تراث
عبد الله بن أحمد قنيوري
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 4 .. ص 21
رابط العدد 4 : اضغط هنا
(1)
مع انتشار نور الإسلام، سارع وفد من أهل الصدف وهم فرع من قبيلة كندة التي استوطنت وادي دوعن إلى مبايعة رسول الله . صلى الله عليه وسلم، والانضمام تحت لوائه وكانوا في طلائع الفاتحين في جيوش المسلمين في المشرق والمغرب الأقصى. وليس لدينا بعد ذلك مصادر نعتمد عليها في أخبار وادي دوعن خلال حروب الردّة، وعصر الخلفاء الراشدين وخلال فترة حكم الأمويين والعباسيين، فقد أهملت مصادر التاريخ الإسلامي الأحداث الواقعة في هذه الرقعة من الدولة الإسلامية خلال الفترة الزمنية من القرن الأول الهجري إلى القرن التاسع الهجري تقريبا، وليس لدينا من شيء مدوّن سوى إشارة موجزة إلى الثورة الإباضية بقيادة عبد الله بن يحيى الكندي (ت ١٣٠هـ) زعيم الإباضيَّة، والذي اتخذ من دوعن منطلقاً لدعوته ثم حاربه الأمويون حتى قضوا عليه.
وقد كان جلياً هذا القلق من شخ المصادر التي صنفت عن وادي دوعن على لسان مؤرخ الوادي الثقة المحقق علوي بن طاهر الحداد حيث قال في الشامل: (فإن تاريخ الجهة الدوعنية وولاتها وحوادثها وفقهائها وصلحائها قد أهمل إهمالاً غريباً) (۱) ولكن ومنذ منتصف القرن العاشر تقريباً، بدأ تصنيف مؤلفات عن تاریخ حضرموت، ودونت تراجم لأهم أعلامها، واحتوت تلك الأسفار على إضاءات متفرقة عن تاريخ وادي دوعن وكشفت الستار عن التقلبات السياسية وتأثيرها على الحياة الاجتماعية.
فقد كان وادي دوعن لميزاته الجغرافية ولثرواته الاقتصادية محل أنظار الطامعين، وغدا مسرحاً لصراع محتدم بين عدة قوى متنازعة كانت تسعى للسيطرة على الوادي، وضمه إلى نفوذها، وقد ذاق الأهالي جراء هذه النزاعات صنوفاً من القهر والأذى والخوف والقلق. فقد تداول على حكم الوادي العديد من الحكومات والسلطنات، كان من أبرزها إمارة آل العمودي التي أسسها عثمان بن سعيد العمودي في منتصف القرن العاشر الهجري، وجاء بعده الرجل الأقوى في الدولة الشيخ عثمان بن أحمد العمودي (ت ٩٨٦هـ) الذي أرسى أركان الدولة واتخذ من قرية (بضه) مقراً لحكمه، وكانت الحرب بينه وبين السلطان الكثيري بدر بوطويرق (ت ٩٧٧ هـ سجالاً. وكان الأخير يرغب في ضم وادي دوعن إلى سلطانه.
ووصل في التاسع من رمضان سنة ٩٤٨هـ إلى (قيدون) العاصمة الروحية للعموديين فخربها، ثم حاصر (بضه)، ولكن العمودي تمكن مع حلفائه من القبائل من دحر بدر بوطويرق عن وادي دوعن بشكل عام. (۲) ولم يدم الاستقرار طويلاً، فقد بادر النقيب صلاح بن محمد الكسادي إلى الانقضاض على دوعن واستولى على الخريبة سنة ١٣٨٦ هـ ولكن سرعان ما جمع العمودي جنوده وأعاد وحلفاؤه مرة أخرى ترتيب صفوفهم، ودارت معركة بين العمودي والكسادي أفضت إلى اندحار الأخير عن وادي دوعن بعد أن خسر كثيراً من رجاله. وفي مطلع القرن الرابع عشر الهــــــــــري قرر السلطان القعيطي ضم الوادي إلى سلطانه وإنهاء معاناة سكانه فبادر إلى جمع عساكره، وهاجم وادي دوعن الأيمن واستولى عليه، ثم أسند تصريف شؤونه إلى المقدم عمر بن أحمد باصرة (ت ١٣٥٢ هـ) والذي أسهم بدوره في تثبيت سلطان القعيطي، وضم الوادي الأيسر لاحقاً، وبذلك أصبح الوادي بفرعيه الأيمن والأيسرا تحت حكم السلطنة القعيطية وأطلق عليه (لواء دوعن).
(۲)
لقد كان يطلق على وادي دوعن وادي الفقهاء، فقد أنجبت أرض هذا الوادي المباركة جهابذة من العلماء الأجلاء بلغت شهرتهم الآفاق، فقد ذكر الشلي في كتابه (المشرع الروي) أنه وجد بهذا الوادي من العلماء العارفين ما يعجز عنهم وصف الواصفين (۳) وكانت (الهجرين) عامرة بالفقهاء حتى قيل إنه اجتمع فيها في ليلة واحدة ستون مفتياً، وكانت بلدة (صبيح) مهد علم ومغرس معارف ويروي المؤرخون أنه اجتمع فيها أربعون عذراء يحفظن إرشاد ابن مقرىء وهذا يشكل بذاته ظاهرة تستدعي البحث والدراسة.
وقد تركز نشاط أغلب هؤلاء الفقهاء الذين ذاع صيتهم في حواضر الوادي، التي كانت تشع بنور العلم، فقد كان الغرض الرئيس مثلاً من تأسيس (رباط باعشن) هو نشر العلم، وصارت هذه الميزة هي الغالية على هذه البلدة، وكان بها مصابيح العلوم من آل باعشن وهم بيت علم ومغرس فضل ومنب ت صلاح، ومن مشاهيرهم الإمام العارف أحمد بن عبد القادر باعشن (١٠٥٢هـ) إمام أهل العرفان في عصره، وشيخ الأولياء في قطره. وأيضاً الفقيه سعيد بن عبد الله باعشن (۱۱۷۲هـ) أما أجلهم وأكثرهم نبوغاً فهو الشيخ العلامة الفهامة سعيد بن محمد باعشن (۱۲۷۰ هـ) صاحب كتاب (بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم) فقيه دوعن وعالمها، وله التصانيف النافعة التي انتشرت في الآفاق، وبعضها يدرس في الجامعات العربية.
وكانت (الخريبة) محط رجال العلم من قديم الزمان، ومن أشهرهم: عالم الخريبة وقاضيها سليمان باحويرث وابنه محمد الذي نشأ في حجر أبيه، وكان فقيهاً جليلاً. والقاضي عمر بن أبي بكر باحويرث (ت ١٣٦٦هـ). ومن أفذاذها الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان (ت ١٣٦٦ هـ)، كان من أهل العلم والتعليم والدعوة وكان مقصد طلاب العلم من جميع الأنحاء، وجعل الخريبة في عهده مستقراً للعلم وكعبة للمستفيدين، ومن بعده ابنه محمد بن عبد الله باسودان (۱۲۸۱ هـ) الفقيه الورع الزاهد، لزم والده وحصل علماً عظيماً وأخذ عنه جمع لا يحصون من فقهاء الوادي.
ولا يحصى من أنبتته (الهجرين) من رجال العلم، ومنهم: الفقيه عبد الله بن أحمد بامخرمة (ت ٩٠٣هـ): وهو الإمام الجليل، والحبر العظيم، ولد بالهجرين، ونشأ يتيماً في حجر والدته، كان مشهوداً له بالتقدم في الفقه، طلب العلم في عدن واستقر مقامه بها وأصبح قاضياً. وكذلك العلامة القاضي: محمد بن عمر با قضام بامخرمة (ت ٩٥١هـ) ولد بمدينة الهجرين ونشأ بها ثم ارتحل في طلب العلم إلى عدن ثم إلى زبيد، وقد تصدر للفتيا في عدن فصار الإمام المشار إليه، والعالم المعول عليه. ومنهم عبد الله بن عمر با مخرمة (ت ٩٧٢ه) الملقب بالشافعي الصغير، ولد بالهجرين وكان نسيج وحده، وفريد عصره في الفقه وسائر العلوم، ولي قضاء الشحر، ثم أقام بعدن. وكان فصيحاً بليغاً في الأدب. ومن آل بن عفيف: الفقيه النحوي الأريب عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عفيف (ت ٩٤٨هـ). والفقيه محمد بن أحمد باعلي بن عفيف (ت ١٠١٥هـ).
وكانت (قيدون) منارة علمية، ومركز إشعاع فكري، وكان فيها عدد ليس بالقليل ممن يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب. ومن خيرة علمائها: الشيخ العلامة عثمان بن محمد العمودي (ت ٩٤٨هـ) سافر لطلب العلم، وتلقى عن جهابذة العلماء، ثم اشتغل بنشر العلم في دوعن، وتصدر للتدريس والفتوى في قيدون، وارتحل إليه جماعة من الطلاب وانتفع بعلمه خلق كثير. وابن أخيه الشيخ عمر بن أحمد العمودي (ت ٩٤٨ هـ) ولد في قيدون، ونشأ في حجر عمه، وتلقى عنه وانتفع بعلمه، وكان من العلماء الصالحين المتقين وكان أكثر همه الاعتناء بطلبة العلم والقراء، والقيام بكفايتهم، قيل إنه اجتمع في زمانه في قيدون ستون طالباً، وأربعون قارناً. ومن المتأخرين العلامة علوي بن طاهر الحداد (۱۳۸۲هـ) وصف بأنه: الخطيب المصقع والفقيه المحقق والمحدث النقاد، وقد أسس برفقة أخيه عبد الله (رباط قيدون) سنة ١٣٢٧هـ ومضيا في نشر العلم، ورفع الجهل، فانتفع به خلق كثير.
وكان في غير هذه البلدان من وادي دوعن من الفقهاء والصالحين من أشار إليه بنان الدهر بالفضل وسعة العلم، فلمع في (القرين) نجم آل البار، ومن أشهر علمائهم: الإمام أحمد بن عبد الله البار (ت ١٣١١ هـ) أخذ عن علماء مصر والشام والحجاز، وكان يعد مسند دوعن في زمانه وكانت له مجالس علمية في مساجدها. وكان في (قرحة باحميش) فقيه دوعن وعالمها الإمام علي بن أحمد باصبرين (ت ١٣٠٥هـ) كان جبلاً من جبال العلم نشر العلم في دوعن وأقبل عليه أفواج الطلاب من كل صوب، وله مصنفات جليلة تربو على ثلاثة وثلاثين كتاباً، وأنجبت (القويرة) الإمام أحمد بن محمد المحضار (ت ١٣٠٤هـ). كان آية في العبادة وتلاوة القرآن، وصيته بعيد، وفضله شهير. وفي (الرشيد) الفقيه سالم بن محمد الحبشي (ت ١٣٢٩ هـ) كان إماماً فاضلاً وعالماً عاملاً، ناسكاً نبيها.
وكان من علماء وادي دوعن الأيسـر الفقيه أحمد بن محمد باشميل (١٢٧٠هـ)، من فقهاء (العرسمة)، تولى قضاء دوعن حسبة لله، وهو من أفضل قضاة العدل، وله أربعون مؤلفاً ضاع أغلبها، وفي (الحجي) كان الإمام عبد الله بن سعيد باجنيد (١٣٥٩ هـ) ولي قضاء دوعن والمكلا عدة مرات، ومن علماء (الدوفة) الشيخ عبد الله بن عثمان بن أبي بكر العمودي، وفي قرية (حوفة) كان العلامة الشيخ حسن بايماني العمودي الذي أتقن علم الأصول والفقه واللغة العربية، وبلغ مرتبة كبيرة من العلم. وفي (ضري): الشيخ الفقيه المعمر، أبوبكر بن أحمد باحميد. ومن فقهاء (تولبة) الفقيه علي بن علي بايزيد الدوعني (ت ٩٧٥هـ): الولي الصالح، تلقى الفقه من علماء دوعن، ثم تولى التدريس في المدرسة البدرية في الشحر وله مصنفات جليلة وانتفع بعلمه خلق كثير.
(۳)
لقد كان لوجود هذا العدد الكبير من العلماء، عظيم الأثر في إثراء الحركة العلمية في الوادي، فانتشرت الأربطة وزوايا العلم في العديد من القرى وقصدها الطلاب من داخل الوادي ومن خارجه وكان يعقد بها العلماء حلقات علمية فيلقون الدروس ويمنحون الإجازات ويستفتون في المسائل. ونشطت خلال القرنين الهجريين الفائتين في الوادي حركة علمية واسعة بينما كانت جهات أخرى من حضرموت يكتنفها سياج الجهل والتخلف. وكان من أشهر الأربطة (رباط باعشن) الذي أسسه الشيخ محمد بن أبي بكر باعشن في القرن العاشر الهجري، و أرباط الخريبة) الذي أسسه العلامة عبد الله بن أحمد باسودان سنة ١٢١٣ه وتلاه في
التدريس فيه ابنه محمد بن عبد الله باسودان، وتوسعت فيه الحركة العلمية وكان مقصداً للطلاب القادمين من وادي حضرموت ويافع والعوالق والبيضاء، و (رباط قرحة باحميش) الذي أسسه الإمام علي بن أحمد باصبرين سنة ١٢٨٠هـ. وكان يشرف على التدريس فيه، ويفد عليه العديد من طلاب العلم، و(رباط القويرة) الذي أسسه السيد أحمد بن محمد
المحضار سنة ١٣٣٠ هـ، وخلفه للتدريس فيه السيد مصطفى بن أحمد المحضار و(رباط قيدون) الذي أسسه العالمان علوي وعبد الله آل الحداد سنة ١٣٣٣هـ، وكان منارة لتلقي العلوم الدينية، وعلم الحساب. (٤) ومما يتصل بهذا المجال نشأة الزوايا العلمية، والزاوية: هي الغرف الملاصقة للمسجد، والتي تعد غالباً للعبادة وإيواء طلبة العلم والمحتاجين وإطعامهم وتزويدهم بما يلزمهم وما يحتاجونه، وفيها تلقى الدروس، ويوقف عليها الأهالي من أموالهم، ومن أشهر الزوايا في وادي دوعن زاوية أبي الأوعار في الهجرين أسسها الشيخ أحمد بن سعيد بن عفيف أبو الأوعار (ت ٦٣٢هـ)، وكانت بمسجد الجامع، وخصصت لتلاوة القرآن والذكر والدروس وزاوية الشيخ سعيد بن عيسى العمودي (ت ٦٧١ه) التي أنشأها بنفسه في مسجده بقيدون وأوقف عليها مالاً، وأشرف عليها ذريته من بعده، وأيضاً زاوية الشيخ يوسف بن أحمد باناجه (ت ۷۸۱ه) في الرشيد. وزاوية (الغزالي) في العرسمة وكان آل باجخيف لهم عناية بها، وقد عمرها الشيخ علي أحمد باجخيف (ت ١٣١٣هـ). وكان للكتاتيب دور في تنمية الحركة العلمية في الوادي، والكتاب هو مؤسسة تعليمية أهلية أنش سنت لغرض تعليم الناشئة القرآن الكريم والمعارف الدينية ومبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب وكان يعقد أغلبها في البيوت أو المساجد، وقد أنشئت كذلك في منتصف القرن
الهجري الماضي العديد من المدارس الأهلية التي كان لها بصمات واضحة في مسيرة التعليم وتطوره، ومن أشهر تلك المدارس: مدرسة البار بالخريبة ١٣٤٦هـ، والمدرسة الإرشادية بقيدون ١٣٥٣هـ. ومدرسة الرباط ١٣٥٩هـ، ومدرسة اليمن والسعادة بالخريبة ١٣٦٠هـ، والمدرسة الأهلية بنسرة ١٣٦٠هـ، ومدرسة الفلاح بصيف ١٣٦٣ هـ ومدرسة عورة الأهلية ۱۳۷۱ هـ ومدرسة النصر بالهجرين ١٣٧٨هـ، ومدرسة المحضار بالقويرة ١٣٨١ هـ، والمدرسة الأهلية بلجرات ومدرسة حوفة ۱۳۸۲ ، ومدرسة صبيخ ١٣٨٢هـ، والمدرسة الأهلية ببضة ١٣٨٣هـ. (٥)
(٤)
وقد حظي الوادي بإنشاء عدد من المكتبات العامة والخاصة، وهو أمر يدل على أصالة علمائه، إذ أدرك العديد من أولئك أن شخصية الفقيه تستلزم وجود عوامل تساعده على سعة الاطلاع والإلمام بآراء العلماء في مختلف الأقطار، وقد أحصى الباحث المؤرخ جعفر السقاف خلال منتصف القرن الرابع عشر في زيارته للوادي العديد من تلك المكتبات التي يحتوي بعضها على مخطوطات نفيسة صنفها علماء دوعن، ومن تلك المكتبات:
1 – مكتبة أحمد بن حسن العطاس بحريضة.
2 – مكتبة الشيخ عبد الله باسودان بالخريبة.
3 – مكتبة عمر العطاس برباط باعشن .
4 – مكتبة أسرة البار بالقرين.
5 – مكتبة حامد أبوبكر المحضار بالقويرة.
6 – مكتبة ال باحميش بالقرحة.
7 – مكتبة السيد سالم الحبشي بالرشيد.
8 – مكتبة عبود أحمد خرد بيضة.
9 – مكتبة آل بالخير بغيل بالخير.
١٠ – مكتبة ال باشميل بالعرسمة.
١١ – مكتبة حسن علي العطاس بصبيخ.
۱۲ – مكتبة محمد زاكن با حنان بصيف.
وتحتوي هذه المكتبات – كما أسلفنا – على العديد من المخطوطات والكتب القيمة، يضاف إلى ذلك آثار التراث العلمي في بيوت بعض الأسر، وخلف عتبات كثير من المساجد العتيقة، ولو اتجهت أنظار الباحثين إلى التنقيب في هذه الأماكن لظفروا بدرر غالية من المخطوطات وإن كثيراً منها قد أصابها التلف بسبب تأثر المواد التي تدخل في تكوينها بالتحلل نتيجة الرطوبة أو الحرارة. فهل من الباحثين والمهتمين بالتراث من سيعي هذا الخطر وينطلق ليجمع هذه الكنوز الثمينة؟! وحالياً هناك أجهزة متطورة لحماية المخطوطات، وتغليفها، وهناك طرق متعددة للحـ فاظ على المخطوطة كتصویرها مثلاً بالميكروفيلم ومن ثم تخزينها على أقراص مدمجة وبالنسبة للمخطوطات التي يمتلكها الأفراد في بيوتهم فإنه في حالة موافقة مالك المخطوطة من الممكن تصويرها وضمها ضمن فهرس موحد للمخطوطات من ثم إعادة المخطوط الأصل لصاحبه. وإن بعض من ورث هذه المخطوطات لا يعي مقدار الخسارة الفادحة التي ستحل على تاريخنا العتيق حب ين تصاب هذه الدرر الثمينة بالتلف بسبب حشرات (الأرضة) أو غيرها، وكما قلت سابقاً هناك كثير من المخطوطات في البيوت، ولكن للأسف لم توضع بعد فكرة شاملة لجمع أو تصوير أو صيانة هذا التراث. وقد زرنا بعض هذه المكتبات ورأينا الترتيب والتنظيم في بعضها والإهمال واللامبالاة في بعضها الآخر. وكم نأمل أن يتم تدارك هذا التراث العظيم، ويصان بأيدي أبنائه، قبل أن تذهب هذه الكنوز الثمينة أدراج الرياح وتبتعد بها موجات نهر الزمن بعيداً.
الهوامش:
* باحث دكتوراه في جامعة الملك سعود – كلية الآداب – الرياض.
1. علوي بن طاهر الشامل: ص ١٥. وينظر: با حنان، تاريخ جواهر الأحقاف، جدة: دار المنهاج الطبعة الأولى ٢٠٠٨م ص ٦١
۲. باوزير، سعید، صفحات من التاريخ الحضرمي عدن: دار الوفاق الطبعة الثالثة ۲۰۱۲ م ص ۱۹۸.
3. السقاف، عبد الرحمن بن عبيد الله ، جدة طبعة دار المنهاج، ص ٣٤٨
٤. عبد النور، محمد، الحياة العلمية في حضرموت في القرن السابع والثامن للهجرة صنعاء: وزارة الثقافة، ط ١-٢٠١٠م، ص ١٦٢ .
5. با حمدان، محمد: التعليم الأهلي في دوعن إشارات ووقفات، الطبعة الأولى ٢٠٠٨م. ص 19 ، 23 ، 28 ، 50 ، 1249.