أضواء
أ.د. محمد يسلم عبدالنور
المقدمة: الحضارم مثل غيرهم من الأمم والشعوب ارتحلوا عن مناطقتهم، سواء بالرحلة الداخلية إلى مناطق حضرموت ومدنها وقراها، أو بالرحلة الخارجية خارج نطاقها الجغرافي شرقًا وغربًا.
وازدادت تلك الرحلات في القرن الرابع عشر الهجري/ القرن العشرين الميلادي، وقد دونت تلك الرحلات من أربابها، للتوثيق والإفادة والاستفادة.
وحديثنا في هذا العدد عن رحلة تعد من الأهمية بمكان؛ لأهمية مَنْ قام بها، ووجاهته فيها، والفوائد العلمية والتاريخية والجغرافية، فضلًا عن الدينية التي احتوتها، وهي الرحلة الثانية في تاريخ رحلاتهم في العصر الحديث بعد رحلة شيخ بن محمد الحبشي (ت1348هـ) المسماة بـ: “الشاهد المقبول بالرحلة إلى مصر والشام وإسطنبول” سنة 1328هـ/1910م، وهي رحلة حسن الكاف (ت1346هـ) إلى مصر والشام والحرمين الشريفين المسماة بـ: “الطُرف الشهية المستفادة من الرحلة إلى الديار المصرية والحجازية” سنة 1330هـ/1912م([1])، وقد كتبها الشيخ محمد بافضل (ت1369هـ) على لسان صاحبها([2])، وهي في ذكراه المئوية الأولى، ورغم أهمية هذه الرحلة ـ كما سنعرف من استعراضها ـ فقد تجاهلها أو قُلْ نسيها عمشوش([3])، ولم يشر لها رغم إشارة الحبشي لها([4])، وكم ترك الأول للآخر، ولعلَّها ترى النور مدروسة محقَّقة قريبًا.
أولًا: التعريف بصاحب الرحلة وكاتبها:
إن غاب أو نُسي صاحب الرحلة، فلن يغيب ابناه عند الأدباء والشعراء والفنانين في حضرموت واليمن خاصة وربما في الجزيرة العربية، فابنه الأول عميد الدان الحضرمي حداد (عمر) (ت 1389هـ)، والآخر عيديد (محمد) (ت 1423هـ).
إنه السيد حسن بن عبدالله (ت1297هـ) بن عبدالرحمن (ت1280هـ) بن أحمد الكاف، ولد بتريم سنة 1292هـ، ونشأ بها، وأخذ بها العلم عن عدد من مشايخها، وعن غيرهم من علماء حضرموت، وأدرك من التحصيل العلمي ما يخوِّل له التصدر والتدريس، وكان يميل إلى الأدب، وعُرِض عليه منصب القضاء فأباه، ومع ذلك كان مهتمًّا بالعلماء وطلبة العلم، يقيم لهم الدعوات والمآدب ويخرج معهم إلى بعض المنتزهات، ويسيّر النفقة إلى بيوتهم، وكان كريمًا جوادًا، متفقِّدًا لأحوال الضعفاء والمساكين، يقوم بتعضيد الجمعيات الخيرية، ويشارك في تأسيسها وخدمتها والإنفاق عليها، ومنها جمعية الحق([5])، مهتمًّا بعمارة المآثر والمساجد، فممَّا بناه مسجداه المسمَّيان باسمه: الأول بعيديد، والآخر بالسحيل، وجعل لهما وقفًا يكفيهما بسعة، وله مكتبة جمع فيها من الكتب القيمة، وقد بنى له أحفادُه اليوم مركزًا علميًا يضمُّ مكتبته، سُمِّي باسم: مركز الحسن بن عبدالله الكاف.
كان شاعرًا مجيدًا، ضمَّ ديوانه نوعَيْنِ من الشعر: الحكمي (الشعر العربي الفصيح)، والحميني (الشعر باللغة الحضرمية الدارجة) ([6])، وتنوع شعره الحكمي في قصائد المدح والرثاء وغيرها، والحميني يضم قصائد غزلية فيما يعرف بفن بني مغراه([7]) ـ لعلَّنا نسلط الضوء عليه في أعداد قادمة ـ، توفي في تريم في 18 من محرم الحرام سنة 1346هـ.
أما كاتب الرحلة على لسان صاحبها، فهو الشيخ العالم والداعي إلى الله محمد بن عوض بن محمد بافضل، السالك الناسك الشاعر، يكاد لا يذكر إلا ويذكر شيخه أحمد بن حسن العطاس (ت1334هـ) والعكس صحيح، فهو كاتبه ومصنِّف سيرته، له عددٌ من المؤلفات، منها في شيخه، وتراجم أسرته المعروف بصلة الأهل بتدوين ما تفرق من مناقب بني فضل، توفي بتريم سنة 1369هـ.
ثانيًا: التعريف بالرحلة:
عبارة عن رحلة حج غريبة قام بها المترجم، بمعية ابن اخيه علي بن عبدالرحمن الكاف (ت1355هـ)، وسلمان بن عبدالشيخ شامي، وسالم بن عوض باخميس، وكاتبها محمد بن عوض بافضل، وربما آخرون شاركوهم لم تذكر أسماؤهم، إلى مصر والشام والحرمين الشريفين، مرورًا بمناطق وادي حضرموت عامة في الذهاب، ومناطق ساحل حضرموت في الإياب، وسُمِّيت هذه الرحلة بـ: “الطرف الشهية المستفادة من الرحلة إلى الديار المصرية والحجازية”، وقد طبعت مع ديوانه سنة 1421هـ/2000م، عن مكتبة تريم الحديثة، تحت مسمى رحلة وديوان، في (85) صفحة، من الصفحة 55 إلى الصفحة 140، من إجمالي عدد صفحات الكتاب البالغة (189) صفحة، حوى ترجمته وما قيل عنه، ومكاتباته، ومرثيَّاته، ولعلها طباعتها تُعَاد من جديد مدروسة محققة.
ثالثًا: أسباب الرحلة وتتبع مسارها الزماني والمكاني:
لعل السبب الأساسي للرحلة هو أداء فريضة الحج وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن السؤال الذي يضع نفسه كما يقال ــ لماذا الولوج والارتحال إلى مصر والشام، اللتان ليستا على خط سير الحرمين الشريفين؟ ـ إذ كان الأَوْلَى به التوجُّه من تريم إلى بندر البحر (المكلا او الشحر) ومنها إلى جدة ـ كما هو معروف ـ ورغم أن سير الرحلة لم يبين ويوضح هذا الإشكال، إلا عامل الفسحة والتنزه والتعرف على الأماكن والبلدان، وربما الالتقاء والتعرف على شيوخ العلم للأخذ عنهم والإجازة، مدعاة لذلك، خاصة إنَّ من قام بها لديه القدرة المالية على ذلك.
بدأت الرحلة بالخروج من تريم عشية يوم الأحد 4 شوال سنة 1330هـ، والعودة إليها أيضًا عشية الثلاثاء 6 صفر سنة 1331هـ، إي إنها استمرت أربعة أشهر ويومين ـ أي 122 يومًا([8]) ـ
كان مسار الرحلة من تريم مرورًا بمدنها ومناطقها الداخلية وصولًا إلى المكلا ومنها إلى عدن، ومنها إلى مصر التي ظلُّوا فيها تسعة أيام، ومنها إلى الشام وظلُّوا بها ثلاثة أيام، ثم اتجهوا إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة (الحرمين الشريفين) مقصدهما الأساسيان ـ أداء فريضة الحج، وزيارة طيب الأرج، ورفيع الدرج، ونافي الحرج، وأعظم عبد به الكون ابتهج… إلخ([9])، التي أخذت النصيب الأكبر من الرحلة (53) يومًا، ومن ثم عودتهم إلى حضرموت بحرًا عبر مرسى المكلا، ومنها إلى الشحر ومكثوا فيها (14) يومًا، ومن ثم الوصول إلى تريم برًا.
استغرقت المدة الزمنية بين التنقل والحركة في المدن والمناطق، الحضرمية منها والخارجية (57) يومًا، منها (12) يومًا في مدن الوادي ومناطقه حين الذهاب، و(14) يومًا حين الإياب كما أشرت ــ.
ووسائل سفرهم ونقلهم بين المدن والقرى الداخلية والخارجية كان المشي على الأقدام، بقوله: (ومشينا) ([10])، وربما معهم أحد الحيوانات كالحمير أو الجمال مثلًا حاملًا أمتعتهم.
أما السفر إلى خارج حضرموت والتنقل بين مناطق الارتحال فكان الزورق والسفن الشراعية في البحر، والسكة الحديدية (القطار والمترو والتروماي) أو العربات التي تجرها الخيول والبغال في البر (الحنطور) (أماكن الارتحال).
ولعلنا نشير إلى عادة من يرتحل عن تريم من علمائها وطلابها وربما من عوامِّها، وحتى زائريها، وهي مغادرتهم وسفرهم يوم الخميس للسنة النبوية، وقبل مغادرتهم البلد تكون آخر وجهة لهم فيها زيارة مقبرتها، وزيارة مقبرة زنبل على وجه الخصوص ومقدَّمها الفقيه المقدم (ت653هـ) جد معظم السادة آل أبي علوي، ويزور فيما بعد آبائه وأجداده ولو في غير هذه المقبرة، وعند العودة كذلك، وهي عادة متجذِّرة إلى اليوم.
رابعًا: البلدان التي زاروها، والشخصيات التي التقوا بها:
لعلنا في هذا الصدد أن نحدد خمسة مسارات ومحطات مكانية لهذه الرحلة، اثنان منها داخلية في الذهاب والإياب، وثلاثة خارجية (أماكن الارتحال والسفر) من غير الولوج في التفاصيل التي دوَّنتها الرحلة، مع الإشارة إلى مَنِ التقوا به من الشخصيات:
ثم اتجهوا إلى المكلا عن طريق العقبة مرورًا بالعقاب والهضاب والمساييل من جول عبيد ويتبه ونقاب سالمين والمطحنة ونقاب باقعر ومضرب بن زيد وحصاة باشمس، والحرشيات والبقرين التي زاروا بها بيت الزعيم السياسي الوزير السيد حسين بن حامد المحضار (ت1345هـ) (وزير السلطانين غالب وعمر ابني السلطان عوض بن عمر القعيطي)، والمكلا التي انطلقوا منها بحرًا (بالبابور) الذي يستقل فيه وكيل والي عدن، بواسطة الوزير المحضار إلى عدن، كمحطة عبور (ترانزيت) إلى مسارهم الثاني بعد الحجر الصحي عليهم وعرضهم على الطبيب.
وفي السياق هذا لم ينسوا أن يمروا على المآثر الدينية من ضرائح وقبور العلماء والأولياء والصالحين وزواياهم وأربطتهم من مثل عيدروس بن عمر الحبشي (ت1314هـ) وعمر بن عبدالرحمن العطاس (ت1072هـ) وعلي بن حسن العطاس (ت1172هـ) وسعيد بن عيسى العمودي (ت671هـ) وأحمد بلوعار، والالتقاء بالأحياء منهم من العلماء والمناصب، ومن أشهرهم علي بن محمد الحبشي (ت1333هـ) وأحمد بن حسن العطاس (ت1334هـ) وابنيه سالم وأحمد.
كما سافروا إلى طنطا بالسكة الحديدية، ومروا على كفره وملوح وشبره والدفوه، وزاروا بها مقام الشيخ أحمد البدوي، ومنها سافروا إلى بنها للوصول إلى بور سعيد مرة أخرى للسفر إلى محطتهم الثالثة.
وفي المدينة التقوا بكثير من العلماء، ومن الآفاقيين، وزاروهم في بيوتهم، وفي حلقاتهم العلمية، مثل: محمد بن جعفر الكتاني، وحسين الأهدل الزبيدي، والمحدث حمدان بن أحمد الاندلسي الجزائري، وعمر الشامي، وحسين بن عمر البيتي، وعلوي بن عبد الرحمن السقاف، ومفتي المدينة أحمد البرزنجي، وموسى الأزهري المالكي.
ومن المدينة إلى مكة المكرمة عن طريق ميقات ذي الخليفة([11])، الذي أحرموا منه بالعمرة، ومرُّوا بوادي العقيق، ووصلوا بئر الماشي ووادي ريم، وجاوروا عقبة الغاير، ثم محل المخاضة وحوله عين ماء شديدة العذوبة، وبئر نحيت والقيظي والثبرة وبئر مبيريك([12]) وبئر هرشا ورابغ والقضيمة ونتوقة (الدفة) وعسفان وعريش، وبئر التفلة الذي شرب منها النبي صلى الله عليه وسلم وتفل فيها وهي أعذب مياه الدنيا، وبئر الباشة ووادي فاطمة للتهيئة لدخول البلد الحرام مكة بعد زيارة مقام السيدة ميمونة زوج النبي.
وبدخولهم المسجد الحرام مع صلاة العشاء وجدوا الإمام الحنفي يصلي بهم الفريضة([13])، فأتمُّوا به، ومن ثم طافوا طواف القدوم، ووردُوا بئر زمزم، وخرجوا للسعي، وقصّروا وتحللوا من عمرتهم.
ومما زاروه بمكة بيت السيدة خديجة، وحمَّام الرسول، ومَنِ التقوا بهم من العلماء المكيِّين أو القادمين للحج: عماد الحرم عمر بن أبي بكر باجنيد (ت1354هـ) ([14])، والشيخ يوسف النبهاني (ت1350هـ)، وعبد الحميد قدس، وعلي بن محمد البطاح الأهدل مفتي زبيد، ورأوا شريف مكة الحسين بن علي.
ويوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) بدأوا في مناسك الحج بالإحرام به، وخروجهم من مكة إلى منى والمبيت بها، ومنها صبيحة التاسع بطلوع شمسه التوجه إلى عرفات، ثم إلى مزدلفة، ومنها إلى منى لرمي العقبة الكبرى، ثم إلى مكة للطواف (طواف الإفاضة)، ودخولهم الكعبة والصلاة فيها، والسعي بين الصفا والمروة، والعودة مرة أخرى إلى منى لرمي العقبة الأولى والوسطى.
ظلوا في مكة حتى 25 من ذي الحجة، ثمَّ طافوا طواف الوداع وتأهبوا للسفر إلى جدة، وركبوا الأبل حتى وصلوها، وظلوا بها منتظرين إبحار البابور الذي سينقلهم إلى محطتهم الأخيرة (حضرموت) حتى التاسع من محرم حينما أبحروا مع عدد كبير من الحجاج الجاويين وعددهم (900) نفر، و(40) من غيرهم مع مجموعة من الحضارم ذكر أسماءهم([15])، حتى وصلوا مرسى المكلا.
وبعد قدومهم ووصولهم من رحلتهم تلك وأداء مناسك الحج والعمرة، توالت التهنئيات والرسائل بذلك نظمًا وشعرًا، ولعلنا نقتطف منها تهنيئة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف (ت1375هـ) بقوله:
العيد ما ملأ الوجود سرورا وكسى الوجوه بشاشة وحبورا
وتشاركت فيه النفوس واشرقت ببهاء رونقه المنازل نورا
العيد عود أبي المراحم بعد ما حج المناسك حجه المبرورا([17])
خامسًا: الملاحظات على الرحلة: قبل أن نختم حديثنا عن هذه الرحلة، التي تعد ـ كما ألمحت ـ ثاني نص أدبي بعد رحلة الشاهد المقبول للحبشي، ندوّن بعض الملاحظات عليها، وهي:
ـ رغم أن الغرض الأساسي للرحلة هو الحج، لكننا نعدُّها رحلة علمية في المقام الأول؛ إذ التقوا فيها بالعلماء وأخذوا عنهم واستفادوا منهم، ورحلة سياحية تعرفوا فيها على المعالم والآثار التاريخية.
ـ استخدام أسلوب السجع في عباراتها والمحسنات البديعية، وذلك ناتج عن طبيعة تلك المرحلة، والاستشهاد بالأبيات الشعرية دون غيرها.
ــ اللغة الرصينة المستخدمة فيها، وخلوُّها من الألفاظ العامية، وربما يلجأ إلى استخدام بعض المصطلحات في بلد المهجر، مثل: اللوكندة، وتعني الفندق والنزل، والجنينة، وتعني حديقة الحيوانات، وخمسة ساغ، وتعني مبلغًا ماليًّا.
ــ التوثيق اليومي للرحلة من زيارة الأماكن والمعالم الإسلامية وغير الإسلامية، والعلماء، بل ووسائل النقل المستخدمة سواء الخارجية أو الداخلية، وأجرة النقل.
ـ التبادل العلمي بين المرتحلين ومَنِ التقوا بهم من العلماء، من خلال تبادل الإجازات العلمية بينهم، وإيراد نصوصها، وأسانيدهم العلمية، والوصايا والنصائح العلمية([18])، والمناقشات العلمية في المسائل الفقهية، فضلًا عن اطلاعهم عمَّا تنتجه المطابع من كتب علمية، من مثل: مسألة: هل يرفع الحدث البخار المترشح من الماء بواسطة الشمس أو النار، وتوقيت الإمساك المسنون في عيد الأضحى، ومرض الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة كان (13) يومًا فمن خلفه في الخطبة والصلاة؟.
ـ تعد هذه الرحلة امتدادًا للتواصل العلمي بين حضرموت والمراكز العلمية الإسلامية في مصر والحجاز، من خلال سؤال علماء هذه المراكز عن عالمين حضرميين ارتبطًا بالرحلة العلمية إليهما، وهما: علي بن محمد الحبشي (ت1333هـ)، وأحمد بن حسن العطاس (ت1334هـ).
ـ إن ما كتبنا عن الرحلة هنا لا يغني عن مطالعتها البتة، والاستمتاع بالوصف والتوثيق البديع لكل ما جرى فيها من مجريات ووقائع، لا نقول كأنك تعايشها، بل وكأنك أحد أفرادها.
والله الموفق.
[1])) لعلنا هنا نلاحظ دلالة التاريخ والتوقيت للرحلة، فهي قبل الحرب العالمية الأولى، وقبل الثورة العربية، وقبل وعد بلفور، وقبل معاهدة سايكس بيكو، وقبل حرب فلسطين، أي في فترة حكم الأشراف على الحجاز.
[2])) ثمة رحلة ثالثة إلى مصر والشام لمحمد بن هادي السقاف (ت1382هـ) سنة 1343هـ، مسماه: “الرياض الوردية في الرحلة المصرية والقدسية” حررها مصطفى بن سالم السقاف (ت1365هـ) والصبان.
[3])) أدب الرحلة في حضرموت: صـ10.
[4])) الرحالة اليمنيون شرقًا وغربًا: صـ246.
[5])) تعد جمعية الحق من أشهر الجمعيات الحضرمية وأكبرها، وكان لها شأن كبير، وهي بمثابة حزب سياسي واجتماعي وعلمي، له أثر في الحياة، ويعد صاحب الرحلة، وعبد الرحمن بن شيخ بن عبد الرحمن الكاف (ت1367هـ) مؤسِّسَي هذه الجمعية، وانبرى العلماء والجيل المثقف من أبناء حضرموت للانضمام إليها، وأعلنوا عن تأسيس تلك الجمعية في 21 من ذي القعدة الحرام سنة 1333هـ، وقامت الجمعية بتأسيس مدرسة سُمِّيت باسمها -مدرسة الحق -، وهي الواقعة في الجانب الغربي من مسجد بروم، افتتحت يوم 27 من ربيع الأول سنة 1334هـ، لتعلم اللغة العربية، وقسطٍ من العلوم الدينية والحساب والتاريخ والجغرافيا عبر نظام تعليمي، واستمرت المدرسة تؤدي دورها ورسالتها طيلة 16 عامًا إلى أن توقَّفت سنة 1350هـ (العلم ومؤسساته في تريم 31 ).
[6])) من قصائده تلك التي غناها الفنان أبوبكر سالم بلفقيه:
كفاه الله لي عدا ولا سلم عبر يمشي وسيفه عالعرب مجرود
عند النوب باعمد في الجبال السود (رحلة وديوان صـ151) وأبدلها بـ: حبيبي حطني بين الجبال السود.
[7])) وأشهرها تلك التي مطلعها: بني مغراه قلبي من العشقة معذب وكبدي محرقه وسطها نيران تلهب (رحلة وديوان صـ156).
[8])) موزعة بين (57) يومًا في التنقل والسفر، و(53) في الحجاز، و(9) في مصر، و(3) في الشام، كما ستلحظ ذلك في الرحلة.
[9])) رحلة وديوان: صـ57.
[10])) رحلة وديوان: صـ70.
[11])) ميقات أهل الشام ومصر، يبعد عن المدينة (4) أميال، وعن مكة (200) ميل.
[12])) حسين بن مبيريك الغانمي الزبيدي المسروحي الحربي: أمير رابغ، وناهض ثورة الشريف حسين بن علي، أُغتيل سنة 1336هـ.
[13])) كانت في مكة المقامات الأربعة منذ القرن السادس الهجري، وأكبر المقامات وأفخمها وأعظمها المقام الحنفي لأن السلاطين كانوا على مذهبهم، وقد أُلغيت سنة 1345هـ، وهدمت سنة 1377هـ.
[14])) آل باجنيد من الأسر الشهيرة الحضرمية بالخريبة، حتى قال فيهم ابن عبيدالله السقاف: ” دخلت الخريبة فوجدت عالمها باجنيد، وقاضيها باجنيد، وتاجرها باجنيد، ودلَّالها باجنيد، ونجَّارها باجنيد، وسائر أعمالها بأيدي آل باجنيد”.
[15])) منهم من تريم: عبدالله بن أبي بكر الكاف، ومحبه علي بن أحمد بلدرم، وعلي زين الهادي، وحسن عبدالله بارجاء.
[16])) منهم: الشيخ سعد بن علي الظفاري (ت609هـ) والشيخ فضل بن عبدالله بافضل (ت918هـ) وابنه أحمد (ت924هـ) وسالم بن عمر بن محمد العطاس (ت1225هـ) صاحب الزيارة، وأحمد بن ناصر بن الشيخ أبي بكر بن سالم شيخ عبدالله الحداد الذي قال فيه في العينية:
وكصاحب الشحر ابن ناصر أحمد من بالعناية والرعاية قد رُعي
[17])) ديوان ابن عبيدالله: صـ413.
[18])) من الوصايا التي حوتها وصية علي بن محمد الحبشي للسادة آل الكاف سنة 1328هـ، وهم: حسين وعبدالرحمن وعلوي وحسن بنو عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد، وحسين وعبدالرحمن وأبوبكر وعبدالقادر وحسن وعمر، وعمر بن أحمد بنو شيخ بن عبدالرحمن بن أحمد آل الكاف، وإجازات المشايخ علي بن محمد البطاحـ وأحمد البرزنجي، وأحمد الحسيني.