مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتراث والنشر

سقطرى

إبداع

مفيد فهد نبزو

 مجاراة الشاعر الدكتور عبد العزيز الصيغ الذي حرّضَ عذارى الخيال، وعرائس الإلهام، فأوحت بهذه القصيدة:

مفيد فهد نبزو – سورية

نظمتُ اللؤلؤَ المنضودَ  شعرا

وصغتُ جواهرَ الألماسِ نثرا

فأيُّ قلادة ٍ أحلى وأغلى

 من العقدِ الذي إنْ ذابَ تبرا ؟!

سأهدي العقدَ من مَلكتْ فؤادي

 وصارَ بعشقها التصريحُ جهرا

سأهدي من تفوقُ الحُسنَ ليلى

وعبلةَ ثمَّ بثنةَ ثمَّ عفرا

أزيِّنُ جيدَها عقدًا تلظََّّى

 ليوقدَ في ضلوعِ الصبِّ جمرا

يشعُّ كما النجومِ الزُّهرِ ليلا

وقطْراتِ الندى والطلِّ فجرا

أزيِّنُ صدرَ فاتنةِ الغواني

ومن بجمالها العشَّاقُ أسرى

ومن بلبانها، والمرُّ يحلو

مذاقي حين يغدو الصبرُ صبرا

عروسُ البحرِ والشطآنِ تروي

أساطيرَ الهوى سطرًا، فسطرا

تُزَفُّ لها الطيورُ بمهرجانٍ

يناغمُ صوتُها موجًا وبحرا

فلا تسألْ دمَ العنقاءِ عنها

وما قد خَصَّها الخلَّاقُ دهرا

ولا عجبًا إذا ما فاضَ شعري

لمن في حضرموتَ تفيضُ سحرا

عروسُ البحر ترفلُ بالأماني

وتنفحُ من لبان ِ العطر ِ عطرا

طبيعتها التي تسبي عيوني

إذا اكتملَ الهلالُ، وصارَ بدرا

وأبدعُ لوحةٍ زرقاءَ فيها

ترى الأعشابَ والأشجارَ خضرا

ومن كل الزهور بكلِّ لونٍ

بها، وخدودها كالورد حمرا

سقطرى قبلة العشاق وجهًا

إذا افترَّتْ بها البسماتُ ثغرا

وإنْ رفَّ الحنينُ بجانحيها

فقلب ُ الأمِّ عاطفةً سقطرى

بعاطفة من الوجدان باحتْ

بما أوحى، وللشعراءِ أغرى

شرارات بسقط الزند طارتْ

لتصهرَ إن تمسَّ الصخرَ صخرا

فما زركشتَ بالإبداعِ فنٌّ

وما رفرفتَ بالأحلامِ أطرى

لئن نظمتْ قلادتكَ اللآلي

فأنتَ بعشقِ مَنْ تهوى لأدرى

وأنتَ بعشقِ من تهوى قريبٌ

ومالي في الهوى والبعد مسرى

جرى ينبوعكَ الشعريُّ عذبًا

لينسجَ من خيوط الحبِّ ذكرى

ويطلقَ من بناتِ الفكرِ سربًا

تزفُّ أميرةَ الشطآنِ بشرى

بناتُ الفكرِ لو زارتْ سقطرى

وذاقتْ من كؤوسِ النورِ فجرا

لعادتْ بالبيانِ السحرِ نشوى

وعادتْ بالجمالِ البكرِ سكرى

عروسُ الشاطئِ الذهبيِّ حقّ ٌ

لها لو خلٌّدَ التاريخُ نصرا