على وثيقة الاحتفال لسنة 1377هـ/1957م، والمتكلمون هم المتكلمون أنفسهم هنا، وترتيب المتكلمين مثل ترتيبهم في وثيقة 1379هـ، غير أن عدد المتكلمين ستة، وعقب بما نصه: (وإذا بقي من الوقت متسع فسيلقي الشيخ سعيد صديق جان كلمة مناسبة).

*تلاميذُهُ:

    للشيخ سعيد تلامذة كثر في مكة وفي حضرموت، فقد (كانت له دروس بالمسجد الحرام)(25) قبل نزوله إلى حضرموت، وفي المكلا درَّس في مدرسة الفلاح، وفي حلقات مسجد عمر، وممن أخذ عنه في حضرموت:

    1- الشيخ المؤرخ عبد الله بن أحمد الناخبي، (ت:1428هـ):

    قال العلامة الدكتور محمد باذيب: (وفي المكلا كان للشيخ سعيد صولات وجولات في ميادين العلم، فكانت له دروس في المكتبة السلطانية الضخمة المعروفة، وكان يحضر دروسه جمع من طلاب العلم والمعرفة، منهم: شيخنا العلامة عبد الله بن أحمد الناخبي كما أخبرني بنفسه)اهـ(26).

    2- شيخنا المؤرخ عبد الرَّحمن بن عوض بكير، (ت:1437هـ):

    قال في مذكراته: (جالسناه – يعني الشيخ سعيدًا – في مجالسه العامة، واستمعنا إليه في مجالسه الخاصة، وفي دروسه في الحلقات، رغم إننا ما كنا في ذلك السن لا ندرك إلا القليل القليل مما كان يلقيه، ومما كان يمليه، مما يريد إيصاله لمستمعيه، وإلى علية القوم من مريديه)اهـ(27).

    3- العلَّامة السيد سالم بن حفيظ بن الشَّيخ أبي بكر بن سالم، (ت:1378هـ):

    قال في ثبته: (منحة الإله ص271: اتصلت به، وكان اجتماعي به ببندر المكلا مع توجهي إلى الحرمين الشريفين، في أواخر شوال سنة (1355هـ)، وطلبت منه الإجازة فأجازني إجازة خاصة وعامة في العلوم والأعمال والدعوة إلى الله تعالى والأذكار، والأحزاب، وغير ذلك لنا ولأولادنا، وأذن أن نجيز من طلب ذلك منا).

    وأولاده الذين أجاز لهم؛ هم: محمد، وحسين، وحفيظ، وأحمد.

*مؤلفاتُهُ:

   1- الجَوْهَر الفريد في عقائد الإسلام والتَّوحيد: على طريقة السؤال والجواب، طبع سنة (1346هـ) بالهند، وكان مقرَّرًا لطلاب مدرسة الفلاح بالمكلا(28).

    قال شيخنا المؤرخ عبد الرحمن بكير في مذكراته: (وله مؤلفات فيها؛ لا سيما كتابه المشهور في العقائد، والذي اعتمد ككتاب في تلك المادة يدرس في المدارس والمعاهد بنظر الحكومة القعيطية).

    2- تفسير الآيات القرآنية بالآيات الكونية:

    رسالة صغيرة، تكلم فيها على بعض الآيات التي يرى أنها أشارت إلى الظواهر الكونية الحديثة، يذكر أولًا عنوانًا، ثم يشير إلى الآيات القرآنية الدالة عليه، كقوله: (إشارة القرآن العظيم إلى البوليس السِّري، ثم يورد الآيات، وكقوله: إشارة القرآن العظيم، والذكر الحكيم إلى البترول والقنابل، ثم أورد الآية، وكقوله: إشارة القرآن العظيم، والكتاب المبين إلى هذه الفتوحات العلمية، والمدنية الغربية، وأورد فيه جملة آيات منها قوله تعالى: (فلمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).

    3- رسالة في حكم التصوير الفوتوغرافي: وهي مكاتبة مع الشيخ عبد الله بكير، طلب منه النظر في جواب له عن التصوير الفوتوغرافي، سيأتي ذكرها بنصها.

    4- فتوى حول ما يكتبه البياع في دفاتره على نفسه بأن عنده لفلان كذا وكذا من الدراهم، وخطوطه المرسلة لمن يعامله بأن لكم بطرفنا كذا وكذا، ووصل لكم من المال كذا وكذا… إلخ، وتقع الفتوى مع السؤال في صفحة.

*وفاتُهُ:

    كان – رحمه الله – حيًّا بتاريخ 12/ ربيع الأول سنة (1379هـ)/15/12/1959م وشارك في احتفال المولد النبوي حينها، بدليل الوثيقة التي أوردناها، وفي هذا دليل على أن وفاته كانت بعد هذا التاريخ، وغالب ظنِّي أنه توفي في حدود (1961م، أو 1962م، والله أعلم، وقد توفي – رحمه الله – في بيت بازرعة، ودفن في مقبرة المحجوب بجانب مسجد بازرعة.


الهوامش:

(1) معالم مكة التاريخية لعاتق البلادي 1/223

(2) إنباء الرواة – مخطوط – ص122

(3) المختصر من كتاب نشر النور والزهر، اختصار وترتيب محمد العامودي، وأحمد علي ص153

(4) المرجع السابق ص153

(5) إفادة من حفيده غازي باصرة.

(6) سمير السفر للسيد محسن أبي نمي – مخطوط 1/401

(7) مذكرات الشيخ عبد الله بكير – مخطوط.

(8) إفادة من حفيده غازي باصرة.

(9) إفادة من حفيده غازي باصرة.

(10) إفادة من حفيده غازي باصرة.

(11) إفادة من حفيده غازي باصرة.

(12) تحقيق الدكتور محمد باذيب لمنحة الإله للسيد سالم بن خفيظ ص271

(13) إفادة من حفيده غازي باصرة.

(14) إفادة من أستاذنا عبود باضريس، وأستاذنا سعيد بن عبد الله بكير، ومن حفيده غازي باصرة، وعبد الله بازار.

(15) مذكرات الشيخ عبد الرحمن بكير – مخطوط.

(16) إفادة من عبد الله بازار.

(17) تفسير الآيات القرآنية بالآيات الكونية – مخطوط.

(18) إنباء الرواة – مخطوط ص122-123

(19) منشورة في مجلة حضرموت الثقافية عدد 18

(20) إفادة من أستاذنا سعيد بكير.

(21) سمير السفر للسيد محسن أبي نمي –مخطوط 1/400

(22) تحقيق الدكتور محمد باذيب لمنحة الإله ص271

(23) مذكرات الشيخ عبد الرحمن بكير –مخطوط.

(24) تحقيق الدكتور محمد باذيب لمنحة الإله ص271

(25) تحقيق الدكتور محمد باذيب لمنحة الإله ص271

(26) تحقيق الدكتور محمد باذيب لمنحة الإله ص271

(27) مذكرات الشيخ عبد الرحمن بكير –مخطوط.

(28) تحقيق الدكتور محمد باذيب لمنحة الإله ص272