حوار
مجلة حضرموت الثقافية
نبذة مختصرة:
الاسم: حسين بن محمد حسين بارأس
تاريخ الميلاد: مايو 1982
مكان الميلاد: المكلا، حضرموت
المؤهلات العلمية:
الخبرات العملية:
بدأت مسيرتي التجارية في أثناء دراستي الجامعية في صنعاء عام 2004؛ إذ قمت بتأسيس مشروع سكن جامعي يتسع لـ215 طالبًا، والذي كان أول مشاريعي في مجال ريادة الأعمال. وفي أواخر عام 2011 عدت إلى المملكة العربية السعودية لمواصلة مسيرتي المهنية وتطويرها في قطاع المقاولات والتسويق العقاري، تلا ذلك تأسيس شركة آفاق التمليك عام 2013، ثم إنشاء الشركة الفرعية “سهالة التمليك” عام 2021 لتقديم الخدمات الإدارية والمقاولات.
في هذا الحوار الشامل مع الأستاذ حسين محمد بارأس، الرئيس التنفيذي لشركة “سهالة” للتمليك، ترصد مجلة حضرموت الثقافية مسيرته الشخصية، ودور شركته في دعم تصحيح أوضاع رجال الأعمال الحضارمة بالمملكة العربية السعودية، مع تسليط الضوء على التحديات، الاستراتيجيات، والآفاق المستقبلية.
بداية المشوار والدوافع
يستعرض الأستاذ حسين بداياته في عالم الأعمال، التي انطلقت أواخر 2011 في المقاولات والتسويق العقاري، تلتها تأسيس شركة آفاق التمليك عام 2013، ثم إنشاء الشركة الفرعية “سهالة التمليك” عام 2021 لتقديم الخدمات الإدارية والمقاولات.
ويؤكد أن المبادرات جاءت انطلاقًا من المبادئ الدينية وقول النبي ﷺ: «خيركم خيركم لأهله»، مستفيدًا من مكرمة المملكة في تصحيح أوضاع المستثمرين؛ إذ سعت الشركة لدعوة رجال الأعمال الحضارمة ومساعدتهم لترتيب مستنداتهم للاستفادة من الفرصة، مشددًا على أن الحضارم دائمًا سباقون لامتثال الأنظمة.
تحديات التصحيح وعقباته
يشرح الأستاذ حسين أن أبرز التحديات تمثلت في إعادة هيكلة كيانات كانت تعمل في الظل، ما أثر سلبًا في نموِّها وفي السوق ككل. أما العقبات القانونية فتركزت في غياب النظم المحاسبية وهيكلة العمل الإداري لدى الكثير من تلك الكيانات. ومن هنا برز دور “سهالة” في تقديم الاستشارات التنظيمية، وتوجيه العملاء للتعاقد مع محاسبين قانونيين، والتنسيق مع الجهات المختصة.
الانتقال من أوضاع التستر إلى النظام: تجربة حضرمية فريدة في الامتثال والاندماج
رغم أن الانتقال من بيئة الأعمال غير النظامية إلى النظام القانوني يُعد تحديًا كبيرًا عادةً، غير أن تجربة المستثمرين الحضارمة في المملكة – كما يرويها الأستاذ حسين بارأس – اتسمت بخصوصية واضحة. فلم تكن الصعوبة في مقاومة النظام الجديد، بل في فهم اللوائح والإجراءات، خاصة أن عددًا منهم كان يعمل بشكل عائلي من غير هيكل تنظيمي أو حسابات دقيقة. هنا برز دور “سهالة” التي قدمت التوعية والتدريب عبر جلساتٍ وورش عمل، ورافقت المستثمرين في ترتيب المستندات وصياغة العقود وتنظيم العمل الإداري والمالي بالتعاون مع محاسبين ومحامين معتمدين.
كما أن الدعم التقني وتسهيل استخدام المنصات الرقمية الحكومية أسهم في تسريع الإجراءات، وعزَّز ثقة المستثمرين في التعامل مع الجهات الرسمية. هكذا أصبح الانتقال أكثر سلاسة، وفتح أمام المستثمرين الحضارمة آفاقًا للتوسع والاندماج في السوق النظامي، في تجربة تثبت أن التشريعات وحدها لا تكفي، بل يتطلب النجاح دعمًا عمليًا واحترافيًا مثلما قدَّمتْه “سهالة” بالتعاون مع الجهات الحكومية.
استراتيجيات المساندة ودعم المجتمع
اتخذت “سهالة” منهجًا شاملًا بالاستناد لعلاقاتها المجتمعية ورصيدها من الثقة، ونظمت فعاليات لتشجيع المستثمرين على تصحيح أوضاعهم. كذلك تم التعاون مع مكاتب محاسبة ومحامين معتمدين لضمان تقديم أفضل الخدمات.
قصص نجاح وتأثير ملموس
يشير بارأس إلى أن قطاع تجزئة المواد الغذائية كان من أكبر المستفيدين؛ إذ لوحظ نموٌّ واضحٌ في المبيعات خلال السنوات الثلاث بعد حملة التصحيح، معتبرًا هذه التجربة مثالًا حيًّا لقدرة التصحيح على تطوير الأعمال واستدامتها.
نصائح وتوجيهات لرجال الأعمال
يدعو بارأس رجال الأعمال إلى التحلي بالشفافية والاستفادة القصوى من مبادرات التصحيح، من خلال اعتماد الحلول المناسبة، سواء بدمج الكيانات أو فصلها حسب الحاجة، مستفيدين من مرونة التشريعات الحديثة التي يسّرت إجراءات تأسيس الشركات وتنظيم الحصص بين الشركاء، مما يعزز الأمن القانوني والاستقرار في بيئة الأعمال. كما يشدد على أهمية بناء تحالفات تجارية متوافقة مع الأنظمة المحلية تسهم في دعم اقتصاد المملكة وتحقق النفع للتجار الحضارم، بالإضافة إلى ضرورة تشجيعهم على العمل المجتمعي، خاصة في مجالي تأهيل الكوادر الشبابية وتدريبها والاستثمار في تنمية رأس المال البشري، لما لذلك من أثر مستدام وإيجابي في المجتمع والاقتصاد.
الأثر في المجتمع الحضرمي والسعودي
يرى بارأس أن مكرمة التصحيح أحدثت فارقًا حقيقيًا، فجعلت بيئة العمل أكثر وضوحًا وجاذبية، وعزّزت من اندماج مجتمع المستثمرين الحضارمة في الاقتصاد السعودي. كما أسهمت في استقرار الأسر وازدهار المجتمع على مختلف الأصعدة.
دور الحضارم: اندماج وإبداع
يؤكد رئيس شركة “سهالة” على الدور التاريخي للحضارم في إثراء المجتمعات التي يعيشون فيها، وبناء علاقات متينة تسهم في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي. وينصح رجال الأعمال الحضارمة الشباب بالتمسك بأمانة الأسلاف، والالتزام بالأنظمة، وخلق الشراكات لمواكبة تطورات عالم التجارة.
التطلعات المستقبلية
يختتم بارأس بأن مستقبل رجال الأعمال الحضارمة في السعودية واعد، لا سيما في ضوء رؤية المملكة 2030، داعيًا إلى التكتل لصناعة شراكات تواكب البيئة التنافسية الجديدة. وينصح بالاستثمار في قطاعات الصناعة، التقنية، والعقارات كبنية تحتية مستقبلية لأي اقتصاد قوي.
حوار يُظهر كيف أسهم تصحيح الأوضاع التجارية في دفع رجال الأعمال الحضارمة نحو مزيد من الشفافية والاستدامة، وكيف رسّخت هذه التجربة أواصر الشراكة بين الحضارم والمجتمع السعودي، وأطلقت طاقات جديدة نحو التنمية والاندماج الاقتصادي المتكامل
هناك عدد من القصص الناجحة التي تبرز الأثر المباشر لدعم شركة “سهالة” في تجارة المستثمرين الحضارمة في المملكة العربية السعودية، كما أشار الأستاذ حسين محمد بارأس في مقابلته:
هذه التحولات انعكست بشكل مباشر على أداء عدد من المستثمرين الحضارمة، وأسهمت في توسعة أنشطتهم وزيادة أرباحهم واستدامة أعمالهم ضمن البيئة النظامية الجديدة في المملكة. ويمكن اعتبار نمو قطاع التجزئة وتحوّل الكيانات المخالفة إلى كيانات نظامية أمثلة بارزة على الأثر الواضح لهذه الجهود.