إبداعات
أ.د. عبدالعزيز سعيد الصيغ
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 1 .. ص 88
رابط العدد 1 : اضغط هنا
أمضي، فيملاني من بعدها عجب، أكنت فيها وكانت في تضطرب؟
أكنت احمل في جنبي عب، هوى؟ ولم تنله أراجيف ولا عتب
وظل يكبر في عيني متشحاً إزاء من ذهبوا في العشق واغتربوا
نزلت فوق ثراها نبت رابية تشدو وعصف رياح حولها سكب
صحبتها زمنا عزت مكانته وسوف تبقى معي في النفس تصطحب
تقلبت بي أحوال الهوى وبها، ولم تزل بي إليها الروح تنقلب
ظلت تراودني في كل آونة ولم تزل في دمي تسعى وتصطخب
لها توقد عشاق، ودفء هوى لا ينقضي، وحنين ليس ينسحب
على رباها التقى فرسان مملكة لهم نزول، وإن جد الوغى ركبوا
صحبت فيها أجلاء أساتذة إليهم الروح من قبل الخطى تثب
على محياهم سمت الوقار، وفي أخلاقهم شرفات الضوء تلتهب
يبقى لهم في ضمير النفس منزلة بهية، ووجود باذخ صخب
حقائبي بهم ملأى وذاكرتي منهم إذا جفت الآبار تحتلب
ملات من حبهم أحمال راحلتي ففي عناقيدها من شوقهم عنب
حلوا مكاناً لهـه فـي النفس منزلة بعيدة، تُرتقي إن جلت الرتب
وربما اضطربت في لحظة صور وخاب ما كان عندي ليس يضطرب
سبع مضت، وكأني ماشعرت بها ولاحوتها أعاصير ولا نَصب
أمضي، وأسئلة تمضي تلاحقني وعشرة ملؤها الأوراق والكتب
وذكريات أحاديث وأمكنة في الروح تمتد أغصاناً وتنتصب
أمضي، وفرحة غيم أستسربها تمضي معي وسماء ليس تحتجب
وأن أرى بعد تركي مارغبت به ما كانت النفس دوماً فيه ترتغب
وخفف الوطء عني أن أغادرها قبلي عزيزون عنها فجأة ذهبوا
انست في قربهم ثم انطوت صحف بيض نسيم شذاها ظل ينسرب
ما جاء ذكر ب دور من فم عطر إلا وجال لهم في خاطري طلب
إلى ربى وطني تمضي الخطى خبباً يحثها أمل كالصحو مرتقب
مواطن العز، أنداء الغمام على تخومها وذرى هاماتها ذهب
ما مر بي ساعة أصفى وأجمل من مرأى رياها، ففيها الوقت ينتخب
ولا تجلى جمال في عذوبته إلا وكان لها من حظه سبب
هي الجنان التي تشفى النفوس بها وغيرها من مجاني حسنها شعب
أمضي إليها، فتشدو النفس في فرح ويملا الروح حس منعش عذب
قيلت في فندق بر الجصة مايو 2013م
في حفل التوديع السنوي
الذي تقيمه عمادة كلية الآداب
جامعة السلطان قابوس
سلطنة عمان للأساتذة